الثلاثاء 20 رجب 1435 الموافق ل 20 ماي 2014
العدد 8781
يصارع حزب جبهة القوى الديمقراطية من أجل تقوية وتعزيز موقعه في المشهد السياسي، بعد مرور أزيد من سنة على وفاة كاتبه الوطني السابق، ومؤسسه التهامي الخياري، وحصوله في الانتخابات الأخيرة على مقعد واحد في مجلس النواب، وقال المصطفى بنعلي، الأمين العام بالنيابة للجبهة، أن الحزب يعمل في صمت، من أجل ترجمة نفوذه الاجتماعي إلى عمل تنظيمي ملموس، من خلال تنظم لقاءات في كل الأقاليم، بناء على توصيات المؤتمر الوطني الرابع وأضاف بنعلي، في تصريح ل المغربية، أن الجبهة تعتبر الحزب الوحيد الذي نظم العملية الانتقالية بسلاسة، بعد فقدان كاتبها الوطني السابق، مشيرا إلى أن النظام الأساسي للحزب ينص على أنه، في حالة وفاة أو استقالة الأمين العام، يتولى نائبه تسيير المهام إلى حين انعقاد المؤتمر العادي، مؤكدا أن الحزب يشتغل في إطار الاستمراريةـ التي ينظمها القانون، من أجل بناء وتنفيذ توصيات المجالس الوطنية والمؤتمر الوطني الأخير.
واعتبر بنعلي أن وضعية الجبهة لا تتحكم فيها فقط وفاة الراحل التهامي الخياري، بل يتحكم فيها، أيضا، السياق السياسي، ونتائج الانتخابات الأخيرة، التي قال إنها لم تعط للحزب مكانته داخل المجتمع، إذ كان للجبهة فريقان برلمانيان، فإذا بها تحصل على مقعد واحد في انتخابات 2011، وهو أمر كان له انعكاس على وضعية الحزب.
وشدد الأمين العام بالنيابة على أن الجبهة تحرص حاليا على أن تكون حاضرة، من خلال الأنشطة، التي تنظمها في الأقاليم والجهات أسبوعيا، مشيدا بتوحد الجبهويين في مواجهة الوضعية التي مر بها الحزب، من خلال الرفع من إيقاع العمل، ما جعله مستقرا في المرحلة الحالية، ويشتغل وفق الظروف والضوابط المتوفرة.
وأوضح بنعلي أن الحزب يجد نفسه اليوم في وضع مريح، في خضم السياق السياسي الذي تشهده البلاد، باعتبار أن لديه رصيدا نضاليا مهما، ويعمل بالوسائل الممكنة ليرسخ هذا الرصيد من الناحية التنظيمية، ويترجمه من الناحية السياسية والانتخابية.
وأعلن المسؤول الحزبي أن الجبهة تؤمن بأن العمل السياسي، رسالة من أشرف الرسالات، لذلك ناضلت من أجل العمل السياسي الجاد، مشيرا إلى هذه الرسالة لا يمكن أن تكون إلا من خلال المبدأ كخيار أخلاقي، وسبيل إلى تحقيق الأهداف التي تسعى إليها، إلى جانب التضحية التي تعتبر أنجع السبل لبلوغ الاهداف.
وعن تراجع اداء الحزب بشكل كبير بعد وفاة الخياري، رد الأمين العام بالنيابة قائلا هذا حكم قيمة، ومن أراد أن يحكم على الجبهة، يجب أن يحكم عليها من خلال العمل التي تؤديه، سواء على المستوى السياسي، فخلال مرحلة التدني الملحوظ للخطاب السياسي خلال هذه الفترة، حافظت الجبهة على إنتاج أفكار جادة، وفق نظرة واضحة للمشروع الذي ناضلت من أجله.
وشدد بنعلي على أن الجبهة تتبنى خطابا سياسيا جادا، وتؤدي رسالتها في تأطير المواطنين، وتشتغل في جميع الأقاليم، من أجل إعادة بناء الحزب وفق الضوابط التي نص عليها المؤتمر الوطني الرابع، وسيستمر وفق الضوابط الموجودة في النظامين الداخلي والاساسي.
وذكر بنعلي أن الحزب أجرى عددا من الاتصالات مع كل الأحزاب، لاطلاعها على كيفية اشتغال الجبهة من الناحية التنظيمية، وتصورها للتحالفات في المشهد السياسي الحالي، إضافة إلى شرح تصورها، الذي تركه الراحل الخياري أمانة في عنق كل الجبهويين، والمتمثل في أن جبهة القوى الديمقراطية ستستمر من أجل بناء مشروع مجتمعي آمنت به وضحت من أجله وأعلن أن الحزب كان سباقا إلى عدد من المبادرات من أجل إعادة بناء اليسار، وأن الوضع السياسي الحالي يتطلب جبهة عريضة للسياسيين والنقابيين، وكل الحداثيين والديمقراطيين، لمواجهة المد المحافظ الذي شهدته البلاد خلال مرحلة معينة، وللحفاظ على المكتسبات وصيانتها من الناحية الديمقراطية، إضافة إلى تفعيل الدستور.
وشدد على أن “النضال من أجل تفعيل الدستور يعد أهم محور للعمل السياسي الديمقراطي في هذه المرحلة، على اعتبار أن التأويل الديمقراطي للدستور، مدخل لبناء المغرب، الذي نتعاون فيه جميعا، وتلعب فيه قوى الحداثة والتقدم دورا أساسيا، لتحقيق أهذاف التنمية والعدالة الإجتماعية والكرامة لكل المواطنين”.