مكونات الأمة تجدد اجماعها على الوحدة الترابية و تدعو مجلس الأمن الى حماية مسلسل المفاوضات

أبريل 21, 2013
MOU1809-1024x731.jpg

المصطفى بنعلي: المغرب اختار طواعية مسلك حقوق الانسان..ومآل المناورة الجديدة هو الفشل

المنعطف، صوفيا المنصوري/ عبدالنبي مصلوحي

من المنتظر أن يتم تقديم مسودة قرار أمريكية الى رئاسة مجلس الامن الدولي ليتم  عرضه و مناقشته و التصويت عليه الاسبوع المقبل، تقضي في إحدى فقراتها بتوسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الانسان في الصحراء، ويأتي القرار الامريكي أسبوعا بعد تقرير بان كيمون الذي قدمه الى الأمم المتحدة و الذي ضمنه فقرة تدعو الى وضع آلية مستقلة و محايدة لحماية حقوق الانسان في كل من الصحراء و تيندوف ،و هو ما يساير ما سبق ان دعت اليه منظمات غير حكومية امريكية  معروفة بانحيازها للطرح الانفصالي ( مؤسسة روبرت كينيدي )، وقد اثار هذا الموقف الامريكي الجديد استنكار جميع القوى الحية للبلاد مما جعل جلالة الملك يدعو الى اجتماع في الديوان الملكي بحضور مستشاريه وأعضاء الحكومة و قادة الاحزاب السياسية ،خصص لتدارس آخر التطورات التي يعرفها ملف قضية الوحدة الترابية بالامم المتحدة ،وبصفة خاصة الموقف الامريكي المنحاز الى الطرح الانفصالي، وقد كان الاجتماع مناسبة لتجديد الاجماع الوطني حول الموقف المغربي الرسمي و الشعبي من القضية الوطنية الاولى و الرفض القاطع لكل المبادرات الاحادية و المتخذة دون تشاور مسبق سواء فيما يخص المضمون او السياق او الطريقة  الرامية الى ضرب السيادة المغربية على صحرائه، ونسف المسلسل التفاوضي الذي انخرط فيه المغرب منذ بداية النزاع المفتعل بحسن نية و باحترام تام للقرارات الاممية ،وفي هذا الاطار قدم المغرب مقترح الحكم الذاتي الذي حظي باشادة المجتمع الدولي و بخاصة القوى العظمى و على راسها الولايات المتحدة الامريكية،وقد خلص الاجتماع الى ثقة المغرب القوي باجماع كافة مكوناته حول الوحدة الوطنية و الوحدة الترابية ،في حكمة اعضاء مجلس الأمن الدولي ،و قدرتهم على ايجاد الصيغ الملائمة لحماية المسلسل السياسي من اية انحرافات تكون لها انعكسات وخيمة على استقرار المنطقة .

وفي تصريح للمنعطف أفاد مصطفى بنعلي، النائب الأول للامين العام لجبهة القوى الديمقراطية، أن الجبهة جددت في لقاء أول أمس بالديوان الملكي التعبير عن موقفها على التجند وراء صاحب الجلالة في الدفاع عن قضية الوحدة الترابية، ومواجهة مخطط أعداء الوحدة الترابية، موضحا، ان هذا المخطط الذي لا تخفى الجهة التي تسهر على إعداده وتمويله لتوظيف موضوع حقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية، له أبعاد خطيرة لزعزعة الاستقرار بالمنطقة، و السعي إلى تحقيق ما لم يتحقق قبل اتفاق وقف إطلاق النار سنة 1991، غير ان مآل هذا المخطط، يضيف النائب الأول للجبهة، الفشل، لان المغرب، يقول بن علي، اختار طواعية مسلك حقوق الانسان لبناء دولة الحق والقانون، وهو الأمر الذي يشكل مصدر صلابة في الموقف المغربي المعزز بصلابة الإجماع الوطني حول موضوع الوحدة الترابية، وهو ذاته الموقف الذي عبرت عنه جميع الأحزاب السياسية المجتمعة أول أمس بالديوان الملكي، حسب مصطفى بن علي الذي حضر اللقاء..

و المغرب، يقول النائب الأول للامين العام للجبهة، ليست هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها لمثل هذه المناورة و هذا التوظيف لحقوق الإنسان، بل سبقت ذلك محطات عديدة، حاول أعداء وحدته الترابية توظيف موضوع حقوق الإنسان، و انتهت كلها إلى الفشل، مضيفا ان الدبلوماسية المغربية قادرة باشتغالها داخل الشرعية الدولية على احتواء الموضوع، وإقناع الولايات المتحدة الأمريكية بالتراجع عن دعم هذه المسودة التي توصي بتوسيع مهام المينورسو في الصحراء المغربية لتشمل مهام مراقبة حقوق الإنسان،  وتقديمها إلى مجلس الأمن الدولي الذي سيجتمع يوم 25 من الشهر الجاري، لما يجمع البلدين من علاقات التعاون في عدد من المجالات والملفات الإستراتيجية.

فيما قال عبدالفتاح البلعمشي، أستاذ العلوم السياسية، أن هذا المنعطف الجديد في موقف الولايات المتحدة، ودعمها لمشروع هذه المسودة، أمر يتعارض بالنسبة للمغرب مع المبدأ الأساسي للتفاوض المبني على حل متوافق عليه، والذي مشت فيه المفاوضات منذ بدايتها إلى اليوم، مضيفا انه لا يجب أن نستبق الأحداث، وان هناك تحركات بدأها المغرب من اجل حمل الولايات المتحدة على التراجع، غير انه وفي حال استصدار قرار يقضي بمراقبة المينورسو لحقوق الإنسان بأقاليمنا الجنوبية، يقول، عبد الفتاح البلعمشي، سيصير هناك خط احمر يهدد من جهة مسار التفاوض، ويعبر من جهة ثانية على انحيازية مكشوفة للطرف الآخر في النزاع يمكن ان تضرب في العمق مبدأ الحكم الذاتي، لان ملف حقوق الإنسان، يؤكد المتحدث في تصريحه للمنعطف، يعتبر مطلبا شعبيا بكل ربوع المملكة، وليس بالأقاليم الجنوبية فحسب، تناضل من اجله فعاليات ومجتمع مدني، كما لم يفت عبد الفتاح البلعمشي، ان يشير في هذا التصريح إلى أن للدبلوماسية المغربية أو حتى الموازية بعض التراكمات في الأخطاء، داعيا إلى تعبئة وطنية تضمن وحدة الصف الوطني حول موقف موحد في مواجهة هذا المخطط.

(المنعطف 17 أبريل 2013)


حزب جبهة القوى الديمقراطية


حزب جبهة القوى الديمقراطية يرحب بكم ويوجه لكم الدعوة للانضمام إليه ، حيث تجتمع الخبرة والحماس، وحيث يمكن لكم أن تكونوا جزءًا من تاريخ نضال لبناء الحزب الكبير




الإشتراك


اشترك في النشرة لتلقي جميع الأخبار من حزب جبهة القوى الديمقراطية