عودة إلى زيارة وفد حزب جبهة القوى الديمقراطية لضريح محمد الخامس، بمناسبة الذكرى السادسة والستين لرحيل أب الأمة وبطل التحرير، جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه، حيث قام وفد الحزب بقراءة الفاتحة ترحمًا على روحي جلالة المغفور له محمد الخامس وجلالة المغفور له الحسن الثاني، مستحضرين برحيلهما صفحات مشرقة من تاريخ المغرب. عقب ذلك، قام الأخ الأمين العام للحزب الدكتور المصطفى بنعلي بتسجيل كلمة في الدفتر الذهبي، أكد فيها على دلالات هذه المناسبة الوطنية العظيمة وما تحمله من قيم التضحية والوفاء.

وبهذه المناسبة، قال الأخ الأمين العام في تصريح صحفي: “كما دأب حزب جبهة القوى الديمقراطية كل سنة، وكما تفعل كافة مؤسسات الدولة والمجتمع، نقف اليوم بخشوع وإجلال لاستحضار المسيرة النضالية لجلالة المغفور له محمد الخامس، الذي قدم أروع صور التضحية في سبيل تحرير الوطن واستعادة سيادته الوطنية. لقد شكلت قيادته الحكيمة منارة أضاءت درب المغاربة، حيث تجسدت أسمى معاني الوحدة الوطنية والتلاحم بين العرش والشعب في ملحمة التحرير والاستقلال.”

وأضاف: “إن المغفور له محمد الخامس لم يكن مجرد قائد سياسي، بل كان رمزًا لصمود الأمة ووحدتها، وهو ما ترسخ في وجدان المغاربة حين واجه المنفى بكل ثبات، رافضًا الانصياع لمخططات الاستعمار، ومؤكدًا أن العرش والشعب كيان واحد لا ينفصل. وعند عودته المظفرة إلى أرض الوطن، أطلق مقولته الخالدة: ’انتقلنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر‘، إدراكًا منه أن الاستقلال السياسي ليس سوى بداية لمسيرة طويلة من البناء والتنمية.”

وأكد الأمين العام على أن “هذه العلاقة الراسخة بين العرش والشعب ليست وليدة اللحظة، بل كما قال جلالة المغفور له الحسن الثاني هي علاقة خاطها التاريخ بخيوط المحبة، وهي المحبة التي تجلت عبر العقود في أبهى صور التلاحم، حيث ظل العرش حاميًا لوحدة الوطن، وظل الشعب وفيًا لمسار البناء “.

واختتم الأمين العام تصريحه بالتأكيد على أن “إحياء هذه الذكرى هو تجديد للعهد على مواصلة هذا الجهاد الأكبر، عبر ترسيخ قيم المواطنة، وتعزيز التنمية المستدامة، وتقوية الوحدة الوطنية، في ظل مغرب الاستقرار والاستمرار، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله. وكما التحم الشعب المغربي بالعرش العلوي في معركة التحرير، فإنه يواصل اليوم هذا الالتفاف من أجل تحقيق مغرب قوي، متجذر في هويته ومنفتح على العصر.”

رحم الله جلالة المغفور له محمد الخامس، وأسكنه فسيح جناته، وجعل تضحياته نورًا يضيء درب الأجيال القادمة.