كلمة الأخ عمر الحسني‮ ‬باسم اللجنة التحضيرية‮ لـ‮ "‬مؤسسة التهامي‮ ‬الخياري‮ ‬للدراسات والأبحاث‮"‬ ‭-‬‮ ‬رحم الله الفقيد التهامي‮ ‬الخياري‮ ‬وتغمده بواسع رحمته

فبراير 24, 2014
OMAR-EL-HASSANI-660x330-1.jpg

كلمة الأخ عمر الحسني باسم اللجنة التحضيرية  لـ “مؤسسة التهامي الخياري للدراسات والأبحاث”

– رحم الله الفقيد التهامي الخياري وتغمده بواسع رحمته

-السيدات والسادة المحترمون

– ضيوفنا الكرام

مع رحيل فقيدنا سي التهامي، تولدت فكرة خلق مؤسسة تحمل إسمه، وما أوفى لروح الفقيد من مواصلة درب من الدروب التي منحها – بجانب عمله السياسي – سنوات عمره، درب البحث في مجال العلوم الإنسانية.

ولم تكن الفكرة، فكرة خاصة بمناضلي الجبهة، بل شارك في طرحها ودعمها وبلورتها، عدد كبير من زملاء الفقيد وأصدقائه وطلبته، وهذا التشارك في الفكرة هو الذي كان أساس التصور الأولي لـ “مؤسسة التهامي الخياري للدراسات والأبحاث”.. لتكون فضاء واسعا منفتحا على مختلف الفعاليات للإشتغال والبحث الجماعي في مجال العلوم الإنسانية.

مؤسسة تروم تعزيز وتعضيد ما هو موجود في الساحة في هذا المجال. وتأتي هذه المبادرة مستجيبة لحاجة موضوعية في هذه الظرفية التاريخية الدقيقة التي تجتازها بلادنا.. الحاجة الموضوعية إلى رد الاعتبار للفكر في مختلف مناحي الحياة، وفي مقدمتها العمل السياسي وتطبيقاته..

الحاجة إلى الفكر وإعماله في مختلف مناحي النشاط الإنساني، لايحتاج إلى تأكيد.. لكنه يحتاج إلى تأكيد خاص في مايتعلق بالعمل والممارسة السياسيين في هذه المرحلة السياسية التاريخية الانتقالية التي تعيشها بلادنا.

ففي هذه المرحلة تفرض الحاجة إلى الفكر نفسها أكثر من أي وقت مضى.. وذلك لأسباب كثيرة.. في مقدمتها، مابدا يلوح من مظاهر انزلاقات تجر الخطاب والعمل السياسيين إلى متاهات وأنفاق مظلمة.. هذا في وقت تحتاج فيه الساحة السياسية إلى خطاب وعمل سياسي بانيين، مستندين إلى وضوح في الرؤية، واستشراف لأفاق المستقبل، واستراتيجية واضحة سليمة لبناء مغرب الغد الذي تطمح إليه الأمة المغربية في مجملها.

نحتاج في هذه المرحلة إلى نبذ كل أشكال الدوغمائية المنتجة للتعصب، لإقصاء الآخر، لرفض الاختلاف.. والحال أن هويتنا الوطنية انبنت في سيرورة تطورها على المزج الخلاق بين الأصالة والانفتاح، ولنقل على تأصيل القيم الإنسانية الكونية النبيلة.

نحن في حاجة في هذه المرحلة إلى تثبيت وترسيخ المكونات العضوية لهويتنا الوطنية، وترسيخ وتخصيب المكونات العضوية المنيرة لهويتنا الوطنية، من إسلام وسطي منفتح مفعم بروح التسامح والتساكن والتعايش بين مكونات الذات، ومع الآخر. ومن تعدد سياسي وثقافي ولغوي، يشكل مصدر ثراء، ويحكمه التدبير الديمقراطي للاختلاف الذي يعزز لحمة الوحدة الوطنية.

نحن في حاجة إلى التعامل العقلاني مع العولمة في مختلف أبعادها، باستثمار ما عولمته من قيم إنسانية نبيلة بدءا بقيم الديمقراطية وانتهاء بقيم احترام حقوق الإنسان، وبالتسلح باستراتيجيات العمل الكفيلة بإبطال الجوانب المضرة بالمصالح الوطنية في تداعيات العولمة.

نحن في حاجة في هذه المرحلة، إلى فرض سطوة وسلطة العلم، لصيانة وتثبيت قيم هويتنا الوطنية، ولتأصيل القيم الكونية النبيلة للعصر.. هذا في وقت نعيش فيه تحت قصف شظايا بعض تداعيات ما سمي بـ “الربيع العربي”، عبر محاولات تحريف الصراع السياسي الديمقراطي المشروع، نحو صراع قيمي مجتمعي يجرنا قرونا إلى الوراء، إلى عصر الظلمات والاستبداد.

نحن في حاجة في هذه المرحلة إلى وضع قطيعة مع تجارب إصلاح التعليم المنتهجة لحد الآن، وإرساء تصور جديد لإصلاح المنظومة التربوية، بما يضمن للعقود المقبلة مسايرة نظامنا التعليمي للحاجات الوطنية، ولروح ومتطلبات العصر.

السيدات والسادة المحترمون

ضيوفنا الكرام

هذه بعض رؤوس أقلام لبعض الحاجات الأساس في هذه المرحلة، التي نرى أنه لا يسعفنا فيها لتلبيتها سوى رد الاعتبار للفكر، وتبويئه المكانة الطبيعية له، وهو تأطير مختلف مجالات حياتنا وعملنا.

وهي بعض أفكار بدأت تختمر، لتطرح كمنطلقات في صياغة الأرضية التي تبنى عليها “مؤسسة التهامي الخياري للدراسات والبحث”..

ونحن بذلك نتوخى الوفاء لروح الفقيد ونهجه في حياته، هو الذي بنى عمله السياسي على ركيزتين أساسيتين: الانفتاح الفكري، والانفتاح التنظيمي.

وعليه فإن الخلية التي اشتغلت لحد الآن في عمل أولى، ستقدم مقترحاتها الأولية في اجتماع اللجنة التحضيرية خلال الأيام المقبلة.

وهي دعوة مفتوحة لكل زملاء الفقيد وأصدقائه وطلبته وكل الباحثين الراغبين في الإسهام في بناء هذه المؤسسة ورسم معالمها وتدقيق مجالات عملها.

والله ولي التوفيق

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.


حزب جبهة القوى الديمقراطية


حزب جبهة القوى الديمقراطية يرحب بكم ويوجه لكم الدعوة للانضمام إليه ، حيث تجتمع الخبرة والحماس، وحيث يمكن لكم أن تكونوا جزءًا من تاريخ نضال لبناء الحزب الكبير




الإشتراك


اشترك في النشرة لتلقي جميع الأخبار من حزب جبهة القوى الديمقراطية