الكلمة التأبينية للعاملات والعاملين بجريدة المنعطف في‮ ‬حق أستاذهم ومديرهم الفقيد الأستاذ التهامي‮ ‬الخياري

مارس 11, 2013
Untitled1.png

بسم الله الرحمن الرحيم، كل نفس ذائقة الموت، وإنا لله وإنا إليه راجعون

 كنا نتمنى كطاقم صحفي وإداري وتقني لجريدة المنعطف أن نلتقي اليوم بأستاذنا ومديرنا الأخ التهامي الخياري، تغمده الله برحمته، في أحد تلك اللقاءات الممتعة التي كان يمتعنا بها ويغدق علينا خلالها بباقة من الأفكار النيرة، والتوجهات السديدة والنصائح المفيدة، ولكن لا مرد لقضاء الله، هذا لقاء نجالس فيه روحه الطيبة لنبثها ألم الفراق ولوعة الاشتياق ودعواتنا له بالرحمة والغفران وفسيح الجنان.

أستاذنا التهامي الخياري، ليس من أولئك الرجال الذين ما إن تجالسهم وينفض المجلس تنساهم، بل هو من تلك الرجالات التي تطبع حياة ومسار كل من يعاشرهم ولو لفترة وجيزة. هو مناضل فذ، مفكر سياسي متبحر، رجل دولة ناجح، أستاذ، مربي، رجل تجمعت فيه من الخصال والسجايا والمزايا ما تفرق في غيره، ولهذا من الطبيعي أن تحدث وفاته رجة في المجتمع السياسي والحزبي والإعلامي والحقوقي والفكري..

وبالنسبة لنا في الحقل الإعلامي سيبقى أستاذنا ومديرنا كنار على علم، شعلة يستضيء بها الجيل الحالي من الإعلاميين والأجيال المقبلة.. عرفنا الأستاذ التهامي في زنقة الطيب لبصير بحي أكدال وهو يهيء لمشروع إعلامي واعد، من خلال “أسبوعية المنعطف”، وكله إيمان بأن العمل الإعلامي قرين للعمل الحزبي، وبأن رسالة التأطير والتنظيم والتوعية والتحسيس بالمبادئ والقيم التي انبنت عليها جبهة القوى الديمقراطية، لا يمكن أن تستقيم بدون أن يوازيها عمل إعلامي دؤوب، بناء وهادف.. لهذا انطلقت المنعطف كأسبوعية قوية واستلفتت آنذاك اهتمام وانتباه الوسط الإعلامي، باعتبارها أحيت وأوقدت شعلة أفكار نضالية كان المغرب في أواخر التسعينيات في أشد حاجة إليها.

وجاء تأسيس الجبهة كبناء حزبي جديد ومجدد وواعد، وكمشروع سياسي متفرد، لتستلزم تأسيس مشروع إعلامي مواز يترجم أفكار ومبادئ وتطلعات الجبهة والجبهويين، فكان مخاض التأسيس، وكانت مكابدة ومعاناة البداية، وبدأ هذا الصرح الإعلامي ينمو ويكبر مع نمو وامتداد الفكر الجبهوي الذي بناه هذا الرجل العظيم، واستطاعت المنعطف أن تجد لها موطئ قدم في الحقل الإعلامي كلبنة صحافية عززت صرح الصحافة الحزبية على الخصوص والصحافة لوطنية بشكل عام.

وكأي جريدة هادفة لا تبتغي الربح أو الريع الصحفي، عرفت المنعطف أوقاتا عصيبة، نتيجة صعوبات مالية، ومرت أوقات أصبحت فيها على عتبة التوقف النهائي، لولا هذا الرجل العظيم الذي كان يعتبرها مسألة وجود وحياة للجبهة، نظرا لإيمانه العميق بهذه الرسالة الإعلامية التي ظل لآخر رمق يحرص على استمراريتها.

ونحن كعاملين في هذه الجريدة نحفظ لأستاذنا التهامي جميل وقوفه بجانبنا وبخاصة في أوقات كان يعتقد فيها البعض بأن النقص من أفراد طاقم الجريدة من شأنه أن يخفف من أعبائها المالية، فكان أستاذنا التهامي يجيب بكل حكمة “ليس بقطع الأرزاق يمكن أن نسوي المشاكل”، مؤمنا بأن لهذه المؤسسة الإعلامية كذلك دور اجتماعي يتجسد في ضمان قوت أسر تتعيش من هذه المؤسسة المحترمة.

وبلا شك أن الأستاذ التهامي كان يحتفظ في قرارة نفسه بأفكار وتصورات لتطوير هذا المشروع الإعلامي، بدء بالتحول من منبر حزبي إلى مقاولة إعلامية، ووصولا إلى مؤسسة إعلامية حديثة ومتكاملة البنيان في ظل مشهد إعلامي صعب يتطلب المتابرة والخلق والإبداع وطول النفس.

وحيث لا تسعنا صفحات هذه الجريدة لذكر مناقب الفقيد وأياديه البيضاء على هذه المؤسسة والعاملين بها، فإننا نكتفي في هذه الوقفة التأبينية باستحضار روحه الطيبة، داعين الله تعالى بأن يمطر عليه شآبيب رحمته وأن يلهمنا ويلهم ذويه وكل مناضلات ومناضلي الجبهة الصبر والسلوان.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.


حزب جبهة القوى الديمقراطية


حزب جبهة القوى الديمقراطية يرحب بكم ويوجه لكم الدعوة للانضمام إليه ، حيث تجتمع الخبرة والحماس، وحيث يمكن لكم أن تكونوا جزءًا من تاريخ نضال لبناء الحزب الكبير




الإشتراك


اشترك في النشرة لتلقي جميع الأخبار من حزب جبهة القوى الديمقراطية