كلمة الأخت بشرى الخياري في أربعينية الفقيد التهامي الخياري

“نعاهدك أننا على دربك سائرون، وبالمبادئ التي أفنيت زهرة عمرك على تحقيقها متسلحون”.
باسم الله الرحمان الرحيم.
أيها الحضور الكريم
أقف اليوم أمامكم نيابة عن أسرة وعائلة فقيدنا تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنانه وأصالة عن نفسي لأتقدم بعبارات الشكر والامتنان إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأطال عمره على الرعاية السامية والعناية الموصولة التي خص جلالته بها فقيد اليسار المغربي في حياته ومرضه ووداعه إلى دار البقاء، إذ تكرم جلالته بإيفاد الأمير الجليل مولاي رشيد نيابة عن جلالته لحضور الموكب الجنائزي المهيب ومراسيم الدفن.
كما شكلت الرسالة الملكية لمواساة وتعزية أفراد عائلته الصغيرة والكبيرة، دعما ملكيا معنويا فارقا حيث خفف علينا من أهوال وثقل المصاب الجلل الذي ألم بنا، وقاسمنا فيه أمير المؤمنين.
الحضور الكريم
لايفوتني هاهنا أيضا التوجه باسم أسرة وعائلة الفقيد، بالشكر والامتنان إلى كل الشخصيات الوطنية والحكومية، وممثلي الأمة، والمناضلين والقيادات الحزبية والنقابية وممثلي هيئات المجتمع المدني وأساتذة معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة والمثقفين والمفكرين والفنانين ونساء ورجال الصحافة والإعلام وأصدقاء وأصفياء الفقيد، وكل من شاركنا أحزاننا من قريب أو بعيد في هذا الفقد الجلل.
كما نتقدم بجزيل الشكر والامتنان إلى كل مناضلات ومناضلي وقيادة جبهة القوى الديمقراطية على تقاسمهم الصادق لأحزاننا،وعلى المجهودات التي بذلوا في مراسيم العزاء وفي تنظيم هذا التأبين.
أيها الحضور الكريم
لايفوتنا أيضا أن نتقدم بالشكر والعرفان إلى كل من ساهم بشهادته في حق الراحل فقيد اليسار المغربي.
أيها الحضور الكريم
لايمكن لي أن أترك هذا التأبين يمر دون أن أتوجه إليك أخي السي التهامي شخصيا الغائب الحاضر دائما بالشكر العميق على جودك وإتاحة الفرصة لي لمرافقتك في أهم مفاصل مسيرتك النضالية المشرفة حيث عشت معك مكابدات وإخفاقات ونجاحات مسيرتك النضالية، كما تعلمت على يدك الطاهرة العمل السياسي الملتزم بقيم النزاهة والصدق والجرأة ومحاربة كل أشكال الظلم ونكران الذات وخدمة الصالح العام ومحاربة الشعبوية وتغليب المصلحة العليا للوطن على ماسواها من أجل بناء مغرب التقدم والحداثة عموده الفقري الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، والمساواة مبدأ ومذهبا وسلوكا. شكرا لك أخي السي التهامي.
أخي رحمك الله، لم تكن في كل ذلك متصنعا، لقد كنت لنا وسط الأسرة خير مدافع على حقوقنا كنساء، وكنت محاميا شرسا ضد كل أشكال التميز.
تغمدك الله بواسع رحمته، لقد حرصت أيما حرص على مأسسة جبهة القوى الديمقراطية، وجعلت منها قلعة لخدمة المواطنة والوطن والمواطن.
أخي السي التهامي الغائب الحاضر، في ذكراك الأربعينية هذه “نعاهدك أننا على دربك سائرون، وبالمبادئ التي أفنيت زهرة عمرك على تحقيقها متسلحون”، ومن أجل خدمة الوطن متجندون، فنم قرير العين في راحتك الأبدية حاضرا وماثلا أمامنا وتأكد أننا سنعمل جاهدين وجادين من أجل بلوغ مشروعك المجتمعي مغرب ديمقراطي حداثي متقدم بمعية كل الديمقراطيين الحداثيين اللذين كنت تصبو إلى أن يجتمعوا داخل جبهة
واسعة نواتها اليسار،وكم الحاجة ماسة إليها اليوم في هذه الظرفية الدقيقة الراهنة كما كنت تقول.
تغمد الله فقيدنا برحمته وأسكنه فسيح جنانه، وإنا لله وإنا إليه راجعون
والسلام عليكم ورحمته إليه.