فاتح ماي‮.. ‬إنذار نقابي‮.. ‬ونزال حكومي‮ ‬‭-‬‮ ‬حكومي

ماي 3, 2013
marche_mai.jpg

بكل مسؤولية

– حسن الروداني

   الحجم الذي ظهرت به تظاهرات فاتح ماي لهذه السنة، سواء في الدار البيضاء أو الرباط أو غيرها من المدن المغربية، كما لم يشهده فاتح ماي في السنوات الماضية. وحدة الشعارات الموجهة على الخصوص ضد الحكومة. تعكس بوضوح شدة الاحتقان الاجتماعي، وعمق أزمة تدبير الشأن العام الوطني مع الحكومة الحالية.

   إنه إنذار قوي توجهه الطبقة العاملة للحكومة، في شخص رئيسها عبد الإله بنكيران. فالقرارات الارتجالية والمتهورة التي اتخذتها الحكومة وأثرت بشكل مباشر على القدرة الشرائية لأوسع فئات الشعب. واتخاذ الحكومة لقرار انفرادي بتجميد ربع الاستثمارات العمومية، مع ما سيكون لذلك من تأثير على وتيرة النمو ومشاريع التنمية بتبعاتها الاجتماعية في وضع اجتماعي متفجر أصلا. وغياب أي جدية في الحوار مع الفرقاء الاجتماعيين. كلها عناصر وعوامل نسجت مناخا اجتماعيا بطبعه فقدان الثقة في هذه الحكومة، بل يجعلها الخصم المباشر في مواجهة المطالب الاجتماعية، بدل أن تكون المحاور الأساس المفروض فيه تلبية هذه المطالب.

   فما تعبأت الشغيلة للتظاهر في مناسبة فاتح ماي خلال السنوات الفارطة كما فعلت في فاتح ماي لهذه السنة. فهل يلتقط رئيس الحكومة هذه الرسالة ويفهمها، ويغير من خطابه ونهجه في التعاطي مع الوضع الإجتماعي؟ لا نعتقد.. لكن بعض الظن إثم..

   ما يدعو للتشاؤم حول قدرة هذه الحكومة على تحمل مسؤولياتها في تدبير التوترات الإجتماعية التي بلغت حد الإحتقان. أن فاتح ماي كان مناسبة تبلور فيها نزال حكومي – حكومي بين حزبين حكوميين رئيسيين أمام الملأ،  حزب الاستقلال وحزب العدالة والتنمية. فتعبئة الأمين العام لحزب الاستقلال لكتائبه النقابية بمدينة الرباط بشكل لم يسبق له مثيل، لم يكن للتعبير عن مطالب الشغيلة فحسب، بل كان استعراض قوة في وجه عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة، خاصة أن هذا الأخير كان المستهدف الأساس في شعارات تظاهرة الاتحاد العام للشغالين، في نقطتين: رفض القرارات الحكومية الماسة بأوضاع المأجورين والفئات الشعبية، ونقد لاذع للأسلوب الانفرادي لرئيس الحكومة في تسيير الائتلاف الحكومي.

   فماذا ينتظر من حكومة، يتواجه فيها حزبان حكوميان، ليس في المنابر الإعلامية فحسب، بل على قارعة الطريق؟.

                                                                                                             المنعطف 3 ماي 2013


حزب جبهة القوى الديمقراطية


حزب جبهة القوى الديمقراطية يرحب بكم ويوجه لكم الدعوة للانضمام إليه ، حيث تجتمع الخبرة والحماس، وحيث يمكن لكم أن تكونوا جزءًا من تاريخ نضال لبناء الحزب الكبير




الإشتراك


اشترك في النشرة لتلقي جميع الأخبار من حزب جبهة القوى الديمقراطية