
عبد الرحيم بنشريف.
شكلت الندوة الفكرية التي أطرها الأخ سعيد عبد القادر الفكيكي، في موضوع الثورة التنموية الحقيقية التي، يقودها المغرب في أعماق إفريقيا، على امتداد العشرية الأخيرة، الترجمة الحقيقية لمدى وعي شبيبة جبهة القوى الديمقراطية، بالأهمية البالغة للبعد الاستراتيجي للمملكة في إفريقيا، في إطار علاقات جنوب – جنوب، بما يفسر عمق وبعد النظر لدى الشباب، من أجل المساهمة في ترسيخ التوجهات الكبرى والمصيرية للمغرب، والسير في خطى خدمة المصالح العليا للوطن.
وكانت الندوة، التي احتضنتها فعاليات الجامعة الصيفية لشبيبة جبهة القوى الديمقراطية، بمدينة السعيدية، يوم السبت 16شتنبر الجاري، محطة، قدم خلالها الأخ سعيد الفكيكي، عضو المجلس الوطني للحزب، رجل أعمال، فاعل مدني، ومناضل من أجل المغرب الكبير، لمحة شاملة، على ما قدمته الدبلوماسية المغربية بما فيها الدبلوماسية الموازية، المناضلة، ورجال المال والأعمال، من جهود في بلورة هذه الاستراتيجية، وتفعيل أهدافها، التي رسمت معالمها دينامية الدبلوماسية الملكية، التي يقودها جلالة الملك محمد السادس، والمتوجة، بالترحاب الإفريقي الكبير بعودة المملكة إلى أحضان القارة السمراء.
وأوضح المحاضر، في السياق ذاته، وارتباطا بمغازي شعار الجامعة الصيفية” الشباب ومهام الإصلاح الديمقراطي” أن هذا الخيار الاستراتيجي، بوأ المغرب مكانة متميزة، في محيطه الإقليمي القاري والدولي، بالنظر لعمق الرؤيا وحكمة وشمولية توجهه الإفريقي، المبني على نسج علاقات رابح/ رابح وارتكازه إلى مبدا وحدة مصير القارة، انطلاقا من قناعة دولها وشعوبها، بجدية ونجاعة هذا التوجه، ما حفز الأفارقة قاطبة، على الانخراط بشكل جدي وتلقائي، في كل الخطط والبرامج التنموية الكبرى، التي أطلقها المغرب، في القارة السمراء.
واستدل الأخ سعيد الفكيكي، بحجم المشاريع التنموية الاقتصادية والاجتماعية الكبرى، المبرمة في إطار تشاركي، كتجسيد واضح لعمق هذا التوجه الذي يضع خدمة وتنمية الإنسان الإفريقي في صلب الاهتمام، من أجل النهوض بكافة أوضاعه والرقي بمجتمعات وشعوب القارة، عبر تسخير الطاقات والخيرات التي تزخر بها، ورفع كل مظاهر التهميش والاستنزاف، التي عانت منها، من قبل قوى الاستعمار والتسلط.
وخلص الأخ الفكيكي، إلى أن جبهة القوى الديمقراطية، وبعد مؤتمرها الوطني الخامس، ووفق وثائق المؤتمر ومقرراته، حرصت على أن تضع ضمن توجهاتها المرجعية والفكرية، صياغة فكر ذي بعد إنساني، يتوجه للإنسان، وأن برمجة هذه الندوة الفكرية، حول علاقات المغرب وإفريقيا، مباشرة بعد محطة المؤتمر، هي التجسيد الفعلي، الذي عبر عنه شباب الحزب، بتخصيص ندوة تعكس بعد الفكر الإنساني تجاه الإنسان الإفريقي وقضايا لإفريقيا.