"المغرب قادر على مواجهة جميع المخططات التي تستهدف استقراره ووحدته الترابية"

ماي 14, 2013
yassine-Belkasem.jpg

 ياسين بلقاسم المنسق الوطني لشبكات جمعيات الجالية المغربية بإيطاليا لـ “المنعطف”

–         حاوره : هشام المدراوي

أشار ياسين بلقاسم، المنسق الوطني لشبكات جمعيات الجالية المغربية بإيطاليا، على أن الأحداث التي شهدتها بعض مدن الصحراء المغربية، لا تخرج عن سياق المخطط الأجنبي الرامي إلى زعزعة وحدة المغرب، والذي تم حبكه منذ 1975 من طرف الجزائر وليبيا، وعرف ذروته فيما تبقى من مرحلة الحرب الباردة بين المعسكر الاشتراكي والمعسكر الرأسمالي. وأن خصوم الوحدة الترابية في حالة تربص مستمر، وأن الجزائر دائما وأبدا على الخط وعلى جميع المستويات. مؤكدا في ذات السياق على أن المغرب قادر على مواجهة جميع المخططات التي تستهدف استقراره ووحدته الترابية. وقادر على حماية أرضه وشعبه من كل اعتداء كيفما كان نوعه. داعيا في خاتم الحوار الذي أجرته معه المنعطف، فعاليات المجتمع المدني مطالبة بالقيام بواجبها المدني ومواجهة التضليل والدعاية بالتحسيس والتعريف والإقتراح والحوار، والإعلام المغربي الملتزم بمواكبة كل ما يجري بالمغرب ككل بموضوعية واحترافية خدمة للوطن وللحقيقة وللإنصاف.

ـ كيف تلقيتم كجالية مغربية مقيمة بالخارج المبادرة الامريكية الرامية إلى توسيع صلاحيات المينورسو في الصحراء؟

المبادرة لم تكن أمريكية مائة بالمائة بقدر ما كانت مشروع مقترح لسفيرة أمريكية بمجلس الأمن للأمم المتحدة. من طبيعة الحال وكجميع المغاربة وأصدقائهم في العالم تفاجئنا بعض الشيء بالمسودة، رغم أنه لا مفاجأة في علم السياسة.

ـ وما هي المجهودات التي بذلتم للحيلولة دون تحقق ذلك في إطار التعبئة الوطنية ؟

إن فعاليات الجالية المغربية في العالم الملتزمة بقضايا بلدها قامت بواجبها من خلال التحسيس والتعريف بالإنجازات المغربية الرائدة في حقوق الإنسان في المنطقة ورفض التوظيف السياسوي للورقة الحقوقية في المغرب. والتوضيح للرأي العام والمؤسسات أن للمينورسو صلاحيات محددة ولا يمكن توسيعها إلى مراقبة وضعية حقوق الإنسان في الصحراء لسبب سيادي للمملكة المغربية على أقاليمها الجنوبية.

ـ وكيف تلقيتم قرار سحب المشروع الأمريكي قبل الشروع في عملية التصويت على قرار تمديد مهمة المنيورسو لسنة إضافية؟

 من طبيعة الحال سررنا بهذه الخطوة، رغم أنه كان متوقعا أن تتراجع السيدة رايس عن مسودتها.

ـ وما هي الأسباب في نظركم التي كانت من وراء تراجع أمريكا عن مشروعها؟

الأسباب متنوعة منها: أولا، إن المغرب ملكا وشعبا وحكومة لم يسكتوا، تحرك الجميع وفي جميع الإتجاهات وبكل ما أوتوا من قوة، ورفضوا بشكل قطعي أي تعديل للمينورسو. في هذا الإطار أجرى صاحب الجلالة الملك محمد السادس اتصالات مع العديد من رؤساء الدول بالإضافة إلى الرسائل التي حملها مبعوثو جلالته إلى مختلف العواصم، وكذلك الحملة من أجل شرح الموقف المغربي حول مختلف الجوانب التي شملها قرار مجلس الأمن لسنة 2012، وكذا انتظارات المغرب المتعلقة بقرار سنة 2013. ورافقت هذا المسار تعبئة قوية لجميع الفاعلين السياسيين والقوى الحية للأمة، عكست الإجماع المتجدد والمتواصل حول القضية الوطنية.

ثانيا، إن مشروع السفيرة رايس كان غير جدي ويسير ضد التيار، إذ كيف يعقل، مثلا، أن يشيد مجلس الأمن للأمم المتحدة بالإجماع على الدور الطلائعي للمجلس الوطني لحقوق الإنسان ومكاتبه الجهوية بالصحراء، ويأتي مشروع آخر يطالب بتعويضه بجهاز أجنبي لمراقبة مدى تطبيق المملكة المغربية لحقوق الإنسان فوق ترابها.

ثالثا، هناك شعور دولي عام بكون المغرب قد انخرط بشكل لا رجعة فيه في احترام حقوق الإنسان وأن العالم يثق في المغرب وبمصداقيته، ليس فقط فيما أنجزه من إصلاحات دستورية وحقوقية، ولكن أيضا بقدرته على ترسيخها وتعميقها.

رابعا، إذا كانت أمريكا هي الدولة الكبيرة الوحيدة في العالم الأكثر تأثيرا في مصيره فإنها لا تستأثر وحدها بالقرار الدولي في المنتظم الدولي، أضف إلى ذلك أن علاقتها بالمغرب متميزة على المستوى الاستراتيجي والإقتصادي.

ـ ما تعليقك على ما رددته البوليساريو من كون أن طرح المقترح بحد ذاته يعد نصرا معنويا؟

قيادة الإنفصاليين في ورطة وفي موقع صعب للغاية والذين يساندونهم ويمولونهم أصيبوا بخيبة أمل وبالتالي ما رددته يدخل في تصريف أزمتها الداخلية المزمنة عبر بيع الوهم وتحويل فشلهم الذريع إلى نصر مبين. هكذا أرادوا إخفاء فشل اللوبي الذي كانت الجزائر تعتمد عليه لتمرير الصفقة وضياع أموال البترول والغاز الجزائري. ونسيت الجزائر والإنفصاليون، مثلا، أن الموقف الأمريكي حول قضية الصحراء لايخرج عن ضرورة البحث عن تسوية متفاوض حولها ومقبولة من جميع الأطراف كما صاغها قرار مجلس الأمن رقم 2099، وأنها تنظر بإرتياح إلى المبادرة المغربية المتعلقة بالحكم الذاتي.

ـ مباشرة بعد تجديد بعثة المنيورسو اندلعت أحداث عنف غير مسبوقة بالصحراء، بماذا تفسرون ذلك؟

استسمح أن أوضح أن الأحداث التي تتحدثون عنها لم تعرفها الصحراء ككل، ولم تشارك فيها الأغلبية الساحقة للصحراويين، وأن أحداث الشغب والفوضى التي عرفتها بعض المدن المغربية بالصحراء كانت متوقعة، وكان متوقعا أن تتحرك ماكينة التحريض المعروفة. والانفصاليون والذين يسييرونهم من الجزائريين معروفين بفقه التضليل والدعاية والأحكام المسبقة. ولفقههم هذا أدوات وتاكتيك واستراتيجية. أدواتها نعرفها معرفة جيدة وتعودنا على سماع خطابها المتجاوز الذي لم يعد يثق به أي أحد، والذين يطلق عليهم الصحراويون “يأكلون الغلة ويسبون الملة”.. تاكتيك محبوك: تحريض واعتداء والدعوة إلى الفتنة و”ضربني وبكى وسبقني وشكى”، استراتيجية التطلع إلى الاحتماء بالأجنبي لخدمة أجندة نفس الأجنبي ليس إلا.

ـ كيف ترون تعامل السلطات مع تلك الاحتجاجات؟

لا أخفيكم بأنه في حالات مشابهة في إيطاليا تتدخل القوات العمومية وتساند من طرف السياسيين والمجتمع المدني، شاهدنا البارحة مثلا كيف فضت قوات الأمن اعتصاما طلابيا بجامعة بميلانو والخسائر طبعا كانت من الجانبين، رجال الأمن والطلبة. تعامل السلطات الأمنية المغربية مع تلك الفوضى أو مايسمى بالاحتجاجات كان راقيا وبمعايير متعارف عليها في الديموقراطيات وبذلك قطعت الطريق على التضليل وتزييف الحقائق. لكن يجب أن تمارس الحريات العامة في إطار احترام القانون كما هو الحال في جميع الدول الديموقراطية. كفى من العبث، كفى من الفوضى.

ـ كشفت وزارة الداخلية المغربية عن وجود مخطط أجنبي من وراء تلك الاحداث، ما السبيل في نظرك لمواجهته؟

وهل وزارة الداخلية المغربية كشفت جديدا؟ المخطط الأجنبي لمحاولة زعزعة وحدة المغرب قديم جدا، وفي حالة الصحراء المغربية فإن المخطط تم حبكه منذ 1975 من طرف الجزائر وليبيا، وعرف ذروته فيما تبقى من مرحلة الحرب الباردة بين المعسكر الاشتراكي والمعسكر الرأسمالي. وأن خصوم الوحدة الترابية في حالة تربص مستمر، وأن الجزائر دائما وأبدا على الخط وعلى جميع المستويات.

المخططات الأجنبية المحرضة على زعزعة طمأنينة ساكنة العيون شاهدناها مرارا من خلال استدراج شباب إسبان إلى العيون بهدف الاستفزاز. المغرب بلد منفتح ومفتوح، وحرية دخول الأجنبي إلى ترابه مضمونة، لكن نطالب الأجنبي بأن يحترم هذا البلد المضياف وشعبه وقوانينه. بكل روح وطنية أقول أن المغرب قادر على مواجهة جميع المخططات التي تستهدف استقراره ووحدته الترابية، وقادر على حماية أرضه وشعبه من كل اعتداء كيفما كان نوعه.

ـ وما دور فعاليات المجتمع المدني في التفاعل مع تلك الاحداث؟

إن فعاليات المجتمع المدني مطالبة بالقيام بواجبها المدني ومواجهة التضليل والدعاية بالتحسيس والتعريف والإقتراح ولماذا لا بمحاولة الحوار مع الأدوات المسخرة في فقه التضليل والدعاية التي أشرت إليها من قبل رغم صعوبة ذلك الحوار. نعم، توجد في الجنوب كما في شمال وشرق وغرب ووسط المغرب فعاليات رائدة ليس محليا فقط بل على المستوى الوطني والدولي، قادرة على قلب السحر على الساحر وتقديم صورة مشرفة عن حقيقة الأوضاع في المغرب ككل وفي الصحراء المغربية بالخصوص، هذا هو الدور الهام الذي نفتخر به. وعلى المنتخبين والاحزاب السياسية والنقابات والجمعيات أن تتحمل مسؤولياتها في توعية وتأطير الجماهير. وعلى الإعلام المغربي الملتزم مواكبة كل مايجري بالمغرب ككل بموضوعية واحترافية خدمة للوطن وللحقيقة وللإنصاف.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ياسين بلقاسم في سطور :

ـ فاعل جمعوي ومنسق وطني لشبكات جمعيات الجالية المغربية بإيطاليا،

 ـ الكاتب العام للفديرالية الإفريقية بطوسكانة،

ـ مستشار سابق ببلدية بوجيبونسي،

 ـ رئيس اللجنة الاستشارية للمهاجرين بإقليم سيينا،

ـ مهتم منذ سنوات بقضايا الهجرة والتبادل الثقافي والمشاركة المتعددة الأبعاد في النسيج الوطني الإيطالي، ومهتم أيضا بقضايا المغرب الكبرى وبقضية الصحراء المغربية وحقوق الانسان المنتهكة في مخيمات لحمادة بالجزائر,

 ـ إعلامي بوكالة الأنباء الإيطالية نونيتسيي جيوبوليتيكي.


حزب جبهة القوى الديمقراطية


حزب جبهة القوى الديمقراطية يرحب بكم ويوجه لكم الدعوة للانضمام إليه ، حيث تجتمع الخبرة والحماس، وحيث يمكن لكم أن تكونوا جزءًا من تاريخ نضال لبناء الحزب الكبير




الإشتراك


اشترك في النشرة لتلقي جميع الأخبار من حزب جبهة القوى الديمقراطية