احمد بن عكروط المنسق الوطني لمبادرات الشباب المغربي في المؤتمر الوطني الثالث لمنظمة منتدى جيل الغد
احمد بن عكروط المنسق الوطني لمبادرات الشباب المغربي في المؤتمر الوطني الثالث لمنظمة منتدى جيل الغد
– أطفال المغرب هم ثورته و مستقبله
– علينا أن ننصت إلى واقع الطفولة المغربية وحاجياتها إذا أردنا بالفعل أن نمتلك المعرفة الملائمة للطفل المغربي
//////////////////
اختتمت أشغال المؤتمر الوطني الثالث لمنتدى جيل الغد يوم الأحد الفارط ، 28 دجنبر 2015 ، بمدينة تطوان بالمصادقة على البيان العام للمؤتمر . وقد تميزت أالجلسة الختامية للمؤتمر بكلمة الأخ المصطفى بنعلي الأمين العام بالنيابة لجبهة القوى الديمقراطية ، والتي سبق نشر محتواها . كما تخللت أشغال المؤتمر ، مداخلات اللجنة التحضيرية للمؤتمر ، والفرع المحلي للجبهة ، وكلمة الأخ أحمد بنعكروط المنسق الوطني لمبادرات الشباب المغربي ، والتي ننشرها أسفله ، مع نص البيان الختامي للمؤتمر
/////////////////
يأتي هذا المؤتمر الثالث في ظروف تفرض العناية القصوى بالطفولة المغربية، فكل تنظيم سياسي لمشروعه المجتمعي وله توجهاته و رؤيته. لا يمكن أن نجسدها إلا وهو يمتد اجتماعيا في إطار القرب السياسي والتنظيمي، وهذا القرب يقوم فيما يقوم عليه على العناية والاهتمام بالطفولة المغربية. فأطفال المغرب هم ثورته، هم مستقبله. نساء الغد ورجاله هم جيل الغد، ولذلك عندما ارتأينا تفعيل منظمة جيل الغد وتجديد دمائها فإن ذلك تم الأخذ بعين الاعتبار هذا المعطى المهم، فلا مستقبل لجيل الغد ولا مستقبل لمبادرات الشباب المغربي بدون تحقيق هذا الامتداد الاجتماعي الجوهري والأساسي. ولكن لا يمكن أن يتحقق بدون التسلح بتشخيص موضوعي لواقع الطفولة في المغرب على مستويات متعددة وعلى رأس قائمتها تعليمه وتثقيفه وتربيته وتنويره. وكما يعلم الجميع أن تشخيص واقع الطفولة في معطياته الأساسية هو تشخيص بشيء بالأزمة واختلال وفي أحيان كثيرة بلا مبالاة، ويظهر هذا الاختلال في أول مؤسسة للتربية، ألا وهي الأسرة، فالأسرة المغربية ما تزال حبيسة قيم تربوية تقليدية قد تحافظ عليها وقد لا تحافظ عليها بسبب الطواحين الاجتماعية اليومية التي فرضت على الأسر المغربية أن تهتم بالخبز وليس التربية إضافة إلى احتلال العلاقات الجبلية. فما زلنا في كثير من الأسر نعيش معادلة جبلية مبنية على جهل المعرفة وتحولها من معرفة إلى معرفة يبدو أنه بطيء جدا. الملاحظة الثالثة وهي ذات أهمية قصوى، من يربي داخل الأسرة المغربية اليوم. هي الأم إذ نلاحظ أن دور الأب بدأ ينسحب رويدا رويدا ولذك أحثكم وأدعوكم تدبر هذا الواقع، أي إلى النظر إليه من مختلف الزوايا وما أريد أن أشير إليه أمامكم هو أن هذا الامتداد الاجتماعي المأمول لجيل الغد عليه أن ينتبه إلى أن الأم المغربية هي أداة التربية ووسيلتها، ولذلك فإن هذا الامتداد الاجتماعي صوب الطفولة المغربية لا يمكن أن يتم إلا بالانفتاح على الأم أساسا. أضف إلى ذلك، هناك معطى آخر هو أن هذه الأسر بدأت تعي أهمية الاستثمار في مجال تربية أبنائها، فكثير من الأسر الغنية أو المتوسطة أو الفقيرة لا تكل عن نزع قسط وافر من دخلها لفائدة تربية أبنائها، وهنا على الأقل يمكن لجيل الغد أن ينتزع نصيبه من العمل، إن هو أعطى الأولوية في عمله إلى خلق فضاءات للتعليم وللتربية، أي أن مستقبل هذه الفضاءات التي ينبغي أن تكون محلية منخرطة في محلياتها من حي الى حي ومن قرية إلى قرية ومن مدينة إلى مدينة. في مجهود مواز للمدرسة المغربية، علما أن هذا النشاط وهذا المجهود يعتبر مدرا للدخل وقادرا على تخفيف بطالة حملة الشهادات، إذ يمكن هاهما اللجوء إلى مشاريع القائمة على نتائج المؤسسة الثانية والتي يجمع المغاربة على اختلال وظائفها. فكلما هي لا تعلم فإنها أيضا لا تربي، فالمدرسة المغربية اليوم في مفترق الطرق فإما أننا جميعا يمكن أن نرفع هذا التحدي الحاسم لوجودنا في التاريخ بمباشرة معالجة اختلالات هذه الوظيفة أو فإننا سنتهاون، بل سنزيد من تكريس انقلاب قيمنا وقيم الحرية وقيم الإنسانية وهدر طاقاتنا وتردي أوضاعنا الاجتماعية وضرب استقرارنا، لذلك نضع على أكتافنا في جيل الغد أو مبادرات الشباب عبئ التفكير في هذه المعضلات التي تواجه المدرسة المغربية والاجتهاد في تحليلها بالانفتاح على النخب المحلية أكثر اطلاعا على معطيات واقعها المحلي وعلى هذا الاجتهاد أن يتأطر في سؤال كبير. أين هي مكامن اختلال وظيفة المدرسة المغربية ؟ لماذا لم تعد المدرسة المغربية تعلم وتربي؟ لما ذا لم يعد المعلم يعلم؟ لما ذا لم يعد الطفل والتلميذ يتعلم ؟ هل هذا واقع خاص ومحلي نعيشه نحن فقط؟ أم هو مشترك بيننا ومع سوانا من الأمم؟ إذ علينا أن نسترشد أيضا بالتاريخ، وأن نطلع على تجارب الدول التي كانت تعاني اختلالات جوهرية في منظومتها التربوية ونجحت في انتقال هذه المنظومات إلى مستوى عال من النجاعة والعطاء. وهذه التجارب الناجحة تعطينا درسا واحدا، هو أن المدرسة ليست هي الإمكانيات هي التي توفر لها من حيث البنايات كأسمنت أو بنيات ديداكتيكية أو تدريس للغات بل هي بالأولى العودة إلى مكونيها الأساسيين المعلم الذي يعلم والتلميذ الذي يتعلم. إن إنكار أو تغافل أو تجاهل هذين المكونين الأساسيين لكل منظومة تربوية فوق هذه الأرض لهو الحكم على هذه المنظومة بالزوال ولذلك علينا إذ نطرح هذا السؤال من هو المعلم الذي ينبغي أن يعلم ؟ ما هي المعايير المطلوب الآن توفرها في المعلم المغربي في هذه الألفية الجديدة؟ هل من المقبول أن تبقى هذه الوظيفة وظيفة إدارية؟ أو عليها الولوج إلى البحث العلمي ؟ علينا أيضا أن ننصت إلى واقع الطفولة المغربية وحاجياتها في محلياتها وعامتها على المستوى الوطني إن أردنا بالفعل أن نمتلك المعرفة الملائمة للطفل المغربي، من أجل هذا كله نحث أنفسنا وندعو إلى الاجتهاد والنضال لتفعيل منظمة جيل الغد ونحثها على امتداداتها الاجتماعية والتربوية والمدنية والعلمية وعلى مختلف المؤسسات. وفقنا الله جميعا والسلام