IMG_8662-1024x683.jpg

أكتوبر 27, 2017 الرئيسيةحوارات

 
 على مشارف حلول موعد انعقاد أشغال، أولى دورات المجلس الوطني، لجبهة القوى الديمقراطية، وفي خضم، تفاعلات المشهد السياسي والحزبي الوطنيين، وبالنظر لحجم التحديات، التي يطرحها سياق المرحلة، تستضيف جريدة المنعطف، الأخ المصطفى بنعلي، الأمين العام المنتخب، في المؤتمر الوطني الأخير للحزب، في حوار ينفتح، على رهانات هذه الدورة، التي تعطيها مقررات ووثائق المؤتمر، زخما جديدا، لرسم مسار مستقبل الجبهة واستمرار عطائها، على الساحة السياسية الوطنية. فيما يلي نص الحوار
(أجرى الحوار عبد الرحيم بنشريف).
سؤال: تعقدون دورة المجلس الوطني لجبهة القوى الديمقراطية يوم السبت 28 أكتوبر الجاري، ماهي رهانات هذه الدورة؟
جواب: هذه أولى دورات المجلس الوطني، التي تنعقد بعد المؤتمر الوطني الخامس، ولذلك فهي ذات حمولة تنظيمية كبيرة، ففيها ستتم ملائمة مقتضيات النظام الداخلي، مع المستجدات، التي أدخلها المؤتمر، على النظام الأساسي، كما سيتم انتخاب هياكل الحزب المتبقية. غير أن هذا لا ينفي الأهمية السياسية للدورة، خصوصا إذا نظرنا للظرفية السياسية، التي تنعقد فيها…
سؤال: تماما، ماهي قراءتكم للظرفية السياسية التي تعيشها البلاد؟
جواب: أعتقد أن هذه الوضعية شبيهة بتلك، التي أعلن فيها المرحوم الحسن الثاني، عن السكتة القلبية، التي كانت تتهدد المغرب، والتي تلاها اتخاذ تدابير، ساهمت في الانفراج الحقوقي والسياسي، وهيأت المناخ لنجاح المبادرات، التي جنبت البلاد مخاطر السكتة.
نحن نعيش اليوم، على إيقاع تنامي الاستياء الشعبي، من ضعف السياسات العمومية، فكان طبيعيا أن يتحمل الملك مسؤوليته، في الإشراف على حسن سير المؤسسات الدستورية ليعلن، في خطبه الأخيرة، عن فشل النموذج التنموي المغربي، بسبب ضعف أداء الطبقة السياسية والإدارية…
سؤال: إذن أنتم تحملون المسؤولية للنخبة السياسية؟
جواب: نحن نعتبر أن الحياة السياسية الوطنية، غير سليمة، بفعل التراكمات، التي عرفتها منذ 2002، وقد عبرنا عن حاجة البلاد، إلى الإصلاح السياسي، في مؤتمرنا الوطني الأخير. لقد قدمنا عرضا سياسيا وتصورا متكاملا، لمداخل الإصلاح السياسي، الذي من شأنه أن يعيد الروح للمؤسسات الدستورية، وذلك من خلال تصورنا، لما ينبغي أن تكون عليه، مؤسسة البرلمان، لتقترب من تمثيل السيادة الشعبية، عن طريق انتخابات يجري فيها التنافس، على أساس البرامج والمشاريع المجتمعية…
لقد قدمنا تصورنا كذلك، لحكومة سياسية فعالة، وما يتطلبه بناؤها، من إصلاح لحال الأحزاب، والانتخابات والاعلام العمومي، وإعداد الرأي العام الوطني…
نحن نتكلم عن مؤسسات دستورية، في مستوى روح دستور 2011، بعد أن أضعنا ولاية كاملة، في نقاشات شعبوية عقيمة…
سؤال: ما موقع الأحزاب السياسية في تصوركم للإصلاح السياسي؟
جواب: موقع الأحزاب السياسية، في تصورنا للإصلاح مهم للغاية. لقد قمنا في المؤتمر الأخير، بخطوة متقدمة في اتجاه، تطوير المشروع النضالي للحزب، عبر التوجه نحو بناء، فكر سياسي إنساني، يعيد النظر، بشكل نقدي، في المسلمات واليقينيات الفكرية والأيديولوجية…اعتقد أننا بذلك، قد خطونا أولى الخطوات، نحو بناء نموذج الحزب الطلائعي، لمغرب ما بعد 2011.
سؤال: هل يعني أن المغرب، بعد إقرار دستور 2011، في حاجة إلى أحزاب من نوع جديد؟
جواب: أكيد، فالظروف المغربية تتطور بسرعة، والأحزاب السياسية عاجزة، عن مواكبة هذا التطور. وحين نتكلم عن الأحزاب بهذا الشكل، فنحن نتكلم، بقطع النظر عمن يتحمل مسؤولية ذلك، ففي نظرنا نحن نشهد فشل “النموذج الحزبي المغربي”…
سؤال: كيف ذلك؟
جواب: نحن ننظر إلى الأحزاب المغربية، كثلاث فئات كبرى، وهي الفئات التي توجد اليوم، في مرحلة انتقال كبرى لازالت لم تكتمل لحد الآن. ففي اعتقادنا، هناك نموذج أحزاب الحركة الوطنية وهي الأحزاب، التي ارتبط فكرها بتيارات المشرق، ومنها تيارات القومية العربية، المستمدة من خبرة الأحزاب، في الشرق الأوسط، وهناك نموذج الأحزاب الاشتراكية، التي استوردت فكرها، هي الأخرى من الغرب، وحاولت مغربتها. فيما يتحدد الصنف الثالث، في أحزاب الإدارة، التي ارتبط وجودها، بمحاولات مواجهة ومعاكسة النموذجين السابقين.
اليوم، توجد هذه النماذج، في مرحلة انتقال صعبة، فبعد إقرار دستور 2011، الذي خلق ثورة هادئة، وذلك من خلال وضعه، لمهام جديدة للدولة المغربية، وفي صلب ذلك، تصوره لمهام جديدة للأحزاب السياسية، بأن جعلها شريكا في السلطة. ولذلك أصبح من المفروض، على الأحزاب السياسية، أن تتحول إلى إطارات، لاقتراح الحلول والمساهمة، في المهام التنموية، بدل أن تكون إطارات للتظاهر والاحتجاج…
لقد وضع الدستور الجديد، الذي تم إقراره بتوافق واسع، مهاما جديدة للأحزاب السياسية، بما يشكل، في الواقع انتصارا لتوجهات أحزاب اليسار، التي كانت تطالب بالديمقراطية والتشاركية، في إنتاج وتنفيذ السياسات العمومية…
سؤال: هل لكم بمزيد من التوضيح، في تقسيمكم لنماذج الأحزاب، ولمهامها الجديدة؟
جواب: أعتقد أننا اليوم، بصدد نهاية النماذج التقليدية، التي كانت تضع اليسار في مقابل اليمين، أو بمعنى أدق، حين يتعلق الأمر بحالة المغرب، التي كانت تضع أحزاب المعارضة، في مقابل أحزاب المولاة، ليس فقط أن المرحوم الحسن الثاني قد بادر، بعد إعلان السكتة القلبية، كما أسلفت، إلى اتخاذ سلسة مبادرات، أدت إلى الانفراج السياسي، وإلى تشكيل حكومة التناوب، برئاسة الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، من أحزاب اليسار “المعارضة” أساسا، منهيا بذلك، مرحلة طويلة، من الانتقاء الطبيعي، لأحزاب حكومية وأخرى معارضة. ولكن الدستور الجديد، الذي خول صلاحيات، كانت في الأصل صلاحيات ملكية، إلى الحكومة، التي يعين رئيسها من الحزب السياسي الأول، في الانتخابات، وإلى الأحزاب بشكل عام، بما يجعلها شريكا في الحكم والسلطة، قد أنهي التقابل المفترض، في أن تكون الأحزاب السياسية، إما أحزابا معادية للسلطة أو موالية لها.
سؤال: كيف يؤثر وضع وصلاحيات الأحزاب السياسية، على مهامها وتنظيمها؟
جواب: المطلوب من الأحزاب اليوم، في ظل وضعها الدستوري، ومهامها، المرتبطة باقتراح والمشاركة في تنفيذ السياسات العمومية، وبإعداد واقتراح النخب المؤهلة لذلك، أن تراجع تصوراتها وتمثلاتها، للقيم السياسية والتنظيمية. إن الأحزاب التي أصبحت تفرز رئيس الحكومة والوزراء، ورؤساء المجالس الترابية، ورؤساء الجهات، وتقوم بالتعيين في المناصب العليا… بمعنى أنها أصبحت شريكا في التسيير وفي انتاج وتنفيذ السياسات العمومية، مطالبة بتأهيل ذاتها، لتكون إطارات لإنتاج الحلول، وليس كما كانت أداة، لدق ناقوس الخطر، بمعنى آخر، لقد أصبحت القدرة، على تأجيج الشارع وحدها، غير كافية، لتكون شريكا في الحكم. وإلا كيف نفسر تعبئة الشعوب، في الدول الديمقراطية، من أجل قطع الطريق، على الشعبويين، القادرين على تحريك الشارع؟
سؤال: لنرجع إلى أشغال الدورة المقبلة، للمجلس الوطني، لجبهة القوى الديمقراطية ماهي التصورات السياسية والتنظيمية، التي تؤطرها؟
جواب: هذا بالضبط، ما أحاول الوصول إليه، نحن نعيش مرحلة دقيقة، في حياة الأحزاب المغربية، يتعين فيها، على الأحزاب، أن تنتقل من وضعية، ظهير 58 إلى وضعية أحزاب دستور 2011. بمعنى آخر، لقد حان الوقت، لكي تلج الأحزاب السياسية، مرحلة “أحزاب التنمية” الموجودة، في الدول المتقدمة…إن الأحزاب السياسية فاعل رئيس، في بناء النموذج التنموي، ولكي تقوم بذلك، يتعين عليها أن تؤهل نفسها بداية…
في هذا الأفق، نحن نعقد دورة المجلس الوطني، التي ستسطر المهام السياسية والتنظيمية، من أجل أن تتحول جبهة القوى الديمقراطية، إلى طليعة الأحزاب، المؤهلة، لمهام التنمية، وفق منظور النموذج التنموي المغربي، الجديد، الذي يتعين بناؤه…
سؤال: من الناحية التنظيمية، ماذا يعني ذلك بالنسبة لكم؟
جواب: من هذه الناحية، ينبغي أن ننوه بالخلاصات التنظيمية، للمؤتمر الوطني الخامس، الذي من صلاحياته، وضع الخطوط والتوجهات، الكبرى للحزب، لقد توفق المؤتمر في إفراز مجلس وطني، كهيئة تداولية نموذجية، وعلى هذه الهيئة اليوم، أن تجتهد لكي تفرز أمانة عامة، قادرة على تقديم مشاريع متنوعة، لتنفيذ مداولات هذه الهيئة…
على الأمانة العامة المقبلة، لحزب جبهة القوى الديمقراطية، التي سيتم انتخاب أعضائها، على أساس المهام المطروحة، على الحزب، في هذه المرحلة، أن تشكل “حكومة ظل” قادرة على إبداع وتنفيذ مبادرات سياسية، في مستوى الاشعاع، الفكري والسياسي، الذي يميز جبهة القوى الديمقراطية.
سؤال: كيف؟
جواب: ينبغي أن تنجح الدورة المقبلة للمجلس الوطني، في بلورة مشروع برنامج عمل، متكامل، يعيد هيكلة كل التنظيمات الترابية والقطاعية للحزب، في افق ربح الرهانات المطروحة عليه، خصوصا ونحن نعلم، أن هناك فترة مهمة، تمتد لأربع سنوات تقريبا، لا انتخابات عامة فيها، ما لم يطرأ طارئ، وهي فترة سنستثمرها، في إعادة بناء الذات، للخروج من هذه الوضعية، السياسية بنجاح.
سؤال: أليس لديكم شركاء في هذه المرحلة؟
جواب: بلى، لدينا شركاء وحلفاء. بل أننا في جبهة القوى الديمقراطية، ومن منطلق إيماننا، بكون التعددية السياسية مفروضة، بحكم تعددية المجتمع المغربي، الغني بمكوناته وروافده، الإثنية واللغوية وغيرها، نعتقد على أن جميع الأحزاب السياسية، مطالبة بالعمل، على إغناء مظاهر التعددية، في العمل السياسي…
لذلك ونحن نتوجه إلى شركائنا، من أجل إنجاح وحدتنا الاندماجية، نعمل مع جميع الأحزاب، وبدون استثناء، على أسس التشاركية، في بلورة وتنفيذ مهامنا السياسية. طبعا سيكون من باب تحصيل حاصل، ان نجد أنفسنا أقرب إلى أحزاب أكثر من غيرها. لكن، وهذا هو المهم، أن الأحزاب البعيدة عنا، لا نناصبها العداء، بل نتعامل معها، على أساس أنها أحزاب منافسة، ويمكن أن نتعاون معها في القضايا، التي نقدر بأنها تحقق المصالح الوطنية والعامة…
سؤال: ونحن نتحدث عن التعددية، كيف تقيمون ردود الفعل المتباينة، حول توجهكم لإدماج المكون العبري، في الحياة السياسية الوطنية؟
جواب: حقيقة أحييكم، على دقة سؤالكم، فغالبا ما نعطي اهتماما، كبيرا، لردود الفعل السلبية، من هذا التوجه، على الرغم من أنها، لا تعني إلا فئة قليلة ومغرضة، في حين أننا ننسى أن هناك ارتياح، في أوساط مغربية، عديدة، لعملنا على محاربة التمييز العنصري، على أساس الدين، اتجاه فئة مهمة، من المغاربة اليهود.
فعلاقة بهذا الموضوع، ينبغي أن أوضح اننا، في جبهة القوى الديمقراطية، نطرح قضايانا الوطنية، في حدودها الجغرافية، فنحن عندما كنا نناضل من أجل حقوق اللغة والثقافة الأمازيغيتين، كنا نطرح ذلك في بعده الوطني، واليوم، ونحن نطرح موضوع مشاركة المغاربة اليهود، في الحياة السياسية، فإننا نطرح ذلك، تجاوبا مع مستجدات الدستور، ومع قيم المواطنة والوطنية، التي لا مجال فيها للقومية (نسبة إلى القوم) التي عادة ما تقوم على منظور التفوق، وتؤدي بالنتيجة، إلى التمييز العنصري والعدوانية…
سؤال: لكن بلغ إلى علمنا أن الائتلاف المغربي، لجمعيات حقوق الإنسان، تطرح هذا الموضوع، ضمن خانة مناهضة التطبيع، كيف تتعاملون مع هذا الموقف؟
جواب: لقد استغربنا لذلك، أولا لأن مسألة التطبيع مسألة سياسية، وليست حقوقية، فحقوق الإنسان، كما أفهمها، وكما هي متعارف عليها دوليا، هي أن يمارس الإنسان حقوقه، دون تمييز، بسبب جنسه أو لونه أودينه…
ثانيا، نحن نتكلم عن مواطنين مغاربة، خول لهم الدستور الحق، في الانتماء للأحزاب السياسية، والجدير بنا جميعا، أن ننخرط جميعا في توسيع ممارسة، هذا الحق، وليس العكس.
ثالثا، وهنا مكمن الاستغراب، أن المفروض أن تبقى للجمعيات الحقوقية، مقاربة حقوقية، للأمور، في حين تمارس الأحزاب حقها، في تقدير الأمور السياسية، ومسألة التطبيع هذه، حق يراد به باطل. وهنا لا بد أن نعيد للأذهان، أن الدفاع عن فلسطين، من أي منطلق كان، يجب ألا يسلب الشعب الفلسطيني حقه، في تقرير مصيره…
وتحضرني في هذا السياق، وقائع معبرة، ففي الكثير من الأنشطة، التي نظمتها السفارة الفلسطينية، أو الفصائل الفلسطينية، كان يتم الاعتراض، من طرف الفلسطينيين، على الشعارات، التي كان يرفعها المغاربة، ضد التفاوض والسلام…يجب ألا نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين، أنفسهم…
سؤال: إذن هناك اختلاف في نظرتكم للقضية الفلسطينية؟
جواب: نعم، هناك اختلاف وليس خلاف، نحن نعتبر بأن القضية الفلسطينية، قضية شعب شقيق، نسانده، في نضاله، من أجل حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة، ومن هذا المنطلق، نحن ندين ونفضح أي اعتداء على أي حق، من حقوقه، من طرف دولة إسرائيل.  لكن، نحن نعتبر في ذات الوقت، أن المغالاة في اعتبار القضية الفلسطينية، قضية وطنية، في سائر الأقطار العربية والإسلامية، على اختلاف مصالحها وظروفها، اغتصاب لحق الشعب الفلسطيني، في تقرير مصيره، ولنا أن نقيم الآن، أثر الإيديولوجية القومية، على اقتراح الأمم المتحدة سنة 1948…
سؤال: علاقة بمواقف جبهة القوى الديمقراطية، اتجاه القضايا الدولية، كيف تقيمون تصريحات وزير خارجية الجزائر الأخيرة، اتجاه المغرب؟
جواب: غير مسؤولة وطائشة وتعبر عن حالة التيهان، التي يعيشها النظام الجزائري. لكن ما ينبغي أن نتنبه إليه، هو ألا تشغلنا مثل هذه التصريحات، عن العمل وفق الاستراتيجية التي رسمتها الديبلوماسية الملكية، في تنمية علاقات التعاون، المنتج، مع الدول الافريقية. العمل والنتائج هو خير جواب، طبعا، هذا لا يعني حرمان المؤسسات الاقتصادية، المعنية، من ممارسة حقها، باللجوء للقضاء، للدفاع عن حقوقها ونزاهتها…
سؤال: هو تكهنكم حول تأهل المنتخب الوطني لمونديال 2018 روسيا؟
جواب: في الواقع أتمنى أن يتأهل المنتخب الوطني، وأن تكون مشاركته في نهائيات روسيا مشرفة. والحقيقة أن اختيارات المسؤولين على الشأن الكروي ببلادنا كانت موفقة، لقد أصبحنا نتوفر على فريق وطني جيد، ولاشك فالإنجازات التي سيحققها ستساعد على الدفاع على ملف المغرب لاحتضان مونديال 2026..
الخلاصة أن السياسات العمومية المرتبطة بالشباب هي سياسات مرتبطة بمستقبل المغرب ولم يعد من حقنا إهدار الفرص التي يوفرها هذا الرصيد الهام من الثروة الوطنية اللامادية.
سؤال: ختاما ما هو تعليكم على إعفاء جلالة الملك لعدد من الوزراء والمسؤولين في علاقة مع اختلالات مشاريع الحسيمة؟
جواب: سبق لي أن قلت بأن العبرة من الزلزال السياسي الذي تحدث عنه الخطاب الملكي لافتتاح البرلمان هو مدى قوة ارتداداته على القيم السياسية وعلى ممارسة السياسة في مناخ عام تربط فيه المسؤولية بالمحاسبة. لذلك فهذه التدابير وبقطع النظر عن المسؤولين اللذين شملتهم تشكل نقلة نوعية في اتجاه تفعيل الدستور، خصوصا فيما يرتبط بقيمه وبعده الديمقراطي..
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 


DSC_0015-680x1024.jpg

 
في هذا الحوار المركز، الذي يستضيف الدكتورة و الطبيبة المندوبة الإقليمية لوزارة الصحة بمدينة طرفاية، الأخت فاطمة الزهراء شعبة، عضو الأمانة العامة، و واحدة من قياديات القطاع النسائي لجبهة القوى الديمقراطية، يتركز الحديث حول وضع المرأة المغربية في راهنيته، كما يموضع مكانة نساء الجبهة في قلب العمل السياسي الحزبي، و يختزل استعداد القطاع النسائي للاستحقاق التشريعي لأكتوبر المقبل، و يشرح واقع القطاع الصحي بالمغرب.
 
حاورها عبد الرحيم لحبيب/ الملحق الإعلامي  
 
1ـ و نحن على مشارف نهاية الولاية التشريعية للحكومة الحالية، واعتبارا لما شكلته من تراجعات خطيرة في سياستها المتبعة مع ملف و قضايا المرأة كيف تقيمين الأخت الدكتورة فاطمة الزهراء شعبة واقع النساء في ظل هذا الوضع؟
جـــــواب: تقييمي الشخصي لعمل هذه الحكومة انها حصيلة غير مشرفة للمرأة المغربية. خصوصا أننا نعلم جميعا ما حققته الحركات النسائية من مكتسبات وكذلك ما جاء به دستور 2011 لترسيخ حقوقها.الا ان هذه الحكومة وسياستها اللا مبالية بدور المرأة وكذا سيادة العقلية الذكورية و تبخيسها لأهمية دور المرأة في تدبير الشأن العام ضرب بعرض الحائط كل هذه المكتسبات والأكثر من ذلك كرست للنظرة الدنيوية لدور وشأن المرأة في المجتمع المغربي. و الحقيقة أن المرأة في ظل التدبير الحكومي الحالي، أصبحت تتطلع يوما عن يوم لنهاية كابوس مزعج، حول أحلامها إلى مأساة.
 2ـ دأبت جبهة القوى الديمقراطية، عبر قطاعها النسائي، و أنت واحدة من قياديات الجبهة و القطاع، على تنظيم دورات تكوينية لفائدة مناضلات الحزب ما هي القيمة المضافة لهذه العملية؟
جـــــواب:صراحة جبهة القوى الديمقراطية ومنذ تأسيسها أمنت بدور المرأة في المجتمع، وتؤمن أن تقدم المجتمع رهين بتأهيل و تحسين أوضاعها، وتجسد هذا في تمثيليتها المشرفة في مختلف هياكل الحزب. ويعد تأطيرالمناضلات والمناضلين العمل اليومي الذي دأبت عليه جبهة القوى الديمقراطية.
و بخصوص الدورات التكوينية النساء المناضلات، فالجبهة تراهن بشكل كبير على عملية تأطير و تزويد المرأة بالمعارف و التجارب، الني من شأنها تمكين النساء من سلاح المعرفة لمواجهة، كل أشكال التضييق عليها، أو المس بكرامتها،  فالهدف هو التأكيد على دور المرأة في الحياة السياسية وكذا توعيتها بالحقوق والواجبات وكذا إعادة الثقة لها و تأكيد قدراتها الهائلة في تحمل المسؤولية و المشاركة في صناعة  القرار، و الأهم تحفيزها على المشاركة وبكل ثقة في العمل السياسي و الجمعوي. 
3ـ استقراءا للوضعية الراهنة للمرأة المغربية داخل المجتمع، ما هي السبل الكفيلة بتعزيز مشاركتها السياسية الحقيقية، في سياق الاستعداد للانتخابات التشريعية المقبلة؟
جـــــواب: من أولى الأولويات في هذا السياق، هو انتفاضة المرأة ضد ذاتها، و التمرد على بعض مظاهر خنوعها لقيود المجتمع ألذكوري، و أن تعزز ثقتها في قدراتها و طاقتها الذاتية، كخطوة، تفتح السبيل أمامها، لخوض معترك الحياة العامة، ثم  عليها استثمار الرصيد النضالي، الذي راكمته الحركات النسائية، عبر محطاتها النضالية.
و عن تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية، يتوجب على الدولة و الفاعل السياسي و المدني، و كل القوى الحية في المجتمع، و معهم الحركات النسائية طبعا، بذل المزيد من العمل الجاد، و النضال المستمر، من أجل تفعيل مضامين الدستور، و تأويلها ديمقراطيا، في اتجاه تحقيق المساواة و المناصفة، و الحفاظ على المكتسبات، و إقرار حقوق المرأة سياسيا، اقتصاديا و اجتماعيا، و بالقضاء على جميع أشكال التمييز  ضدها، و تحصينها من كل مظاهر الإقصاء و التهميش، و تفعيل الخطة الوطنية للمساواة.
DSC_0054
و نحن في جبهة القوى الديمقراطية، يحرص القطاع النسائي، على تعبئة كافة الجهود لتحفيز النساء على المشاركة الفعالة، و الإيجابية، في العمل السياسي، بحيث أن الدورات التكوينية التي تنظم لفائدة النساء تسير في اتجاه  تمكينهن من الوسائل و الآليات، التي من شأنها إعدادهن لخوض غمار الانتخابات، و ضمان مشاركتهن الواسعة تصويتا و ترشيحا.
4ـ بحكم ممارستك المهنية في القطاع الصحي، كيف هو حال القطاع و أوضاعه؟ و ما هي في رأيك الإكراهات و الحلول
التي يطرحها؟
جـــــواب: صراحة لا يمكن تلخيص وضع قطاع الصحة في بضعة سطور. كما نعلم جميعا يعد الحق في الصحة من بين اسمي الحقوق الدستورية كما أن أساس تقدم أي مجتمع يرتكز على تعليم جيد و صحة مواطن جيدة.
واليوم صراحة قطاع الصحة ليس في صحة جيدة نظرا ليما يعرفه من اختلالات كبيرة.لهذا تشخصي اليوم  لاختلالات قطاع استراتيجي هام، يرتكز بالدرجة الأولى إلى ضعف ونقص مهول في البنيات التحتية والمرتكز الثاني يتمثل في الخصاص الكبير والنقص المهول في  الموارد البشرية.
لذا وجب النهوض بالنيات التحتية، أي المراكز الصحية الحضرية منها والقروية، و كذا المستشفيات الإقليمية و الجهوية و تعزيز المعدات و سيارات الإسعاف وكذا إحداث، مراكز صحية جديدة، خاصة في المناطق التي تعيش نقصا حادا من دون مرافق صحية.
أما فيما يخص الموارد البشرية كما نعلم انها معضلة وطنية و دولية إذ أن هناك نقص حاد في الأطر الطبية و شبه الطبية و لكن هذا لا يمنع من عقلنة التدبير المحكم للأطر و الكفاءات المتوفرة، و توزيعها توزيعا عادلا يستجيب لمتطلبات و حاجيات المجتمع، بالإضافة إلى تدبير المنظومة الصحية بشكل عام بمراعاة  الخصاص في كل جهة .

و عموما هناك اختلالات يمكن تداركها و لا تتطلب سوى تواف إرادة سياسية واعية و مسؤولة للنهوض بهذا القطاع الحيوي و وجب التذكير ان تحقيق تنمية بشرية رهينة بمواطن سليم يسعى الى العيش الكريم.


Ahasni.jpg

 خصت جريدة المنعطف في عددها الصادر الاثنين 4 أبريل الجاري الباحث و المهتم الأخ المصطفى أحسني بحوار مستفيض، سردا و تحليلا، حول تطورات قضية الوحدة الترابية للمملكة، منذ أن طالب المغرب بإدراج الملف في لوائح اللجنة الرابعة، يوم كانت الصحراء تحت احتلال اسبانيا، و  تسلسل المحطات التي أعقبتها، إلى  وصول المقترح المغربي حول الحكم الذاتي، إلى مكتب الأمين العام ألأممي.

و تعميما للفائدة، و استجلاء لجملة من الحقائق التي لا تصمد أمامها كثير من الأخطاء و المغالطات، ندرج نص الحوار كما نشرته الجريدة.  

  *تعتبر قضية  الصحراء المغربية   من الأولويات التي تستحوذ على السياسية المغربية، وقد عمرت هذه المشكلة المفتعلة حول الوحدة الترابية للمغرب أربعين سنة، هل بإمكانكم كباحث ومهتم بالقضية وواحد من أبناء الأقاليم الجنوبية المسترجعة أن تقرب القارئ من أهم المرحل التاريخية التي مرت منها هذه القضية؟ 

  **من الضروري التأكيد على أن الظرفية الحالية تشكل منعطفا جديدا وهاما دخلته القضية خلال السنوات القليلة الأخيرة ، وتحديدا من العام 2007 مع تقديم المملكة المغربية لمقترح الحكم الذاتي، وهنا أذكر المحاولات اليائسة لخصوم وحدتنا الترابية الذين يبذلون كل ما في وسعهم لتقويض المسيرة المغربية في البناء والتنمية والازدهار،والتشويش على المبادرة المغربية، حيث حاولوا توظيف كل الوسائل للتغطية عن فشلهم في مواصلة ترويج المغالطات ،وهنا لابد من الإشارة إلى أن المغرب قد أسس لأسلوب وسياسية جديدة في التعاطي مع القضية،من خلال هذه المبادرة التي لقيت كل أشكال الترحيب والتنويه من المجتمع الدولي.

  *نعم قبل الحديث عن المبادرة المغربية المتمثلة في مقترح منح الأقاليم الجنوبية المغربية حكما ذاتيا في إطار السيادة المغربية، نريد التذكير بأهم المحطات التي سبقت هذا المقترح، على الأقل منذ بداية التسعينيات؟

  **بالنسبة للقضية فقد مرت من عدة مراحل تاريخية،لكن لابأس من الوقوف عند ثلاث محطات تاريخية هامة، المحطة الأولى ،لما تقدم المغرب في بداية الستينيات، في إطار استكمال وحدته الترابية، بطلب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل إدراج المسألة في لوائح اللجنة الرابعة الخاصة بتصفية الاستعمار ،حيث صنفت الأمم المتحدة الأقاليم الصحراوية الجنوبية  ضمن الأراضي التي لا تخضع لحكم ذاتي، والتي ينطبق عليها ما يعرف بتصفية الاستعمار سنة 1963.وفي العام 1965 اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم (xxi 2072) الذي يطالب إسبانيا بإنهاء استعمارها للصحراء المغربية، وللتأكيد فقط، فهذه الخطوة التي اتخذتها الأمم المتحدة كانت بطلب من المغرب.

   ثم المحطة الثانية والتي يمكننا الحديث عن مرحلتين هامتين ،مرحلة العودة لأحضان الوطن الأم من خلال المسيرة الخضراء سنة 1975، و هنا تدخل القضية منعطفا جديدا تمثل في تكالب الخصوم على المغرب وتحريضهم على الدخول في حرب مسلحة رغبة منهم في تحقيق أهدافهم التي فشلوا فيها بشتى الوسائل الأخرى، ويستمر المغرب في سلك كافة القنوات والسبل المشروعة للدفاع عن وحدته الترابية في إطار إجماع وطني وحد جميع الأطياف السياسية المغربية . فجاءت فكرة تنظيم الاستفتاء في الأقاليم الجنوبية بمبادرة مغربية كذلك ، في أواسط الثمانيناتفي إطار منظمة الوحدة الإفريقية لكن ،في 12 نوفمبر 1984 انسحب المغرب من منظمة الوحدة الأفريقية احتجاجا على منحها العضوية لـما يسمى”الجمهورية الصحراوية”، وأعلن رغبته في أن تتولى منظمة الأمم المتحدة الإشراف على جهود حل قضية الصحراء.

وهنا ندخل مرحلة أخرى  لتبدأ جهود المنتظم الدولي في البحث عن تسوية ، مرت بعدة مراحل لكن تبقى بداية التسعينيات أي مع تعيين الأمين العام للأمم المتحدة ممثلا خاصا لهفي  19 يناير 1990 في شخص الدبلوماسي السويسري “جوهانس مانس”خلفا “لهيكتورغروسإيبيل”، حيث استضافت العاصمة السويسرية جنيف أول اجتماع للشيوخ الصحراويين .بداية يونيو 1990 ، وفي 18 منه تقدم الأمين العام للأمم المتحدة إلى مجلس الأمن بتقريره الكامل وفيه مقترحاته الخاصة بحل مشكلة الصحراء، وتمت المصادقة عليه وعلى إجراءات تطبيقه بقرار أصدره المجلس برقم 658 يوم 27 يونيو 1990.

وفي 29 أبريل 1991 أقر مجلس الأمن بقراره رقم 690 تشكيل بعثة أممية لتنظيم الاستفتاء في الصحراء ،والتي تعرف اختصارا بـ”المينورسو” (MINURSO). وبموجب هذا القرار تم التوقيع  على اتفاق وقف إطلاق النار  يوم 6 شتنبر من نفس السنة ليدخل حيز التنفيذ في نفس اليوم. لتنطلق عملية الترتيبات والاستعدادات تمهيدا لإحصاء الذين يحق لهم التصويت في لاستفتاء، حيث  أكدت اللجنة الرابعة للأمم المتحدة مجددا في اجتماع لها يوم 3 نوفمبر1995 على  ضرورة إجراء استفتاء في الصحراء حر وعادل ونزيه بعيدا عن أي ضغوطات إدارية أو عسكرية، ودعت طرفي النزاع إلى الدخول في مفاوضات مباشرة. لكن سرعان ما توقفت عملية تحديد الهوية في دجنبر 1995 بسبب خلافات كبيرة حول الشروط المطلوب توفرها في الناخبين.

  *يعني ستدخل القضية مرحلة جديدة بعد تجميد عملية تحديد الهوية، لكن هل ستستمر الجهود الأممية لتقريب وجهات النظر بين أطراف النزاع للسير بعملية تحديد الهوية إلى الأمام أم سيلجأ المنتظم الدولي للبحث عن خطط بديلة؟

  **خلال هذه الفترة بالذات  يوم17 مارس 1997 عين الأمين العام الجديد للأمم المتحدة كوفي عنان وزير الخارجية الأميركي الأسبق جيمس بيكر مبعوثا له خاصا بالصحراء والذي بدأ جولته الأولى للمنطقة في 23 أبريل من نفس السنة سعيا منه إحياء عملية تحديد الهوية والدفع بمسلسل التسوية ودعا الأطراف إلى مفاوضات مباشرة كانت أولى  جولاتها في يونيو 1997 بلندن، حيث ستتوج في مرحلة  أولى بالتوقيع على ما بات يعرف ب” اتفاقية هيوستن”، في شتنبر 1997 ، والتي نصت على تحديد هوية الناخبين المدعوين للاستفتاء، وإعادة توطين اللاجئين، وتحرير وتبادل الأسرى. وفي 3 ديسمبر استؤنفت عملية تحديد الهوية التي جمدت عام 1995 لإنجاز المرحلة الثانية منها، والتي استمرت حتى 3 من شتنبر 1998 ليصبح مجموع من حُددت هويتهم في المرحلتين 147348 شخصا. وفي أكتوبر 1998 قام الأمين العام الأممي كوفي أنان بجولة في المنطقة عرض خلالها مقترحات لتجاوز الخلاف حول تحديد هوية القبائل محل الخلاف، لتنشر الأمم المتحدة في يوليوز 1999 لوائح المؤهلين للتصويت الخاصة بالمرحلة السابقة.ثم بعد ذلك بأشهر  أي في يناير 2000 سيتم نشر لوائح  المؤهلين للتصويت من القبائل محل خلاف والذين حصرت الأمم المتحدة عددهم في 86 381 شخصا. علما أن خطة الاستفتاء قد توقفت في دجنبر 1999 بسبب العراقيل والشروط التعجيزية التي تصر عليها جبهة البوليساريو بإيعاز من صنيعتها الجزائر خصوصا لما تبين بالملموس أن الاستفتاء لن يكون إلا تأكيديا لمغربية الصحراء.

  *هل توقفت عملية تحديد الهوية بصفة نهائية، وبالتالي الإعلان عن وأد مخطط الاستفتاء ؟

  **نعم يمكن اعتبار الاستفتاء مستحيلا في ظل تشبث كل طرف بشروطه، وخاصة جبهة البوليساريو التي توصلت إلى قناعة بأن الاستفتاء في الصحراء لن يكون إلا تأكيديا لمغربية الصحراء، ولجأت إلى كل الوسائل لنسف عملية تحديد الهوية برفض قبائل صحراوية بكاملها.

  *بمعنى أن القضية ستأخذ منحى آخر؟

  **بالتأكيد سيشكل قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1342 المؤرخ ب 27فبراير 2001 نقطة تحول في مسار التسوية حيث سيبدأ الحديث عن البحث عن حل سياسي متفق عليه بين جميع الأطراف،اعتمادا على المبادرة الفرنسية الأميركية التي تقترح حلا سياسيا لمشكلة الصحراء، ودعوة جيمس بيكر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة إلى حل تفاوضي بين الطرفين، مما يعني تخلي الأمم المتحدة عن خطة الاستفتاء. وطرح جيمس بيكر ما سمي بالاتفاق الإطار الذي ينص على استقلال  موسع مع احتفاظ المغرب بالسياسة الخارجية والعملة والعلم مهددا بالاستقالة إن لم يؤيد مجلس الأمن خطته لحل هذا النزاع. وكان مصير مقترحه الرفض التام.

وفي يناير 2005 عين الأمين العام للأمم المتحدة مبعوثا جديدا خلفا ل”جيمس بيكر “ويتعلق الأمر  بالهولندي “بيتر فا فالسوم”، وفي خضم هذه التطورات أعلن جلالة الملك محمد السادس خلال زيارة للعيون عن عزم المملكة المغربية منح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا في إطار السيادة المغربية،و11 أبريل 2007 قدم المغرب للأمين العام للأمم المتحدة المبادرة المغربيـة للتفاوض بشأن نظام للحكم الذاتي في الصحراء.

  *إذن مع تقديم المملكة المغربية لمبادرة الحكم الذاتي ، نكون قد طوينا ما كان يهيأ له ، أي الاستفتاء؟

  **نعم، ففي أبريل 2008  جاء التأكيد على لسان المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة السيد “فان فالسوم” الذي صرح بأن خيار الاستقلال الذي تطالب به جبهة البوليساريو “خيار غير واقعي”، بينما انتقدت الجبهة فالسوم واعتبرته “منحازا للمغرب، ليعين السفير “كريستوفر روس “خلفا له في يناير 2009، لتبدأ جولات مكوكية للمنطقة في محاولة جديدة للدفع بمسلسل التسوية السياسية لكن لم يتحقق أي اختراق يذكر خصوصا مع استمرار جبهة البوليساريو مدعومة بجنرالات الجزائر  في التشبث بموقفهما الذي أصبح متجاوزا بشهادة المنتظم الدولي خصوصا في ظل تنامي التهديدات الإرهابية في المنطقة   حيث قال روس : إن تسوية النزاع باتت أكثر إلحاحا بسبب الوضع الأمني المضطرب في منطقة الساحل الأفريقي نتيجة الحرب في مالي، وانتشار المجموعات المسلحة، وتفشي تجارة الأسلحة في المنطقة.وهذا ما أكده الأمين العام للأمم المتحدة أكثر من   مناسبة، لكنه نسي أو تناسى تصريحاته السابقة ليخرج عن الأعراف الدبلوماسية في خرق صارخ لميثاق الأمم المتحدة من خلال تصريحاته الأخيرة خلال زيارة مخيمات تيندوف.

  *هناك بعض المحاولات التي تقوم بها البوليساريو والجزائر لتغيير مهمة المينورسو لتشمل ما يسمونه مراقبة حقوق الإنسان، وكذلك محاولات لإقحام الاتحاد الافريقي في الملف ، كيف يمكن تفسير ذلك؟

  **كانت أخر محاولة على ما أذكر في  أبريل 2015 عندما تقدم الاتحاد الإفريقي  توسيع مهام بعثة “المينورسو” لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء المغربية،لكن المغرب رفض  رفضا قاطعا لأي دور أو تدخل من الاتحاد الأفريقي في هذا الملف.وتستمر المحاولات اليائسة لتحوير مهمة المينورسو  الطبيعية التي تنحصر طبقا لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بمراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار  ، والإعداد للاستفتاء وبما أن الاستفتاء أصبح متجاوزا، ونحن بصدد البحث عن حل سياسي متفاوض بشأنه مقبول من جميع الأطراف ، فإن مهمة المينورسو أصبحت جدا محدودة ومحددة مراقبة وقف إطلاق النار فقط.

      ثم لا ننسى أن مجلس الأمن في قراره رقم 1754 في عام 2007  رحببالمبادرة المغربية التي وصفها بالجادة وذات المصداقية، مطالباً الأطراف بالدخول في مفاوضات من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم. الشيء الذي لم يرق للجزائر التي زجت بلاعبين جدد غير حكوميين مؤخراً في ملف الصحراء على غرار مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام للضغط على المغرب، فضلا عن استعانتها ببعض مؤسسات المجتمع المدني الغربية مثل مركز كيندي الأمريكي، ومؤسسة بريطانية تضم الدبلوماسيين المتقاعدين لتبنى مواقف مناهضة للمغرب في هذا الملف من خلال شرائهم بالمال.

لكن المملكة المغربية متشبثة بمواقفها وتعتبر مقترح الحكم الذاتي السقف الذي لن تتجاوزه لحل القضية، وهذا نلمسه في سياسة الحزم والجرأة التي أصبحت تتسم بها جميع المواقف الرسمية  الاخيرة للمغرب خصوصا عندما أعلن  أنه ليس لديه مشكلة في قيام كريستوفر روس المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بزيارة إلى الأقاليم الجنوبية ولكن بعد توضيح الأساس الذي ستدور حوله المناقشات والتعريف بالغرض من تلك الزيارة. ثم الرفض التام لتقرير الأمين عام الأمم المتحدة المقدم إلى مجلس الأمن في ابريل 2014 لأنه اعتبره تضمن العديد من المغالطات، كما عبر عن عدم رضىاه عن أسلوب اختيار الكندية بولدوج لتولى منصب ممثل خاص للأمين  العام ورئيس لبعثة المينورسو، حيث أن هذا الاختيار تم دون التشاور المسبق مع المغرب. ثم الوقفة الحازمة والصارمة في وجه بان كي مون ردا على تصريحاته الغير مقبولة . وقد شاهد العالم بأسره تلك الهبة الشعبية التي وحدت جميع أطياف المجتمع المغربي وفئاته ، هنا أبان المغاربة عن وعي ومسؤولية أن الوحدة الترابية للمملكة المغربية خط أحمر لن ولن يقبل أحد بتجاوزه كيفما كان .

  *كلمة أخيرة

 ** إننا كمغاربة نعتبر بناء المغرب الكبير خيارا استراتيجيا ، لا مفر منه لمواجهة الأزمات العالمية – خاصة السياسية و الاقتصادية منها – والوقوف في وجه التحديات والمخاطر الإرهابية التي تتربص بالمنطقةونؤكد أن دولة واحدة غير قادرة على ذلك إلا بالتعاون مع جيرانها .و لنا في التاريخ عبرة فدول جمعت بينها عداوة تاريخية و تسببت في حروب كونية – كألمانيا وفرنسا – راجعت موقفها واختارت التعاون بدل من كسر الجهود وبنت اتحادات قوية كالاتحاد الأوربي .
تبقى الصحراء انطلاقا من الحقائق السياسية والتاريخية والجغرافية والحضارية والعرقية مغربية أرضا وانتماء وهوية …

 
 
 
 
 
 


12717841_10206023896256641_6567048763709755967_n.jpg

يحل الأخ المصطفى بنعلي الأمين العام لجبهة القوى الديمقراطية، غدا الثلاثاء 23فبراير 2016، ابتداء من الساعة التاسعة و النصف مساء، ضيفا على البرنامج التلفزيوني الحواري المباشر”ضيف الأولى”.
وسيجيب الأخ بنعلي على جملة من الأسئلة، التي سيطرحها معد و مقدم البرنامج حول قضايا و ملفات المشهد الحزبي و السياسي الوطني، كما أنها مناسبة للوقوف على المستجدات الراهنة التي تشغل بال الرأي العام الوطني، و تقديم آراء و مواقف الحزب في التعاطي معها،في ظل ما تعرفه الحياة السياسية المغربية من تفاعلات في ضوء التهييء للانتخابات التشريعية المقبلة.



حزب جبهة القوى الديمقراطية


حزب جبهة القوى الديمقراطية يرحب بكم ويوجه لكم الدعوة للانضمام إليه ، حيث تجتمع الخبرة والحماس، وحيث يمكن لكم أن تكونوا جزءًا من تاريخ نضال لبناء الحزب الكبير




الإشتراك


اشترك في النشرة لتلقي جميع الأخبار من حزب جبهة القوى الديمقراطية