البشيرايسكو رئيس المجلس الأوربي للصحراويين المغاربة لـ “المنعطف “

–        الدبلوماسية الموازية بالخارج شريك أساس في الدفاع عن حق المغرب الشرعي في صحرائه،وفي كشف زيف ادعاءات الانفصاليين دوليا

 

حاورته بكورتريك ببلجيكا /صوفية المنصوري

 

• ·        دفعت التطورات الاخيرة التي عرفها ملف الصحراء الى اعادة تقييم لأداء الدبلوماسية المغربية ،ووجهت لها انتقادات على أنها دبلوماسية انتظارية ودفاعية و ليست استباقية و هجومية ..مامدى صحة هذه الانتقادات؟

يعد هذا في نظرنا انتقادا صحيحا الى حد ما بحيث كانت لغة التفاوض السياسي المغربي تستند الى مفردات العلاقات التاريخية والاخوية الا ان التطورات الاخيرة اثبتت ان هذا الاسلوب غير مجدي ‚ فمند الحدث الاخير اظن ان الدبلوماسية المغربية اصبحت تدرك ان لغة التفاوض السياسي يجب ان تستند الى المصالح التي تفهمها بوضوح الاطراف الدولية ومنها لغة المصالح المقنعة وشان مستقبل امن واستقرار المنطقة وتاثيرها على العالم في ظل تعثر مسلسل التسوية ‚ وقد كان الحدث الاممي الاخير نقطة تحول واتتقال في الدبلوماسية المغربية ‚ نعتقد ان الدبلوماسية المغربية يمكن ان تنتقل الى سياسة دبلوماسية هجومية مبعثها الحيوية والدينامية والحراك الدائم المواكب لكل التغيرات الحاصلة في المنتظم الدولي مادامت مختلف التقاطبات تخضع لمنطق المصلحة وقد اتبتت التطورات الاخيرة انه ليس هناك اصدقاء دائمون اواعداء دائمون بخصوص قضيتنا الوطنية وبالتالي يجب ترتيب البيت الداخلي للدبلوماسية المغربية بحسب هذا المنحى والمتغير القائم بما يجعلها ذبلوماسية تكيفية وغير مغتربة عن محيطها الداخلي والخارجي وكذالك يجب التسريع في تنزيل الجهوية الموسعة باقاليمنا الجنوبية والضغط واسستعمال كل القنوات لتحميل الجزائر مسؤولية التحديات الامنية التي تهدد استقرار المنطقة في حال ابطاءها في تنفيد توصيات القرار الاممي بخصوص تحسين العلاقات بين البلدين وتعزيز التعاون الاقليمي والاندماج الاقتصادي في اطار الاتحاد المغاربي∙

 ·        اعتبر تقرير بان كيمون الأخير الجزائر طرفا في النزاع ،ألا يعتبر هذا دليلا على الانتصار السياسي للمغرب و لدبلوماسيته ، على أساس أن المغرب اعتبر منذ بداية النزاع أن المشكل المباشر مع الجزائر و ليس مع جبهة البوليساريو؟

نعم أكيد أن هذا المعطى الجديد هو انتصار للدبلوماسية المغربية و للطرح المغربي لحيثيات النزاع المفتعل

فكثيرا ما حاولت الجزائر التملص من مسؤوليتها تجاه ملف الصحراء المغربية وكثيرا ما حاولت الدبلوماسية المغربية توضيح هذا الامر للمجتمع الدولي لتاتي اكلها اخيرا عبر تقرير الامين العام للامم المتحدة السيد بانكيمون الذي وضع النقط على الحروف حول ملف النزاع المفتعل بالصحراء المغربية و أشار الى أن حل النزاع بيد الجزائر والح على ايجاد حل عاجل للنزاع بسبب تنامي الارهاب وعدم الاستقرار وانعدام الامن في منطقة الساحل وكذالك دعا الى فتح الحدود بين المغرب والجزائر لما فيه مصلحة المنطقة والمجتمع الدولي واكد ان حل النزاع حول الصحراء اصبح مطلبا عاجلا للمنظومة الدولية على اعتبار ان الوضع غير المستقر بالمنطقة يشكل تهديدا لدول الجوار∙

• ·        بعد التطورات الاخيرة التي عرفها و يعرفها ملف وحدتنا الترابية داخليا و خارجيا ،ماهي في نظركم الرهانات التي تواجه الدبلوماسية المغربية بشقيها الرسمي و الموازي؟

 

لقد اتبتت الدبلوماسية الرسمية والموازية انهما قادرتان على المواجهة باحباطهمامسودة المشروع الامريكي الاخير‚ وقد كانت التغيرات الاخيرة بمثابة انذار لتصبح الدبلوماسية المغربية دبلوماسية هجومية اكثر منها دفاعية الا اننا نرى انه لابد من تقوية الدبلوماسية الجمعوية اوالموازية واتاحة الفرصة للمجتمع المدني الحقيقي المواطن للدفاع عن قضية حقوق الانسان بالمناطق الجنوبية وتجاوز المقاربة الامنية الضيقة التي تجلب لنا الويلات والادانات الدولية وكذلك يجب نهج خطاب اعلامي بديل للتخاطب مع الرأي العام الدولي يظهر المغرب بتعدده الثقافي والسياسي ويطرح جميع الافكار المختلفة حول القضية الواحدة‚ فالتنوع في اطار الوحدة اساس بناء الثقة بين الشعب ووطنه‚ فالراي العام الغربي لايمكن اقناعه الا بالحجة الدامغة والخطاب الواثق وليس بالشعارات الجوفاء التي لامكان لها في عالم اليوم‚ ومن اجل تكسير اجماع وهمي حول البوليساريو في الجزائر يجب علينا مخاطبة الشارع الجزائري بلغة الاشقاء والاصدقاء وليس بخطابات الاستعداء فالتفريق بين الشعب الجزائري المظلوم والمقهور ونظامه الطاغية الاستبدادي ضرورة منهجية وسياسية ‚ ففتح حوار مع المجتمع المدني الجزائري المستقل وهو موجود في الخارج والداخل دو اهمية استراتيجية لكسر هذا الاجماع الوهمي لان هناك عدد كبير من الساسة والمثقفين الجزائريين لا يقاسمون جنرالات الجزائر مقاربتهم حول النزاع في الصحراء وسياستهم العدائية تجاه اشقاءهم في المغرب∙

• ·         هناك ما يقارب أو يفوق خمسة ملايين مغربي خارج أرض الوطن ،كيف يمكن جعل هذا المعطى البشري في خدمة قضية الوحدة الترابية ؟.

 

نعم هناك ما يفوق خمسة ملايين مغربي يعيشون بالمهجر ولكن نظن ان شرح قضيتنا الوطنية لايجب ان يعتمد على الكم وانما على الكيف وهنا يقع اللوم على المثقفين والكوادر والمتخصصين المغاربة المتواجدون بالغرب حيث المكتبات الجامعية الغربية فارغة من مؤلفات تقرب الطالب الاوربي اوالامريكي من مقاربة المغرب للقضية الوطنية في الوقت الذي يروج فيه دعاة الانفصال بالديار الغربية وخصوصا بالمدرجات الجامعية لأطروحات مغلوطة عن المغرب وعن طبيعة وخلفيات نزاع الصحراء∙ وفي تقديرنا ان محاصرة نشاط الانفصاليين في عواصم القرار الدولي يجب ان يتم عبر مقاربة شمولية تتبنى الى جانب بعدها المؤسساتي على بعد عملي يكفل للدبلوماسية الموازية الاضطلاع بدور فاعل في الحفاظ على ثوابت المغرب في سياسته الخارجية وهنا يبرز حجم المسؤولية الملقاة على عاتق الاعلام وكفاءات الجالية المغربية المقيمة بالخارج ومنظمات المجتمع المدني وتنشيط هذه القنوات كفيل اليوم بالتأثير في الراي العام الدولي وصناعة (لوبي) ضاغط لصالح قضية الصحراء المغربية ولصالح الارادة السياسية لحل هذا النزاع∙

• ·         الا ترون بان كثرة المتدخلين في ملف المغاربة بالخارج او ما اصبح يصطلح عليه مغاربة العالم “وزارة الخارجية ،وزارة الجالية ،مجلس الجالية،مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج” يجعل مهمة التاطير صعبة؟

 

اذا كانت كل هذه المؤسسات تتحدث نفس اللغة وفق منهاج مسطر ووفق هدف محدد فهذا لن ينتج عنه الا اسنادا لملف قضيتنا الوطنية‚ فكل طرف يعمل من زاويته الخاصة فيما يخدم قضية الوحدة الترابية∙

نحن نرى انه لابد من عقد اجتماعات ولقاءات دورية بين كل ممثلي هاته المؤسسات في الخارج وفي الداخل للخروج بتوصيات ولجعل مسالة التاطير سهلة وفتح قنوات اتصال فيما بينها وعدا ذلك ستبقى كل مؤسسة تغرد في زاويتها دون معرفة ما يجري لدى المؤسسات الاخرى في الوقت الذي نسعى فيه الى توحيد الكلمة وتوحيد الخطاب وايجاد ناس مؤهلين للدفاع عن قضيتنا الوطنية بعيدين كل البعد عن الوصوليين ومن يستعملون القضية الوطنية من اجل الاسترزاق∙

• ·        كيف يمكن للدبلوماسية الرسمية و الدبلوماسية الموازية بالخارج ، أن تشتغلا معا من أجل تقوية ودعم موقف المغرب دوليا ،و ايصال تطورات الملف الى مختلف الفاعلين الدوليين ؟.

 لقد لوحظ انه في الحقبة الاخيرة توفر نوع من الانسجام والتعاون ما بين الدبلوماسية الرسمية والدبلوماسية الموازية بالخارج حيث كانت هذه الاخيرة تعاني في البداية من اقصاء تام واقتصار الملف بكامله على الدولة ولهذا فان المجتمع المدني يعتبر حديث العهد بملف قضيتنا الوطنية‚ الا ان الدولة تداركت الموقف في السنوات الاخيرة ووضعت يدها في يد المجتمع المدني واصبحا كلاهما يعملان كل من زاويته وموقعه من اجل ملف واحد ونحن نعتبر ان المجتمع المدني كسلطة خامسة له اهمية كبرى في تفعيل الدبلوماسية الموازية للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة وحماية حقوق ومصالح الوطن‚ ∙فعلى الدبلوماسية الموازية ان تسد الفراغ الذي قد تتركه الدبلوماسية الرسمية و العكس صحيح،

• ·        أمام المغالطات الاعلامية لأعداء الوحدة الترابية ،كثير من المؤسسات الأجنبية تجهل حقيقة ما تعرفه أقاليمنا الجنوبية من تنمية ،ماهو الدور الذي يمكن أن تلعبه الجمعيات المغربية بالخارج في هذا الجانب ؟

نحن نرى ان للجمعيات المغربية بالخارج دورا كبيرا يمكن ان تلعبه في الاوقات الصعبة وذلك بتنظيم ندوات فكرية ولقاءات لشرح الملف وللاطلاع على ما عرفته اقاليمنا الجنوبية من تطور وشرح التجربة التي اعتمدتها المملكة المغربية في تنمية اقاليمها الجنوبية،و هنا يمكن للجمعيات المغربية ان تقدم صورة متكاملة عن الوضع  وتقدم وتشرح ما يجري من اشياء ايجابية باقاليمنا الجنوبية والتطور الذي عرفته هذه المنطقة في كل المجالات وفضح الورقة الحقوقية لدى الطرف الاخر وما يعانيه الانسان بمخيمات الدل والعار ،وكشف ما هو مسكوت عنه لان العقلية الغربية لا تؤمن الا بالحجة والدليل ولا بد ايضا من اختراق المؤسسات المساندة لجبهة البولساريو لشرح المغالطات والاكاذيب المقدمة من طرف هذه الاخيرة∙

• ·        ماهو العمل الذي تقومون به داخل المجلس الاوربي للصحراويين المغاربة للتعريف بملف الوحدة الترابية و الدفاع عن موقف المغرب ؟

نحن في المجلس الاوربي للصحراويين المغاربة كمجتمع مدني دورنا يبقى دورا اقتراحيا ومساندا للطرح المغربي وهنا يبرز دورنا الاعلامي في التعريف بالقضية الوطنية في الاوساط الاوربية سواء عن طريق تنظيم انشطة ثقافية او تنظيم زيارات للاقاليم الجنوبية لمجموعات اوربية للاطلاع على ما حققه المغرب في اقاليمنا الجنوبية من انجازات وكذلك ايضا تنظيم ندوات فكرية نتناول فيها موضوع القضية الوطنية وشرحها للاوربيين وكذا للمغاربة الذين لا يعرفون الكثير عن الملف بشكل عام∙

 

• ·        بعد التطورات الاخيرة التي عرفها ملف وحدتنا الترابية ،وحالات الشغب الدعائي الذي عرفته اقاليمنا الجنوبية من طرف اميناتو حيدر و عصابتها ،نادت بعض الاصوات بالتنزيل الفوري لمبادرة الحكم الذاتي بمن حضر ،دون توافق اقليمي او دولي في هذا الشان ..ماهو تعليقكم على هذا القول؟

بعد التطورات الاخيرة بملف وحدتنا الترابية حاولت مجموعة من الانفصاليين وعلى راسهم ميناتو حيدر استغلال التسامح واستغلال الورقة الحقوقية لنشر الشغب واستفزاز قوات الامن وهذا النوع من الملثمين ودعاة الانفصال لا ينتظرون الا مثل هذه الفرصة لكي يعبرو عن ما يكنوه من حقد وكراهية للمغرب وقد سبق لي وان اشرت في العديد من اللقاءات والمناسبات الى هذا الاشكال فمن وجهة نظري كصحراوي مغربي ارى ان اشكالية العائدين من مخيمات الدل والعار لابد من اعادة النظر فيها ودراستها دراسة عميقة وحقيقية وارى ان الادارة المغربية لم تستفد بعد من ما جرى‚ فيكفينا دراسة ملف اكديم ايزيك وما لعبه الملثمون العائدون من المخيمات من دور في تازم الوضع واشعال الفتن مختفين وراء المطالبة بحقوق اجتماعية وسياسية‚ وهاهم اليوم يستغلون الورقة الحقوقية بعد خيبة الامل التي اصيبو بها حيث كانو ينتظرون خروج قرار اممي يتناول الورقة الحقوقية باقاليمنا الجنوبية وقد ترجمت هذه النكسة التي اصيب بها دعاة الانفصال الى احداث الشغب والاعتداء على رجال الامن والممتلكات العامة والخاصة باقاليمنا الجنوبية∙

لست مع الفكرة القائلة بتنزيل الحكم الذاتي باقاليمنا الجنوبية بمن حضر و دون انتظار توافقات،ليس لان عندنا تشكيك في مدى قدرة الدولة على تنزيله ولكن لان الحكم الذاتي طرح في الاطار الاممي كشكل من اشكال تقرير المصير و كحل عملي في غياب اي مقترح من الجزائر و البوليساريو لذلك فالأجدى تطبيقه في اطار توافقي اممي ،لكن بالمقابل لابد    من التنزيل الفوري للجهوية الموسعة  بهذه الاقاليم ،ونتمنى ان يصبح  مقترح الذاتي أرضية للتفاوض لانهاء هذا النزاع الذي عمر طويلا ،فمشروع الحكم الذاتي نعتبره نحن الصحراويون الوحدويون الحل النهائي والواقعي والوحيد لهذا المشكل الذي عمر اكثر من 37 سنة .

لانه  يشكل امكانية واقعية جادة لتفويض اختصاصات لكل ساكنة المنطقة الجنوبية في الاطار الضروري للسيادة والوحدة الترابية المغربية ‚ انا شخصيا انظر الى هذا الحل انه فرصة لتجنب تحويل المنطقة الى فضاء للتوتر وتاهيلها  ليس فقط لتحقيق اندماج الاتحاد المغاربي وانما ايضا تمكين هذا الاتحاد من النهوض بدوره على الوجه الاكمل في محيطه المتوسطي وعلاقته مع الساحل الافريقي لتحصين منطقة الشمال الافريقي برمتها من مخاطر البلقنة والارهاب الدولي∙

• ·        اذا طلبنا من البشير ايسكو ابن الاقاليم الجنوبية نداء عاجلا من اجل حل القضية او بداية سلك الطريق الصحيح نحو الحل ماذا سيكون نداؤه؟

ندائي كصحراوي مغربي هو التعبئة المستمرة داخليا وخارجيا واستمرار العمل بنفس الجهد ونفس الحماس في التعريف والشرح والدفاع عن قضيتنا الوطنية لاننا قادرون على فضح سلوكات الخصم ويجب ان لا ننتظر حدثا ما لكي نتحرك فمن الان ومند القرار الاممي الاخير وجب علينا سلك دبلوماسية هجومية ووجب علينا ايضا التسريع بانزال الجهوية المتقدمة باقاليمنا الجنوبية وكذلك الاهتمام اكثر بالملف الحقوقي الذي قطعنا فيه اشواطا هامة حتى لا يجد الاعداء اي مبرر للتدخل في شؤوننا مستقبلا∙

                                                                               ( المنعطف 23 ماي 2013 )