مبادرات الشباب المغربي تنخرط في السياق العام للإرادة الملكية في ترسيخ تعاون جنوب جنوب.

حورات على هامش الجامعة الصيفية.
هشام رفيع نائب المنسق الوطني لمبادرات الشباب المغربي. المسؤول على البرمجة والأنشطة الفنية والثقافية:
مبادرات الشباب المغربي تنخرط في السياق العام للإرادة الملكية في ترسيخ تعاون جنوب جنوب.
* لاحظنا بكل موضوعية الدور الذي اضطلعتم به في إنجاح هذه الجامعة، وبحق لقد كنتم بمثابة المحرك الذي لاينام لاسيما فيما يخص تنشيط الجامعة وتنشيط إذاعة الجامعة ومختلف لقاءاتها.. أود أولا أن تحدثنا عن هذه الجوانب؟
– كان الرهان الأول للجامعة الصيفية هو توفير مواد متنوعة لكافة شرائح الشباب المشارك وإرضائه وقد أخذنا بعين الاعتبار في البرمجة العامة للجامعة التلوينات التي أثثت فضاء الجامعة، بحيث وفرنا فقرات ومواد للطلبة المعطلين كموضوع التعليم بالمغرب الذي شد انتباه المشاركين وفتح شهية النقاش والمطارحة واستغرق وقتا فائضا على ما كان مخصصا له.
كما برمجنا عدة فقرات فنية توزعت بين ماهو موسيقي شبابي وماهو مسرحي وماهو سينمائي، فكان شباب الجامعة على موعد مع سهرات للمواهب وكذا عروض سينمائية كان محورها أفلام وثائقية حول الربيع العربي والقضايا الجيوستراتيجية بإفريقيا والتي تشكل أحد محاور العلاقات المغربية الإفريقية، ومن بين تقاليد الجامعات التي تنظمها مبادرات الشباب المغربي هو تنظيم ليلة الشريط القصير المغربي حيث تشكل هذه المحطة فرصة للمشاركين للتعرف على آخر مستجدات الشاشة الكبرى المغربية في صنف الشريط القصير، فكان الموعد مع شريط “صنع بالمغرب” للمخرج الشاب والمبدع عبد الواحد امجاهد وشريط “اليد اليسرى” لفاضل اشويكة..
ولعل تميز مشاركة الشباب في هذه الجامعة هو انتقاء العشرات من شباب وشابات الاتحادات المحلية للمبادرات، الذين وفروا فضاء إبداعيا اعتبر داخل الجامعة كمتنفس يومي للمشاركين.
* نظمتم إذاعة خاصة للجامعة، أي إضافة حققتها هذه الإذاعة؟
– بدء لابد أن نسجل أن إذاعة الجامعة باتت تقليدا حافظنا عليه منذ تنظيم المؤتمر الوطني الرابع لمبادرات الشباب المغربي سنة 2012. ولعل ما ساعد على توفير هذا الفضاء السمعي هو انفراد مبادرات الشباب المغربي بتوفير أجهزة ومعدات احترافية لهذا الغرض تفي بالمطلوب.. لكن الأهم في هذا الانفراد هو الدور الذي قامت به الإذاعة في خلق جسم التواصل بين الأطر والمشاركين وبين المشاركين المغاربة والأجانب، فالإذاعة ارتكزت بالأساس على محورين الأول برنامج حواري صرف تتم فيه مناقشة أهم الملفات والقضايا الشبابية.
والثاني يتعلق بتقديم خلاصات برامج الجامعة، وكل ذلك تتخلله إهداءات موسيقية من الشباب المشارك بالجامعة إلى أصدقائهم المشاركين أيضا.
* شاركت مع الجامعة وفود من دول إفريقية جنوب الصحراء، لماذا بالذات هذه المنطقة الإفريقية؟ ثم ألا تفكرون في توسيعها لتشمل الدول المغاربية خاصة والعربية عموما؟
– كانت الفكرة في البدء هو توفير 15 مقعدا لشباب من عدة جنسيات دولية، لكن للأسف تزامن تنظيم الجامعة مع الدخول الجامعي ونهاية العطلة الصيفية للعديد من الأوروبيين وبعض الأشقاء العرب، وهو ما حال دون مشاركتهم. فكان التفكير السليم للمرحلة الراهنة هو التركيز على الإخوة جنوب الصحراء لكون مبادرات الشباب المغربي تنخرط في السياق العام للإرادة الملكية في توطيد العلاقة مع دول افريقيا جنوب الصحراء لما له من دلالة على ترسيخ تعاون جنوب جنوب، ولكن هذه المرة باستهداف الشباب الافريقي، من خلال مؤسسة كاريتاس التي تعنى بتأطير الأفارقة اللاجئين بالمغرب. فكانت المجموعة المشاركة تتكون من سبعة جنسيات شاركت بفعالية في جميع فقرات الجامعة الصيفية، بل وباقتراح أنشطة مساهمة منهم في إنجاح هذه الفعاليات كشريط “التلميذ” الذي أنتج من طرف أحد المشاركين الغينيين في ليلة الشريط القصير، كما شاركوا بلوحة مسرحية ارتجالية في موضوع علاقة الأجيال (الأبناء والآباء) في افريقيا إضافة إلى مساهمتهم الفاعلة في مختلف الأنشطة الرياضية والموسيقية.
* نظمت الجامعة أيضا معرضا تشكيليا طيلة أيامها، فما هي الإضافة التي حققها التشكيل في الجامعة؟
– لعل لغة الصباغة والرسم قد اختيرت لتكون نافذة على عوالم التشكيل المغربي الشبابي بما يعتمل فيه من اختلاف مدارس ومواهب ورؤى فنية ترتقي بذائقة الشباب الفنية، ولعل ذلك كان هو الهدف الأساس من برمجة معرض تشكيلي لكل من الفنان الشاب والواعد محمد العيشاتي وكذا الفنان المغربي عبد الكبير بودلال واللذين عرضا آخر إبداعاتهما والتي توزعت بين التشخيص والتجريد، وهي الأعمال التي شدت المشاركين مشاهدة ونقاشا، كما خلقت رونقا وجمالية على فضاءات مخيم السعيدية.
* اختتمت فعاليات الجامعة بتنظيم سهرة فنية متنوعة تمتح من المحلي وسمحت للشباب المشارك بإبراز مواهبهم، برأيكم ما هو دور هذا النوع من الأنشطة؟
– حقيقة كان هذا الحفل الختامي باكورة على قطعة حلوى وزعت على المشاركين بمناسبة ذكرى تأسيس مبادرات الشباب المغربي، فكان حضور الفنان الشاب منعم البركاني وفرقته وكذا الفلكلور المحلي لشيوخ “العرفا” حضورا متميزا تفاعل من خلاله المشاركون وبشكل لافت ومنقطع النظير. وكانت هذه السهرة مناسبة لتقديم خلاصات الجامعة وكذا البرامج المستقبلية للمبادرات، وبالأساس تقديم مشروع “مدن امنة”، كما تميزت بالمشاركة الفعلية للأمين العام لجبهة القوى الديمقراطية المصطفى بنعلي رفقة ضيوف وأعضاء من المجلس الوطني للحزب. وفي كلمته ركز الأمين العام على أهمية تنظيم هذه الفعاليات، كما تطرق إلى ضرورة فتح الحدود المغلقة من جانب واحد كمطلب شعبي مغاربي.
كما عرفت هذه السهرة الختامية إلقاء المنسق الوطني لمبادرات الشباب المغربي أحمد بنعكروط كلمة هنأ من خلالها شباب المبادرات على مشاركتهم الفاعلة في إنجاح الجامعة الصيفية، وكذا أهمية فتح جسور النقاش والتواصل بين الاتحادات المحلية للمنظمة وما يتطلبه من تنسيق محكم، مذكرا بالمواعيد التنظيمية المقبلة لا سيما مشروع الملتقى الوطني الثاني للفكر والإبداع وكذا مشروع “مدن امنة” الذي انطلق بالجامعة الربيعية بالمضيق في أبريل الماضي.