بحضور رسمي وشعبي وازن يعكس المكانة الكبيرة للفقيد الراحل التهامي الخياري يشيع إلى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء.

موكب جنائزي مهيب في توديع فقيد الجبهة وفقيد الحركة التقدمية والديمقراطية
بقلم عبدالنبي مصلوحي
تصوير: منير محميدات
في موكب جنائزي مهيب حضره إلى جانب عائلة الفقيد، الأمير مولاي رشيد و رئيس الحكومة عبدالاله بنكيران، وعدد من أعضاء الحكومة ورجالات الدولة، ومسؤولين عن الأحزاب السياسية والمركزيات النقابية وهيئات المجتمع المدني، وشخصيات من عوالم الفكر و الثقافة والحقوق، ومناضلات ومناضلو جبهة القوى الديمقراطية، القادمين من مختلف جهات البلاد، إلى جانب جمهور غفير من المواطنين، ووري الثرى ظهر أمس بمقبرة الشهداء في الرباط جثمان التهامي الخياري، الأمين العام لجبهة القوى الديمقراطية بعد صراع طويل مع مرض عضال ألم به.
مواطنات ومواطنون، من مختلف الشرائح والطبقات، أبوا إلا أن يلقوا النظرة الأخيرة على احد أشرس الأصوات التي طالما تبنت مطالبهم ودافعت عنها داخل المؤسسات الوطنية، وبكل المنتديات الجماهيرية، رجل، وصفه عبد الرحمان اليوسفي الذي كان احد مودعيه الوداع الاخير، بالمناضل الغيور على حقوق المستضعفين، وقضايا الوطن، والجريء في طرح الأفكار واتخاذ القرارات، وهي شهادة تختزل الكثير من معاني الوطنية والنبل و الأخلاق لدى الراحل.
إن برحيل المناضل والزعيم السياسي، التهامي الخياري، يكون المغرب قد فقد احد أهم رموز الفكر الحداثي التقدمي، المدافعين عن القيم الكونية للديمقراطية وحقوق الإنسان، وأحد أهم مناصري قضايا الفقراء والطبقة الشعبية.
وفي كلمة تأبينية، قال الأخ مصطفى بن علي، النائب الأول للجبهة، أننا نقف اليوم لتوديع أحد ابرز القادة السياسيين، واحد أبناء الحركة التقدمية الديمقراطية ، كان رجلا من رجالات الدولة الأفذاذ، يشهد له التاريخ انه كان عالي الكعب في المسؤوليات التي تقلدها، سواء الرسمية أو الحزبية، مضيفا انه تشرب الوطنية في كنف والده وعائلته، من مدارس النضال التي تربى في كنفها، الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وهي المنظمة التي أنتجت الكثير من الأطر التي خدمت البلاد، وما تزال.
من القضايا الوطنية الكبرى التي كانت تشكل أهم انشغلاته، قضية الوحدة الترابية، حيث لم تكن هناك من مناسبة، سواء داخل الوطن، أو خارجه إلا وأثارها، رحمه الله، بكل خلفياتها وأبعادها الوطنية والسياسية، عمل على الدوام على أن تكون العدالة الاجتماعية أهم الأركان التي يقوم عليه المشروع المجتمعي الذي دافع عنه، لقد رحل في وقت ما أحوج المشروع المجتمعي الحداثي اليه.
كذلك، قال، مولاي إسماعيل العلوي في كلمة مقتضبة، وبكثير من التأثر، وهو احد رفاق الدرب العارف بقيمة الرجل ووقع رحيله على الحياة السياسية في الوقت الراهن، قال انه مهما بلغ من البلاغة فانه لن يقو على توصيف قيمة الراحل، أفاد انه قضى معه سنوات، ليس من السهل نسيانها، سنوات في الاشتغال على نصرة القضايا الوطنية، مضيفا، عشنا لحظات ابتهاج، ولو بتحقيق ابسط النجاحات ، وافترقنا، يشير مولاي إسماعيل العلوي، في شهادته وهو يودع احد رفاق الدرب الأفذاذ، لمدة وجيزة، غير انه لم يكن فراقا طويلا، فقد شاءت الظروف ان يلتقي الجميع في حكومة التناوب الأولى التي ترأسها الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، وتحمل فيها الفقيد مسؤوليات جسيمة، يحتفظ له التاريخ بالكثير من الخدمات الجليلة التي قدمها، وهو يناضل بجهاده واجتهاده لتكون قراراته تصب في مصلحة المواطن المغربي، أينما كان، في الحواضر، أو بالمغرب العميق.
رحم الله الاستاذ التهامي الخياري واسكنه فسيح جناته.