وفد جزائري من حساسيات مختلفة يحل ضيفا على "المنعطف"

وفد جزائري من حساسيات مختلفة يحل ضيفا على “المنعطف”
ـ الاستاذ عمر الحسني : “المنعطف” تشتغل على كل الاهداف التي تخدم التقارب بين المغرب والجزائر
ـ الأخ المصطفى بن علي: جريدة “المنعطف” هي واجهة نضالية للحزب ومن الصحف التي تحرص على نقل الخبر بأمانة
ـ الوفد الجزائري: قدرنا ليس أن نظل على هذه الوضعية..يجب ان نشجع على تجاوز كل ما من شأنه عرقلة جهود التقارب
عبدالنبي مصلوحي
تصوير: الرطل
استقبلت جريدة “المنعطف” يوم الأربعاء الأخير، وفدا قَدِم من الجزائر الشقيقة، مُكوَّناً من حساسيات سياسية واقتصادية وثقافية مختلفة، جاءت في زيارة الى المغرب من أجل ترميم جسور التواصل بغية رأب الصدع بين المغرب والجزائر، التقت عددا من الفعاليات والهيئات الحزبية و منظمات المجتمع المدني المغربي في لقاءات تواصلية بغرض التفكير المشترك في تصورات عميقة لاحتواء الخلافات القائمة بين الدولتين، و فسح المجال للتفكير في المستقبل المشترك بين الشعبين، ومن اجل فضاء مغاربي لا حواجز بين دوله الخمس. ومثلما التقى هذا الوفد هذه المنظمات الحزبية والمدنية، قام بزيارة لـ “المنعطف” ، وذلك بعد اللقاء الذي جمعه بقيادة جبهة القوى الديمقراطية . حيث تم استقبال الوفد من لدن رئيس التحرير الاستاذ عمر الحسني بقاعة الراحل التهامي الخياري، مؤسس الحزب والجريدة.
الاستاذ عمر الحسني: التنسيق بين المكونات السياسية والمدنية الجزائرية والمغربية يمكن أن يشكل مدخلا لإعادة ترميم العلاقات بين البلدين الشقيقين لفسح المجال أمام بناء الاتحاد المغاربي، حلم شعوب المنطقة.
عبر الأستاذ عمر الحسني، مدير نشر ورئيس تحرير الجريدة ، بعد ترحيبه بأعضاء الوفد، عن ارتياحه لهذه المبادرة التي اعتبرها جريئة وشجاعة، لما تتوخاه من اهداف نبيلة، مؤكدا في كلمة له على العمق التاريخي للعلاقات التي تربط بين البلدين ، والنضال المشترك في معركة التحرير والانعتاق إبان فترة الاستعمار ، مستعرضا جملة من التفاصيل المتعلقة بالتحديات الاقليمية والدولية المشتركة التي تفرض تفكيرا مشتركا من أجل بناء فضاء مغاربي، على اعتبار انه، حسب الاستاذ عمر الحسني، هو المدخل لحل العديد من المشاكل والمعضلات البنيوية التي تعرفها المنطقة.
وقال رئيس تحرير جريدة المنعطف والقيادي في جبهة القوى الديمقراطية ، ان هذا التحدي المرتبط ببناء الاتحاد المغاربي، كان حلما وما زال لشعبي البلدين، بني في معمعة الكفاح ضد الاستعمار، مؤكدا ان تأخر هذا البناء يتيح الفرص لانتشار الارهاب والجماعات المعادية لكل القيم الإنسانية، وللأسف، يضيف الاستاذ الحسني، كلما اقتربنا كشعوب من التلاقي حول تفعيل هذا الحلم، ظهر ما يهُدُّه من التطورات التي تجانب مسالك الشعوب، اعْتَبَرها تتغذى على مخلفات الحرب الباردة، مؤكدا ان المنطقة في حاجة الى مجاراة زمنها الذي هو زمن التكتلات من اجل ان تتحول الى قوة اقتصادية، والى ما يسمح لها بأن تكون قوة فاعلة في المجتمع الدولي، تلعب الادوار السياسية التي كانت تلعبها من ذي قبل، مع إشارته إلى أن التنسيق بين المكونات السياسية والمجتمع المدني بالبلدين، يمكن أن يشكل مدخلا لإعادة ترميم العلاقات بين البلدين الشقيقين والتخفيف من حدة التوترات القائمة بينهما، لفسح المجال أمام بناء الاتحاد المغاربي، حلم جميع الشعوب في المنطقة.
مثلما لم يفت الأستاذ عمر الحسني، رئيس تحرير المنعطف ومدير نشرها، والقيادي في جبهة القوى الديمقراطية، ان يتحدث للوفد الجزائري في هذا الملتقى عن التجربة الاعلامية لجريدة المنعطف الناطقة باسم الحزب، وما تعرفه من تحديات واكراهات، مؤكدا ان رسالتها الاعلامية قائمة على قناعات راسخة، تؤمن بالتنوع والاختلاف والانفتاح على مختلف حساسيات ومكونات المجتمع المغربي في اطار من الاستقلالية، حاضرة بشكل يومي في الساحة الاعلامية من اجل دعم قيم الديمقراطية والحداثة، نعبر من خلالها، يقول الاستاذ الحسني، عن مواقف الحزب الوطنية دون تجريح أو إثارة.
المصطفى بن علي يؤكد للوفد الجزائري دعم الجبهة للأهداف النبيلة للمبادرة التي تخدم التقارب بين المغرب والجزائر
ومن جهته ثمَّن النائب الأول للامين العام لجبهة القوى الديمقراطية، المصطفى بن علي، هذه المبادرة التي قامت بها هذه المجموعة الجزائرية التي أبت إلا أن تدشن عملا غير مسبوق في مجال الدبلوماسية الموازية، بغرض ترميم الجسور وفتح المسالك للدبلوماسية والتلاقي الرسمِيَّيْن حول التفكير المشترك في المصير المشترك بين المغرب والجزائر و كل الدول المغاربية، أهم المسالك الفكرية والسياسية التي بدونها لا يمكن الحديث عن شيء اسمه الاتحاد المغاربي، موضحا للوفد الجزائري أن جريدة المنعطف، هي واجهة نضالية للحزب، وأنها من الصحف التي تحرص على نقل الخبر بأمانة، إلى جانب تناولها لكل ما يجمع بين الشعبين الشقيقين، الجزائري والمغربي، بعيدا عن تناول ما يحرض على التفرقة والتباعد.
وفي مجال العلاقات بين المغرب والجزائر، دعا المصطفى بن علي، إلى الدفع بها إلى الأمام بعيدا عن تعميق الجراح، مؤكدا أن جبهة القوى الديمقراطية تتفهم النقاش داخل مجموعة أعضاء الوفد، حين يتعلق الأمر بتناول الصحافة المغربية لما قد يتصل بالجزائر، نظرا لوجود حساسيات من عوالم مختلفة في السياسة والاقتصاد والثقافة، معبرا عن إيمان الحزب بأهداف هذه المبادرة، وبما ترومه من أهداف نبيلة وسامية لخدمة روح التقارب بين الدولتين الشقيقتين. ونحن، يقول النائب الأول للامين العام للجبهة، مازلنا في بداية الطريق الذي ليس بالضرورة مفروشا بالورود، في إشارة إلى وجود صعوبات قد تعترض هذا العمل الذي يعتمد على التواصل بين مكونات سياسية ومجتمعية وثقافية من كلا البلدين، تريد بانفتاحها على بعضها البعض الانخراط بعمق في توجه عميق نحو خلق مناخ يساعد على هبوب نسائم الأمل في احتواء الخلافات الجوهرية التي تحول دون تحقيق مراد الشعبين بين الدولتين.
الوفد الجزائري يشدد على دور الأحزاب السياسية والمجتمع المدني والإعلامي في الذهاب نحو المستقبل المشترك
أيضا، قدم أعضاء الوفد الجزائري عرضا قويا حول العلاقات بين المغرب والجزائر، مؤكدين أن هذه المبادرة التي لم يخفوا أنها لقيت معارضة من قبل بعض القوى في الجزائر، هي من اجل ترميم جسور التواصل والمحبة بين البلدين والتأكيد على علاقات الأخوة والتاريخ والمستقبل المشتركَين، وإن كان المستقبل أهم بالنسبة لهذه الزيارة، حسب الدكتور العظيمي عضو الوفد الجزائري، الذي قال في تدخل له أن ما يهم في المرحلة الراهنة، هو ضرورة الاشتغال على محورين اثنين، أحدهما يتعلق بما لا يجب فعله من اجل تخفيف الفرقة والتوتر بين البلدين، والآخر يتصل بما يجب فعله، يراعى فيه الاحترام المتبادل للمشاعر، معتبرا أنهما طريقان متكاملان من اجل تحقيق الأهداف التي سطرتها هذه المبادرة، مشيرا إلى أن قدرنا ليس أن نظل على هذه الوضعية، مؤكدا على ضرورة الترفع عن كل ما من شأنه عرقلة جهود التقارب والتصالح .
فيما نعيمة الصالحي الغيمي، رئيسة الوفد، ورئيسة حزب العدل والبيان، فقد أوضحت من جانبها بعد تقديم كلمة شكر لمسؤولي المنعطف وقيادة الجبهة، أن أعضاء الوفد الذي يقوم بهذه الزيارة للمغرب لهم نفس الرؤية ونفس الفلسفة في التعاطي مع موضوع العلاقات المغربية الجزائرية في صورتها الحالية، من اجل محاولة حلحلتها ومد جسور التواصل، مشيرة إلى أنهم متسامحون ، مضيفة أن الوفد الذي ترأسه التقى قبل زيارة المنعطف بعدد من مكونات وفعاليات المجتمع المدني المغربي ولمس نفس الروح والرغبة في تجاوز الخلافات، مؤكدة أنها خطوة ايجابية من اجل رفع التحديات وبناء المستقبل المشترك ، مع إشارتها إلى أن المغرب من حقه الدفاع عن حقوقه، مثلما من حق الجزائر أن تدافع عن حقوقها، فيما نحن، تضيف زعيمة حزب العدل والبيان الجزائري، فدورنا كأحزاب سياسية ومجتمع مدني التفكير والعمل على الذهاب نحو المستقبل المشترك.
كذلك كان لباقي أعضاء الوفد مداخلات ، تناولت أهمية العمل الصحافي في رأب الصدع بين الدولتين، مؤكدين أنهم سيحاولون من جانبهم على قدر المستطاع تلطيف الأجواء بين الصحافتين الجزائرية والمغربية، داعين إلى توجيه الصحافة نحو خدمة الأهداف الإستراتيجية التي يمكن أن تخدم تليين المواقف بين البلدين، مؤكدين أن وظيفة الإعلام هو تقديم ما يعزز حسن الجوار والمحبة بين البلدين.
أيضا، عبر عبد القادر الفكيكي الذي حضر اللقاء، عن ارتياحه لما لمسه بين أعضاء الوفد الجزائري وبين جبهة القوى الديمقراطية من تفاهم حول الأهداف، مشيرا إلى أن ما ينقص هو تحديد إستراتيجية للاشتغال، وكيفية الوصول إلى نتائج في اقرب وقت، موضحا أن الجريدة، الذراع الإعلامي لجبهة القوى الديمقراطية، تساهم فعلا في الدفع في اتجاه تجاوز الخلافات بين البلدين، المغرب والجزائر.
كذلك كان للزميل عبد الواحد الأشهب ، مداخلة باللقاء ذاته ، اثار فيها إشكالية التواصل بين الصحافتين المغربية والجزائرية، حيث دعا إلى مد الجسور حتى يكون هناك تبادل للاخبار يتم من خلاله تفادي نشر ما لا يجب نشره من هذا الجانب أو ذاك، مثلما تطرق الأشهب ، إلى أهمية معرفة الجيل الجديد للتاريخ المشترك بين البلدين، مؤكدا أنها مسؤولية تهم الجميع، من أحزاب سياسية وهيئات المجتمع المدني وإعلام بكلا الدولتين، حتى نتمكن، يضيف الزميل عبد الواحد الأشهب، من إقناعه بالبناء المشترك.
ويشار إلى أن الوفد الجزائري الذي زار المنعطف، في إطار الزيارة التي يقوم بها للمغرب من اجل التأسيس لإستراتيجية تشاركية مع قوى سياسية ومجتمعية وثقافية مغربية لاحتواء الخلافات بين المغرب والجزائر، تتكون من: الأستاذة، نعيمة صالحي الغيمي رئيسة حزب العدل والبيان ورئيسة الوفد، و الحاج بوخراش، نائب برلماني سابق، والأستاذ صالحي، جامعي وبرلماني سابق، والسايح احسن، عضو قيادي بحزب العدل والبيان، وبوطالب زهور، رئيسة مؤسسة الأمير عبد القادر، عزالدين جرافة، وبن قدادة لمين مأمون، والدكتور عظيمي، محامي، وهتهات عبدالقادر فاعل اقتصادي.