قيادي سياسي في الجزائر ينتقد تصريحات مساهل ويدعو حكام بلاده إلى فتح الحدود مع المغرب
عبدالنبي مصلوحي
فيما يشبه الرد على الحملة المسعورة التي يخوضها بعض حكام الجزائر ضد المغرب هذه الأيام، دعا عبد المجيد مناصرة، رئيس حركة “مجتمع السلم” في الجزائر حكام بلاده إلى تحسين العلاقات مع المملكة المغربية، وفتح الحدود المغلقة منذ 1994، منتقدا الخطاب الرسمي الذي يفيد هناك بأن إغلاق الحدود هو بهدف الحماية، مؤكدا أن “حماية الحدود من بعض الآفات، لا يعني أبدا إغلاقها.”
وأضاف مناصرة في تجمع خطابي بمناسبة حملة الانتخابات البلدية التي ستعرفها الجزائر يوم الـ23 من الشهر الجاري، أن ترك الحال على حاله فيما يخص الحدود البرية لمدة 23 سنة يعد أمرا غير معقول، وقال إنه يتمنى أن يصل صدى خطابه إلى المسؤولين، ويجدها قد فتحت عندما يزور مدينة مغنية الحدودية، وهو الأمر الذي لقي تأييدا وتفاعلا واسعا من قبل مناصريه من حركة مجتمع السلم التي تعتبر اكبر حزب إسلامي في الجزائر.
كما لم يفت القيادي السياسي الجزائري وهو ينتقد سياسة بلاده بخصوص التعاطي مع موضوع الحدود البرية، أن ينتقد عبد القادر مساهل، وزير الخارجية، بخصوص تصريحاته الأخيرة حول استثمارات المغرب في إفريقيا في اجتماع له مع اقتصاديي بلاده، مؤكدا أنه اخطأ.
وبهذا الموقف الصريح، تكون حركة “مجتمع السلم” قد انضافت إلى قائمة الهيئات السياسية التي تختلف مع حكام الجزائر بخصوص موضوع الحدود البرية المغلقة منذ 23 سنة، والتي يتصدرها حزب “جبهة القوى الاشتراكية”، الذي يعتبر بحسب كل القياديين الذين تعاقبوا على قيادته وأولهم الحسين آيت احمد أن إغلاق الحدود بين البلدين الجارين يعتبر حالة فريدة في العالم، بحكم ما ينطوي عليه من تعارض مع تطلعات الشعوب المغاربية وانتظارات شركاء المنطقة على مستويات متعددة، منها الاقتصاد والأمن..
ويعتبر العديد من المتابعين أن استمرار الحدود بين البلدين الجارين على هذا الحال منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، يعد “حالة شاذة جغرافيا واقتصاديا وإنسانيا”، معتبرين الأمر غريبا، باعتبار أن الأمر لا يتعلق بالحدود البرية الوحيدة المغلقة في العالم بين دولتين جارتين، وإنما كذلك بالحدود الأطول ( 1601 كلم)، والتي لا تخلو من انعكاسات اقتصادية وإنسانية بكلا الجانبين.
وبسبب هذه الحدود المغلقة بقرار جزائري أحادي، تظل المنطقة المغاربية واحدة من المناطق الأقل اندماجا في العالم، علما أن المغرب يدعو بشكل مستمر إلى إعادة فتحها، وعيا منه بالتداعيات الخطيرة لاستمرار إغلاقها على مستقبل التنمية والأجيال اللاحقة في المنطقة المغاربية.
Source: almounaataf