في الملتقى الأول حول: "الحق في إنتاج و تملك التكنولوجيا":

* حضور و مشاركة لجبهة القوى الديمقراطية في فعاليات الملتقى.
*الاختراع هو أقصى درجات البحث العلمي.
عبد الرحيم لحبيب.
و قد يميزت مشاركة جبهة القوى الديمقراطية، في أشغال هذا اللقاء، على اثر الدعوة التي تلقتها من الجهات المنظمة، الملتقى الأول حول: “الحق في إنتاج و تملك التكنولوجيا”، بمداخلة قيمة تجلت في الإشارة إلى أهمية اللقاء، بما يجسده من وقفة تثمين لروح الابتكار و تحفيز على البحث العلمي و التقني، و اهتمام بالثروة البشرية كرأسمال لا مادي، من دونه لن يستقيم حال أي تطور أو تنمية شاملة للمجتمع. كما تضمنت مداخلة الجبهة تذكيرا بأهمية المؤتمر الدولي الذي احتضنته العاصمة الرباط حول مأسسة عملية تقييم السياسات العمومية، باعتبارها المدخل الحقيقي لتقويم الأداء لدى أصحاب القرار، في الاتجاه الذي يحقق للإنسان حاجاته و يستجيب لخدماته الملحة.
وأجمع المشاركون في الملتقى الأول حول: “الحق في إنتاج و تملك التكنولوجيا”، أن أي تقدم للدول و المجتمعات، رهين بالعلم و التكنولوجيا و الإنتاج، و أن العلاقة وطيدة بين الابتكار و الاختراع و التجديد و حقوق الإنسان، على اعتبار الحق في الإبداع و الابتكار و النشر ترجمة لباقي مجالات الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية، بما هي حق للفرد و للمجتمع في جميع بقاع العالم.
وقد سجل هذا اللقاء، الذي نظمته الفدرالية الوطنية للمخترعين و المجددين المغاربة، و المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، مساء الثلاثاء24نونبر2015، بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، مداخلات قيمة، جاءت لتصب في عمق النقاش المطروح حول الحق في إنتاج و تملك التكنولوجيا، حيث تم التأكيد على أهمية استثمار الإنسان، كثروة لامادية محورية، في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية، و من ثم وجب تشجيع و حماية المبدعين، بالنظر إلى أن الاختراع، هو أقصى درجات البحث العلمي.
و في السياق ذاته، ذكر المنظمون لهذا الملتقى بالحافز والدعوة إلى تنظيمه، و المتمثل في الاختراع المغربي، الحائز على التصنيف الدولي، و الذي بفضله يحتل المغرب المرتبة السادسة بين الدول العظمى، تصنيف و تقييم للإنتاج العالمي الممتد من 1921الى2012 ،أنجزته أحدى أكبر مؤسسات التصنيف الدولي الموثوق بها لدى المنظمة العالمية للملكية الفكرية بجنيف.
و يتمثل الاختراع المغربي في كيمياء و هندسة جيل جديد من الأنسجة و الورق الذكي و الذي يمكن استعماله في ميدان التكنولوجيا الدقيقة و الحيوية، و كذا في التطبيق ألاستعمالي المتعدد، لمخترعه السيد مصطفى والشمس. و هو اختراع يرتبط بميدان الكيمياء الفيزيائية، في موضوع النسيج و الورق الذكي، و يعتمد هذا الاختراع على تقنية الامتصاص الضوئي.
و قد خلصت النقاشات إلى الاهتمام المتزايد في الآونة الأخيرة، من طرف الدولة بمجالات الإبداع و الابتكار و الاختراع و البحث العلمي، مع تسجيل تخلف بعض القطاعات المعنية، في مسايرة الركب، في هذا المجال. و دعت إلى تمكين المواطن البسيط من الحرية و حق المجتمع في الاستفادة من ثمار التقدم العلمي و التكنولوجي، لتحقيق الشبع و الرفاهية و الازدهار للأفراد و الجماعات.
و على عكس التصور الذي يرى، أن البحث العلمي المحض لا يتحقق الأ في المختبر، أثبتت التجربة أن المنظومة التربوية يجب أن تسير في اتجاه احتضان الكفاءات و الطاقات المبدعة و الخلاقة، منذ مراحل التنشئة الأولى، و أن الحاجة اليوم تستدعي تفعيل دور الدولة و الجمعيات المهتمة بالطفولة، و توجيهها في هذا المجال، و اهتمام رجال الأعمال، و توافر التكافل الاجتماعي، كلها عوامل من شأنها أن تترجم الرغبة القوية للنهوض و التنمية، و أن ذلك هو السبيل الأمثل، لتعزيز السيادة الوطنية، و تقوية الحرية الفردية.
يذكر أن اللقاء عرف مشاركة بوبكر لركو رئيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، مصطفى وشمس رئيس الفيدرالية الوطنية للمخترعين و المجددين المغاربة، أحمد حموش رئيس المركز الوطني للبحث العلمي، محمد الرامي ممثل الجامعة الدولية لأكادير، و محمد خليل رئيس جمعية التعاون و الصداقة المغربية الصينية، هذا الأخير الذي قدم نموذج تجربة جنوب شرق آسيا، خاصة التجربة الصينية في مجال البحث العلمي و الابتكار و الاختراع التكنولوجي باعتبارها تجربة رائدة بمستقبل كبير.