Benali-2.jpg

العدد : 1086   12 – 18 مارس 2015
الرباط – دلتا العطاونة

قال المصطفى بنعلي، الأمين العام بالنيابة لجبهة القوى الديمقراطية، إن الحكومة الحالية التي يقودها عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، تفتقر إلى وضوح الرؤية في ظرفية وطنية صعبة، يعاني فيها الاقتصاد الوطني من مخلفات الأزمة العالمية، ومن التحولات المتسارعة في المحيط الجيوستراتيجي، خاصة أنها حطمت كل الأرقام في ما يخص الاقتراض، كما أن هذه الحكومة تواجه المطالب الاجتماعية بالتفاف وعدم وضوح.
وفي سياق آخر، في هذا الحوار مع “الخبر”، اعتبر بنعلي أن الانتخابات المقبلة فرصة لإيقاف هدر الزمن الدستوري الجديد ومناسبة للتعبئة الوطنية لاسترجاع الثقة في الشأن العام، مؤكدا على ضرورة فتح نقاش وطني يواكب بمجهود للإعلام العمومي وتساهم فيه كل القوى وتطرح فيه كل القضايا من قبيل إعداد الهيأة الناخبة، ونظام اللائحة ووحدة المدينة ويوم التصويت والعتبة والتمثيلية السياسية لأفراد الجالية.

< صادقت الدورة الرابعة للمجلس الوطني لحزبكم المنعقدة مؤخرا بالرباط على تقرير سياسيي جاءت فيه مطالبة حزبكم للسلطات المغربية بوقف المفاوضات مع البوليساريو، ألا تعتقدون معي أن هذا الموقف مخالف للإجماع الوطني وقد لا يخدم قضية الوحدة الوطنية، إذ إن وقف المفاوضات مع البوليساريو يعني العودة إلى إطلاق النار والحرب؟
أعتقد أن موقفنا يحتاج إلى توضيح، فنحن نتتبع عن كثب حال إخواننا المحتجزين بمخيمات تيندوف، ولاحظنا أن هناك محاولات وصلت إلى حد حمل السلاح من أجل منازعة القيادة السياسية التاريخية للبوليساريو في تمثيليتها للسكان المحتجزين بهذه المخيمات.
وهذا المأزق في نظرنا طبيعي لأن كل الأنظمة التي بنيت على فكرة الحزب الوحيد أصبحت تعيش نفس الحال. ومطلبنا موجه إلى الأمم المتحدة من أجل مراعاة النهج الذي سلكه المغرب من أجل الحديث مع كل الأطراف المعنية بشأن مستقبل الصحراء.
والمغرب متشبث بأسس الشرعية الدولية وسيبقى كذلك. ولا حاجة للتذكير بأن بلادنا قدمت في كل حين مقترحات من أجل الدفع بمسار التسوية السلمية للنزاع المفتعل حول أقاليمنا الجنوبية. ولا ننسى كذلك أن قرارات مجلس الأمن انتقلت من دعوة طرفي النزاع إلى الحوار إلى دعوتهما للحوار بحضور دولتي الجوار.
وتعلمين أن المغرب نهج منذ البداية أسلوب الحوار مع القيادة السياسية للبوليساريو ومع السكان الذين يعيشون في الأقاليم الجنوبية، وهذا الطرح تعزز حين قدم المغرب مقترح الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية كحل سياسي متفاوض بشأنه من أجل حل هذا النزاع.
لذلك فدعوتنا هي أن يتم القطع مع أسلوب المفاوضات مع القيادة السياسية للبوليساريو لوحدها، خصوصا مع تنامي أشكال التعبير عن منازعتها في تمثيلها للسكان. ومهما يكن فهذه القيادة تعود في كل مرة للتهديد بالرجوع إلى حمل السلاح، من أجل فرض منطق الجمود، لأنه بكل بساطة مصلحتها موجودة في استدامة هذا النزاع. فهي متشبثة بطرح الاستفتاء، حتى وهي تدرك جيدا استحالة تنظيمه.

< لماذا في نظركم يستحيل تنظيم الاستفتاء؟
تدرك القيادة السياسية للبوليساريو ومن ورائها الجزائر أن الأمم المتحدة ترعى المفاوضات بين أطراف النزاع من منطلق حقوق الإنسان كما هو متعارف عليها دوليا. كما تدرك أن الأمم المتحدة لا تقبل إلا باستفتاء في ﺳﻴاﻕ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎﺕ ﺗﺘﻤﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻣﻴﺜﺎﻕ ﺍﻷﻣﻢ المتحدة ﻭﻣﻘﺎﺻﺪﻩ. وعليه فهل نتصور أن تشرف الأمم المتحدة على استفتاء منظم على أساس قبلي عرقي وعنصري.
هل ترضى مثلا الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الوازنة بالمنتظم الأممي، وهي دولة بنيت على أساس الهجرة، أن يحرم مواطنون ولدوا بها منذ 37 سنة من حقهم في التصويت على قضايا تهم مستقبلهم.
إن القيادة السياسية للبوليساريو تعي تمام الوعي لماذا تعرقل إحصاء المواطنين المحتجزين من طرف المفوضية العليا للاجئين، كما أنها تعرف أن الاستفتاء لا يمكن أن ينظم إلا على أساس المواطنة. والأهم من ذلك أنها استخلصت العبر من نتائج ﺇﺟـﺮﺍﺀ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺍﺕ بين ﺃﻓـﺮﺍﺩ الأسر المشتت شملهم، مما جعلها تناور من أجل عرقلة اتخاذ أي تدابير أخرى لبناء الثقة.

< هاجمتم أكثر من مرة وفي مناسبات عديدة حكومة بنكيران واتهمتموها بالإجهاز على القدرة الشرائية باتخاذها قرارات وصفت بالعشوائية.. لماذا؟
الحكومة الحالية تفتقر إلى وضوح الرؤية، في ظرفية وطنية صعبة، يعاني فيها الاقتصاد الوطني من مخلفات الأزمة العالمية، ومن التحولات المتسارعة في المحيط الجيوستراتيجي. وعوض أن تبحث هذه الحكومة عن صيغ تدبير حيوي لمخلفات انكماش الاقتصاد الوطني وعجز الميزانية، عملت على الزيادة في عدد من الضرائب وتحرير سعر المحروقات، مما أدى إلى انفجار في الأسعار.
ومعلوم أن انكماش الاقتصاد يؤدي إلى ارتفاع البطالة، التي تجاوزت حاجز 10% هذه السنة، كما  أن غياب حوار اجتماعي جاد من طرف الحكومة أصبح يجثم على الطبقة العاملة ويهدد ظروف عملها، وهو ما أدى بالنتيجة إلى تناقص مدخول الأسر في وقت ترتفع فيه الأسعار والضرائب.
والخطير في الأمر أن الحكومة تواجه المطالب الاجتماعية بالتفاف وعدم وضوح، فمثلا اتخذت قرارا برفع المعاشات إلى 1000 درهم في حين أقرنت ذلك بشروط جعلت أكثر من 28 ألف أسرة لازالت تعيش بمعاشات أقل من 500 درهم.
كما أن الحكومة اتخذت قرارا بإعفاء بعض الأسر من رسم السمعي البصري في حدود 10 دراهم في حين أنها اتخذت قرارا برفع سعر الكهرباء قد يصل إلى 50 درهما بالنسبة للأسر التي تستهلك من 100 إلى 200 كيلو..

< ما هي مبادرات حزب جبهة القوى الديمقراطية في سبيل الوقوف إلى جانب المغاربة جراء القرارات المتسرعة للحكومة، خصوصا في ما يتعلق بإصلاح صندوق المقاصة والتقاعد؟
نعتبر في جبهة القوى الديمقراطية أن هناك مواضيع ذات أبعاد مجتمعية تحتاج إلى حوار وطني ومجتمعي جاد ومسؤول. لذلك خلقنا لجانا موضوعاتية لدراستها والعمل من خلالها مع المواطنين، من قبيل ما نحن بصدده في مجالات التقاعد والمقاصة وأراضي الجموع وملف الباعة المتجولين وقطاع النقل…
إن مهمتنا هي الترافع والبحث عن الحلول فجبهة القوى قوة اقتراحية وشريك للعمل الجاد موثوق فيه. نحن نعمل في عدد من الأقاليم على تأطير المواطنين المعنيين بهذه القضايا والتنسيق مع القوى الحية للنضال القاعدي اليومي من أجل إنصاف الشرائح الاجتماعية المتضررة.

< أعلن عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة التي يقودها حزبه العدالة والتنمية من داخل قبة البرلمان، عن مواعيد إجراء الاستحقاقات الانتخابية القادمة في أوقات متفرقة من السنة القادمة 2015، كيف ترون هذا القرار وهل وقع بينكم تشاور كأحزاب بهذا الخصوص؟
نعم لقد تم اجتماع برئاسة الحكومة بحضور وزيري الداخلية تم فيه الإعلان عن هذه الأجندة وعن عدد آخر من التدابير المرتبطة بالانتخابات المقبلة. مع الأسف فإن الحكومة تتعامل مع موضوع الانتخابات خارج السياق الدستوري الجديد.. لقد كنا نتمنى في جبهة القوى الديمقراطية أن تكون هذه الأجندة وهذه التدابير نتيجة للمشاورات مع الأحزاب السياسية.
والحقيقة أن كل الفرقاء يتعاملون مع الدستور والسياق الوطني الذي تم إقراره فيه كلحظة عابرة، فالعلقيات لم تلج بعد العهد الدستوري الجديد، والتعامل الحكومي مع الانتخابات المقبلة لا ينم عن الوعي بأهميتها البالغة والحاسمة في جعلها شأنا مجتمعيا يهم كل المغاربة.
نحن نعتبر أن الانتخابات المقبلة فرصة لإيقاف هدر الزمن الدستوري الجديد ومناسبة للتعبئة الوطنية لاسترجاع الثقة في الشأن العام. لذلك نحن ندعو إلى نقاش وطني يواكب بمجهود للإعلام العمومي وتساهم فيه كل القوى وتطرح فيه كل القضايا من قبيل إعداد الهيأة الناخبة، ونظام اللائحة ووحدة المدينة ويوم التصويت والعتبة والتمثيلية السياسية لأفراد الجالية وغيرها من القضايا المرتبطة بشفافية ونزاهة هذه الانتخابات ورفع نسبة المشاركة فيها.

< ماهو موقفكم من لجوء الحكومة الحالية إلى مزيد من الاقتراض وما الذي يعنيه هذا الوضع الاقتصادي؟
تتعامل الحكومة مع المديونية بنوع من التهور، فهي ترهن بذلك استقلالية القرارالاقتصادي السيادي، وتخلق أجيالا من المديونين. فخدمة الدين العمومي تزيد عن 56 مليار درهم سنويا، ولاداعي للتوضيح بأنها تتم بالعملة الصعبة، نظرا للعودة المفرطة للاستدانة من الخارج.
لقد حطمت هذه الحكومة كل الأرقام في ما يخص الاقتراض، والغريب في الأمر أن هناك جزءا كبيرا منه يوجه نحو الاستهلاك. والخلاصة وبدون الدخول في تفاصيل الأرقام التي أصبح يعرفها الجميع أن الحكومة تجر البلاد إلى الإفلاس، لا قدرالله.. نحن لا نريد لبلادنا أن تكون «اليونان الجديد»، لذلك ننبه وندق ناقوس الخطر من أجل أن لا تستسلم الحكومة للحلول السهلة في مواجهة مشاكل الخزينة.
< لنتحدث قليلا عن الشأن الداخلي لحزبكم.. لقد كان حضور جبهة القوى الديمقراطية قويا في عهد الراحل الخياري، لكن يتضح أنه بعد ذلك تراجع حضور حزبكم بالساحة السياسية، ما السبب في ذلك؟
حضور الجبهة في الساحة السياسية لازال كما كان، فجبهة القوى الديمقراطية تشتغل في الموقع الذي توجد فيه، سواء في الأغلبية أو المعارضة بنفس النهج السياسي وبروح المسؤولية. والنتيجة التي حصلت عليها جبهة القوى الديمقراطية في الانتخابات التشريعية لسنة 2011 هي ترجمة واضحة لأزمة التمثيلية في بلادنا، فالأحزاب التي لها رأي ليس لها تثميلية والأحزاب التي لها تثميلية ينقصها الرأي.
وهذه الوضعية مرتبطة بقوانين جائرة لتنظيم الدعم الموجه للأحزاب واستفادتها من الإعلام العمومي. ورغم كل ذلك فالجبهة في خط تصاعدي منذ المؤتمر الوطني الرابع رغم فقداننا الأخ التهامي الخياري في شهور بعد ذلك.

< بعد وفاة مؤسس الحزب التهامي الخياري، أصبح الحزب يسير بقيادة جماعية وعلى رأسها أنتم المصطفى بنعلي، الأمين العام بالنيابة، لكن بعض قياديي الحزب أصبحوا يشتكون من الإقصاء ويتهمونكم بالانفراد بالتسيير؟
القيادة الجماعية في منظورنا أسلوب في العمل وليست أسلوبا في التنظيم، فالمؤتمر الوطني الرابع أقر نظاما أساسيا واضحا في ما يخص تحديد المسؤوليات. وأنا أتحمل المسؤولية الأولى بقوة القانون، لكني أعمل إلى جانب أخواتي وإخواني بمنطق المسؤولية والأخلاق السياسية للمناضل في جبهة القوى الديمقراطية.
في الأسبوع الماضي عقدنا دورة المجلس الوطني، وهو أعلى هيئة تقريرية بعد المؤتمر الوطني، وتم التصويت على التقرير السياسي والتنظيمي الذي قدمته بالإجماع، ولا معارض أو ممتنع واحد كان في هذه الدورة، فبالله عليك أين يتم التعبير عن موقف الإقصاء؟ ثم متى بدأ قياديو الأحزاب السياسية المغربية يشتكون من الإقصاء؟

< كيف تنظرون إلى مسألة التحالفات وهل ستبقى جبهة القوى الديمقراطية تشتغل في معزل عن تكتلات الأحزاب السياسية؟
مسألة التحالفات في منظورنا مسألة بالغة الأهمية فنحن لا نؤمن بالتحالفات الظرفية المصلحية، وإذ‮ ‬نجدد التزامنا بتوجهاتنا المبدئية‮ ‬الداعية‮ ‬إلى خلق قطب‮ ‬يساري‮ ‬كبير‮ ‬يجدد ارتباطه بأوسع فئات الشعب،‬ ويستعيد مقاليد المبادرة السياسية في‮ ‬تأطير الجماهير وكفاحاتها الشعبية المشروعة، نؤكد في‮ ‬الوقت ذاته،‮ ‬أن طبيعة المرحلة،‮ ‬ تستوجب على اليسار التوجه نحو بناء تجمع واسع للقوى الديمقراطية الحداثية السياسية والمجتمعية.
نحن نعتبر أن تجمعا من هذا النوع هو القادر على الدفاع عن المكاسب الوطنية الديمقراطية والحداثية،‮ ‬وترسيخها ومواجهة نزوعات النكوص،‮ ‬وتمهيد الطريق لبناء مجتمع تؤطره الديمقراطية والحداثة،‮  ‬وتضمن فيه الحريات الشخصية والجماعية،‮ ‬وتتحقق فيه المساواة بين الرجل والمرأة،‮ ‬وتصان فيه حقوق الإنسان كما هو متعارف عليها دوليا في‮ ‬كل أبعادها‮.‬


DSC_0566-1024x680-1.jpg

حوار مع مصطفى بنعلي القيادي بحزب جبهة القوى الديمقرطية

أجرت جريدة الرباط نيوز حوارا مطولا مع الأخ المصطفى بنعلي في عددها من 01 إلى 15 ابريل 2014، ونظرا لأهميته نعيد نشره كاملا:

*نسير في الطريق الصحيح والفقيد الخياري ترك وراءه حزب مؤسسات يشتغل وفق النظام الأساسي.

* جبهة القوى ستواصل نضالها ولنا مشروع و برنامج مكثف نناضل من أجلهما ولا نفكر في الاندماج مع حزب آخر.

* الخطاب السياسي في عهد بنكيران تدنى إلى مستويات غير معهودة وما يقع يهدد المستقبل السياسي بالبلاد .

* اقترحنا في جبهة القوى الديمقراطية إقرار التصويت الإجباري لمواجهة أزمة العزوف وتحسين نوعية التمثيلية السياسية.

 الرباط نيوز بنعلي

كشف مصطفى بنعلي القيادي الذي يتحمل مسؤولية الأمانة العامة لحزب جبهة القوى الديمقراطية بعد رحيل المرحوم التهامي الخياري في حوار مع جريدة الرباط نيوز عن كون الحزب يعيش مرحلة صحية سليمة ويشتغل في ظروف عادية مشيرا إلى أن الفقيد التهامي الخياري ترك وراءه حزب مؤسسات يشتغل وفق القوانين الجاري بها العمل، حزب له هياكله ومشروع مجتمعي واضح، وهو يشتغل وفق مخطط مدروس من أجل استثمار رصيد الجبهة السياسي والنضالي.

وقال بنعلي أن جبهة القوى الديمقراطية تعتبر أن إقرار الدستور يشكل قفزة نوعية في البلاد والمؤسسات السياسية كما يعتبر أن الحكومة قصرت كثيرا في تنزيل هذا الدستور لأنها من الناحية الدستورية المسؤولة على إدارة المسطرة التشريعية. لذلك مباشرة بعد وفاة الفقيد التهامي الخياري كان لابد من التشاور مع  الأحزاب السياسية..

الرباط نيوز جالست بنعلي وحاورته في لقاء مفتوح كشف فيه مجموعة من الأمور والنقط اغلبها لها صلة بحزب جهة القوى الديمقراطية …تابعوا تفاصيل الجلسة :

جالسه : حفيظ بنكميل – وليد الميموني-   عبدالرحيم جمال – طارق عاطفي

 

*في البداية كيف هي الأجواء داخل حزب جبهة القوى الديمقراطية ؟

تشتغل جبهة القوى الديمقراطية في ظروف عادية، طبعا من النقط الأساسية والمهمة التي تحسب للفقيد التهامي الخياري هو أنه ترك وراءه حزب مؤسسات يشتغل وفق النظام الأساسي، حزب له هياكله ومشروع مجتمعي واضح، وهو يشتغل وفق مخطط مدروس لاستثمار رصيد الجبهة السياسي والنضالي..

 فإذا كان سؤالكم يعني هل هناك مرحلة انتقالية، أقول لكم لا، فجبهة القوى الديمقراطية، من الأحزاب القليلة التي تنظم مثل هذه الوضعيات في نظامها الأساسي. بحيث أن نظامها الأساسي ينص على أنه في حالة استقالة أو وفاة الأمين العام فإن النائب الأول هو من يتولى الأمور إلى حدود انعقاد المؤتمرالعادي.

 لهذا فنحن نشتغل في ظروف عادية والحصيلة التنظيمية والسياسية لعملنا التي انطلقت مع المرحوم التهامي منذ المؤتمر الوطني الرابع الأخير إلى الآن تبين أن الحزب يسير في الطريق الصحيح..

*قبل رحيل الخياري ظهرت بالحزب بعض الأصوات المعارضة لكن حاليا الأمور تسير بشكل أحسن داخل الجبهة ما سر ذلك؟

 السبب هو أن المؤتمر الوطني الرابع كان مرحلة فاصلة وحاسمة في مسيرة الجبهة. فكل الأمور تم ترتيبها في المؤتمر الوطني الأخير، ومسألة الخلف حسمت قبل أن يرحل القيادي الخياري من خلال ما تم التنصيص عليه في النظام الأساسي الذي تم على أساسه انتخاب هياكل الحزب الوطنية، أكثر من ذلك ما يجب الحديث عنه أن كل القلاقل التي وقعت كانت من خارج جبهة القوى الديمقراطية أما داخل الحزب فالأمور كانت تسير بشكل عادي حتى في وجود المرحوم وما تداولته بعض المنابر يجانب الصواب تماما.

*نحن نعرف أن حزب الجبهة هو أول الأحزاب التي نادت بعهد جديد ودستور جديد فلماذا لم يتم ذكر اسم الجبهة بعد إنجاز دستور2011؟

مصالح البلاد فوق كل اعتبار ومسألة الدستور مسألة تتجاوز كل الحسابات الضيقة وهي ليست مجالا للمزايدة.. لأن جبهة القوى الديمقراطية وهذا مسجل في المؤتمر الوطني الثاني بمراكش نادت بدستور جديد لعهد جديد، دستور يمكن أن يؤسس لمرحلة جديدة في البناء السياسي والمؤسساتي. وكان التصور الذي قدمته جبهة القوى الديمقراطية واضح بمعنى أن الدستور الذي تم تبنيه في إطار التوافق الوطني الكبير، جاء في سياق إقليمي معروف، ربما لم ينصف التطور الذاتي والتلقائي للمسار الدستوري الوطني. جبهة القوى الديمقراطية عبرت عن تصورها الدستوري الجديد منذ مؤتمر مراكش سنة2005 ، وعملت من أجل التعبئة الوطنية لإقرار الدستور الجديد ولذلك لا تنتظر اعترافا أو شيئا من هذا القبيل.

*على ذكر الدستور الجديد ما قولكم حول عدم تنزيل فصوله ؟

نحن في جبهة القوى الديمقراطية نعتبر أن إقرار الدستور يشكل قفزة نوعية في مسار البلاد ومسار مؤسساتها السياسية، ونعتبر أن الحكومة قصرت كثيرا في تنزيل هذا الدستور لأنها من الناحية الدستورية هي المسؤولة على إدارة المسطرة التشريعية. لذلك مباشرة بعد وفاة الفقيد التهامي الخياري قمنا بجولة لجميع الأحزاب السياسية والتقينا بحزب الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال والأصالة والمعاصرة وحزب الطليعة والتقدم والاشتراكية وحزب اليسار الأخضر والحركة الشعبية والاتحاد الدستوري وعدد آخر من الأحزاب والنقابات والمؤسسات الدستورية..

كنت دائما أركز على نقطتين اثنتين أولا أن  أوضح للقيادات السياسية كيف تشتغل جبهة القوى الديمقراطية بعد رحيل الفقيد التهامي الخياري والنقطة الثانية كنا نعتبر بأن النضال من أجل تفعيل الدستور هو المدخل ومحور النضال السياسي الديمقراطي في هذه المرحلة لأن المضامين التي تم إقرارها في إطار التوافق الوطني تستدعي تشكيل جبهة ديمقراطية حداثية تنخرط فيها الأحزاب السياسية والنقابات وكل الفاعلين والقوى الحية في المجتمع من أجل ضمان التأويل الديمقراطي لمضامين الدستور..فإقرارهذا الدستور سنة 2011 تم في إطار التوافق الوطني وتم بعدما خرجت القوى الحية للمجتمع للشارع للتعبير عن مطالب مشروعة لكن ما تلى هذا الإقرار من انتخابات ونتائجها وتشكيل حكومة تعتبر الأكثر رجعية في تاريخ المغرب هو ما بدأ يهدد تأويل الروح الديمقراطية لهذا الدستور وخصوصا وأنه وبعد عامين لم يكن أي مجهود في هذا الاتجاه لذلك بادرنا للاتصال بالأحزاب السياسية من أجل تشكيل جبهة ديمقراطية حداثية تنخرط فيها الأحزاب السياسية وكذلك النقابات وكل الفاعلين والآن نحن مرتاحين حيث نسمع عن تحرك هذه الجبهة وندعو لقيامها من أجل الدفاع وتأويل الدستور تأويل ديمقراطي.

DSC_0566

*مباشرة بعد رحيل التهامي الخياري كثر الحديث عن قرب  اندماجكم مع أحد الأحزاب.. ما صحة ذلك؟

 أولا هذا الخبر قرأته في جريدة وطنية واحدة وهو خبر تم تكذيبه من طرف نفس الجريدة التي نشرته على اعتبار أنه حينما يتعلق الأمر بتحالفات ما بين أحزاب سياسة قائمة الذات ولها قيادات ومقرات فإن الضرورة تتطلب على الأقل أن الصحفي مطالب بالاتصال للتأكد من الخبر. لا ندخل في التفاصيل لأن الخبر لا يسيء لجبهة القوى الديمقراطية ولا إلى الحزب الأخر بل إلى العمل الصحفي الذي من الواجب أن يتم وفق ضوابط مهنية ..،طبعا التحالفات داخل جبهة القوى الديمقراطية مبنية على أساس مقررات  المؤتمرات والمجالس الوطنية ولا يمكن تصور أي تحالف للجبهة خارج هذا الإطار بل الأكثر من ذلك يعني إحياء الذكرى الأولى والتأكيد على أن الجبهة حزب مستقل قائم بذاته وله مشروع يناضل من أجله وتكريم للمروحوم وللمشروع الخاص بالجبهة ومواصلة هذا المشروع والنضال من أجله ونطمئنكم أن الجبهة ستبقى تناضل ولا يمكنها أن تندمج مع حزب آخر.

*إذن هذا يدل أن هناك رفض للاندماج مع حزب أخر؟

طبعا جبهة القوى الديمقراطية ومنذ سنوات بادرت إلى جمع 9 أحزاب سياسية من اليسار وكان للجبهة وسيبقى دائما تصورها لبناء اليسار بل أكثر من ذلك فإن الجبهة تنادي ببناء الحزب الاشتراكي الكبير ولكن وفق التصور الذي وضعته الجبهة وفي غياب لأي تصور ممكن أن يحسب حسابات خارج الإطار، أكثر من هذا وذلك فإن اتصالنا مع الأحزاب السياسية كانت فيه رسالة سياسية وهو أن موت التهامي الخياري يحملنا مسؤولية كبيرة في الحفاظ على لحمة النضال وتعزيز النضال من داخل المشروع الذي تحمله الجبهة ومن داخل هياكلها.

*نعرف أن حزبكم عانى كثيرا من الترحال السياسي فهل دستور2011 يخدم جبهة القوى الديمقراطية…؟

 جبهة القوى لم تكن الحزب الوحيد الذي عانى من الترحال السياسي بل كان الحزب الوحيد الذي ربما ناضل من أجل صد ظاهرة الترحال السياسي ولذلك فإن التنصيص على منع هذه الظاهرة في الدستور الجديد يتوج المجهود الذي قامت به الجبهة والمجهود الذي قمنا به لم يكن موجها ضد أحد، فهدفنا هو محاربة الظاهرة في حد ذاتها…

*طيب في هذا الإطار حضور الجبهة كان قويا في عهد تولي الراحل الخياري مسؤولية وزارة الصحة لكن يتضح أنه بعد ذلك تراجع حضور حزبكم بالساحة؟

 بالنسبة لي حضور الجبهة بالعكس كان دائما نفس الحضور فالمبادرات التي قمنا بها ونحن في المعارضة ربما كانت أهم وأعمق من مبادراتنا داخل الحكومة سواء على مستوى النضال السياسي من أجل المطالب المشروعة للمجتمع المغربي أو سواء في الدفاع عن قضية الوحدة الترابية من خلال سلسلة من المبادرات التي قمنا بها نحو عدة جهات أو فيما يخص النضال من أجل تخليق العمل السياسي النبيل بالبلاد أو فيما يرتبط بتأطير المواطنين.. أعتقد بأن المبادرات التي قام بها حزب جبهة القوى الديمقراطية كانت دائما في نفس المستوى بل تعززت بالتجربة والتراكم الذي حققه الحزب ..،ربما هذا الحضور لم ننجح في ترجمته إلى قوة انتخابية تمكن من ضمان تألق الحزب وفوزه وحضوره، فما نعانيه هو أن حضور الجبهة اليومي موجود لكن ترجمته على مستوى الواقع يصطدم بواقع التمثيلية والمشكل الموجود بالمغرب ليس مشكل الجبهة، بل أن الأحزاب السياسية مع الأسف هناك أناس لهم تمثيلية وليس لهم رأي وهناك أناس لهم رأي وليست لهم تمثيلية وهذه المعادلة هي التي تخلق العمل السياسي في المغرب وليس العكس.

*ولكن بماذا تفسرون تميز أحزاب جديدة وضمانها لمقاعد مقابل أحزاب قديمة؟

أنا قلت بأن المشكل الخاص بالتمثيلية في المغرب هو أن هناك ناس لديهم تمثيلية وليس لهم رأي وهناك ناس عندهم رأي وليس لهم تمثيلية..فالحمد لله أن جبهة القوى الديمقراطية لديها رأي سياسي في قضايا البلاد وهذا هو الأهم أما الباقي سيأتي مع الوقت.

*على ذكر الأحزاب والحكومة..ما قراءتكم للخطاب السياسي الرائج حاليا في المغرب؟

 الخطاب السياسي بالمغرب تدنى إلى مستويات غير معهودة في تاريخ البلاد وأنا أحمل كامل المسؤولية للسيد رئيس الحكومة لأنه لم يتمكن من وضع فرق بين وضعه كرئيس حزب وكرئيس مؤسسة دستورية لذلك باشر خطابا من الشعبوية بما كان وخلق جو مشحون ما بين المؤسسة التنفيذية والمؤسسة البرلمانية التي من المفروض أن يكون بينها حوار ديمقراطي من أجل معالجة المشاكل والقضايا المهمة الخاصة بالمغرب فالخطاب السياسي في عهد بنكيران تدنى إلى مستويات غير معهودة وبذلك فالمشكل المطروح الآن يهدد المستقبل السياسي وليس العمل الحزبي بل العمل المؤسساتي في البلاد لأن المغاربة كانت لديهم ثقة ضعيفة في العمل السياسي والمؤسسات ولكن هذا الضعف تعمق  لأن عدة مشاكل تعمقت في عهد هذه الحكومة وعدد من المطالب التي تم تقديم وعود بخصوصها لم يتم الوفاء بها وبالتالي فأنا أخاف أن تتأزم الممارسة السياسية مستقبلا وهذا الخطاب السياسي المتدني  سيهدد المشاركة الشعبية في الاستحقاقات القادمة وهذا من أخطر المشاكل التي ستواجه البلاد  لان المشاركة السياسية بالمغرب والاهتمام بالشأن العام هو الضمانة الأساسية التي جعلت المغرب يتجند لكل ما عرفته الدول الأخرى. فالمغرب عالج مشاكله باستثنائية متفردة ونخاف أن ينتج عن هذا النقاش المتدني تأثير على ثقة المواطن المغربي.

*طيب يعني أن هذا يدل على أن التأثير سيكون سلبيا؟

أنا قلت أن المغاربة أصبحوا لا يصوتون والمشكلة أن لا يذهبوا للتصويت في الاستحقاقات القادمة لأنهم لم تعد لهم ثقة في العمل الحكومي ولا في العمل البرلماني ولا في النخب السياسية الحزبية بالبلاد، لذلك نحن نعتبر بأن هذا أمر خطير مواجهته يجب التفكير في حل لها، ونحن داخل جبهة القوى الديمقراطية اقترحنا مخرج لهذه الظاهرة هو إقرار التصويت الإجباري بالبلاد والذي بإمكانه أن يساهم حتى في نوعية التمثيلية لأن من يذهب حاليا للتصويت هم من يذهبون للتصويت بالمال أو بالمحسوبية والنخبة التي يمكن أن يكون لها اختيار واعي لن يذهبوا للتصويت إذا ما استمرت الأمور على هذا النحو وبالتالي نعتقد أن التصويت الإجباري هو مدخل من المداخل الأساسية لمعالجة هذا الاختلال لأن التصويت الإجباري ممكن أن يجعل الطبقة المتوسطة التي لها وعي قادرة على الحسم في مصير الانتخابات.. والمشرع الآن يعتبر التصويت وكذا التسجيل في اللوائح الانتخابية حق وواجب وطني ولهذا فلابد من تفعيل الجانب المتعلق بالواجب الوطني فأعتقد أنه قد حان الوقت للتفكير بجدية من أجل إعطاء دفعة للممارسة السياسية وإنقاذ البلاد من المنزلق الذي من الممكن أن تؤدي إليه مقاطعة الانتخابات.

*طيب ما دوركم كحزب في التنسيق مع الفرقاء من أجل حماية المشهد السياسي؟

بالعكس فقد قلت من قبل بأنه قمنا بالاتصال بجميع الأحزاب ونطمح في أن الأحزاب التي لها حس حداثي ديمقراطي أنها توحد جهودها من أجل إعطاء دفعة لتفعيل الدستور، كنا نتمنى أن نقوم بلجن مشتركة مع الأحزاب ذات المنحى الحداثي والديمقراطي و تشكيل لجن من أجل اقتراح تفعيل المقترحات المرتبطة بالقوانين التنظيمية المرتبطة بالدستور الجديد وكذلك من أجل التفكير في مصير الممارسة السياسية والاستحقاقات المقبلة من خلال إقرار تصور يمكن أن يدعم المسار الديمقراطي لأنه حقيقة الدستور تم إقراره في إطار التوافق الوطني الكبير وكان يقتضي أن تطبيق هذا الحوار المشاركة ومقاربة تشاركية  وحوار مع كل الفاعلين في الحياة السياسية. ونتيجة هذا الحوار لا يمكن أن تكون ايجابية إلا إذا ما ساهمت فيها بفعالية القوى الحداثية والديمقراطية بالبلاد..

*في نفس السياق ما تعليقكم حول القرارات المتسرعة للحكومة خصوصا فيما يتعلق بالمقاصة؟

نحن اعتبرنا وعبرنا عن ذلك في حينه بأن هناك قضايا ترتبط بمصير المجتمع لا يمكن معالجتها بمنطق حكومي صرف فلابد من فتح نقاش وطني عميق حولها من قبيل موضوع المقاصة وموضوع التقاعد، هناك ملفات كبرى معالجتها تتجاوز اختصاصات الحكومة و لابد من فتح حوار مجتمعي بخصوصها لذلك كنا نعتبر بأن تقديم اقتراحات فجائية وغير مدروسة تقود إلى زعزعة الاستقرار الاجتماعي الذي هو الضمانة الأساسية للتقدم الديمقراطي والاقتصادي في البلاد.. لذلك كنا نعتبر مثلا اقتراح الدعم المباشر الذي كانت له خلفيات سياسية لا يخدم إيجاد حل للمقاصة ولا يخدم التصور الاجتماعي والاقتصادي في ظل أزمة عالمية لها تأثير على الاقتصاد الوطني…فهناك ملفات لابد من مقاربتها من خلال حوار وطني يتم خلاله إشراك كل الفرقاء والاعتماد على الحوار بدل أسلوب (اسمع لناس وطبق عليهم …شاورها ولادير بريها) على اعتبار أن الأمر يتعلق بقضايا مصيرية ومن الممكن أن لا قدر الله أن تتسبب في مشاكل كبرى داخل المجتمع المغربي.

*لكن من المسؤول عن اختيار الحوار الاجتماعي؟

المسؤول عن اختيار الحوار الاجتماعي هو الحكومة، تصور، الآن، أن ثلاث مركزيات نقابية دعت إلى مظاهرة وطنية وقد أرسلت مذكرة إلى رئيس الحكومة  الذي أجابها بمذكرة.

نحن على أيام معدودة من فاتح ماي، عيد الشغل، وقد كان دائما هناك حوار اجتماعي لكن وقع العكس مع الحكومة الحالية التي جمدت كل الاتفاقات والالتزامات اتجاه الطبقة الشغيلة والعاملة، أكثر من ذلك باشرت عدد من الإجراءات التي تمس بالقدرة الشرائية للمغاربة وهذا يلخص التوجه غير الديمقراطي لهذه الحكومة وعجزها عن معالجة المشاكل الاجتماعية وهذا سبب ارتمائها في أحضان توجيهات المؤسسات المانحة والمقرضة التي تتوفر على توجه معروف.

*إذا ماهي آفاقكم؟

نأمل في استثمار الرصيد النضالي والسياسي للجبهة لإعادة الحزب إلى الواجهة التي من الواجب أن يحتلها لضمان التمثيلية في كل المؤسسات وبالتالي إظهار الوجه الحقيقي للحزب..فالجبهة الآن تسير نحو استرجاع وزنها الحقيقي داخل المجتمع فما تضرر هو تمثيلية الحزب، الآن لدينا برنامج تنظيمي وإشعاعي يعمل من أجل تجاوز كل الإختلالات لكي تكون للجبهة مكانتها التي تستحقها داخل المجتمع.

*وماذا عن التمثيلية النسوية داخل حزبكم؟

جبهة القوى الديمقراطية كانت من الأحزاب التي نادت منذ تأسيسها بدعم تمثيلية النساء وذلك ناتج عن قناعة كون  المجتمع لا يمكن أن يتقدم إذ كان نصفه معطل وإذا لم تكن المرأة فاعلة لهذا فقد انطلقنا من الرصيد الذي حققته المرأة وحاولنا ترجمته إلى تمثيلية داخل الحزب ثم نادينا بتطبيقه بمؤسسات البلاد وكان هذا طبيعي ومن أجل ذلك عملنا مع الفرقاء والقطاعات النسائية الأخرى من أجل فرض هذه التمثيلية والآن للحزب تصور واضح من أجل دعم كل قضايا المرأة ومؤخرا نظم الحزب بفاس لقاء تواصلي مع القطاع النسائي مما يعني أن هناك محاور للعمل وهناك تحرك بكل الجهات.

*ما قراءتكم للجهوية الموسعة؟

عقدنا الملتقى التحضيري الأول من أجل إعادة هيكلة قطاع المنتخبين بالحزب وخصصنا أكبر قسط لدراسة مقترح اللجنة الاستشارية للجهوية الموسعة ووقفنا على عدد من الاختلالات التي يعرفها هذا المقترح على اعتبار أن الجهوية هي مدخل لتطوير أداء الدولة على مستوى الإدارة ودعم مسار التنمية والديمقراطية بالبلاد وكذا تهيئ الظروف من أجل تطبيق الحكم الذاتي كمقترح من أجل فك النزاع المفتعل حول الأقاليم الجنوبية وقد قدمنا عدة اقتراحات بشأن هذا الموضوع.

*يلاحظ غياب تواصل لحزبكم ببعض المدن وعدم تنظيمكم لقوافل وزيارات.. هل في ذلك سر؟

بالعكس لقد كنت أمس في فاس وخلال هذا الشهر سنزور المضيق وتاونات وقلعة السراغنة وهناك برنامج مكثف بل على العكس نحن كنا الأسبق للتواصل ونحن نعمل بكل المناطق المغربية وكما ذكرت خلال هذا الشهر شهر أبريل سنقوم بعدة زيارات.

*لكن ما سر غيابكم عن جهة الغرب الشراردة بني احسن؟

لا أبدا نحن متواجدين بجهة الغرب وبالعكس نتوفر على برنامج ولدينا عضو الأمانة العامة الأخ مصطفى مشيش العلمي وهو من أكبر المدافعين عن الجهة والفاعلين بجهة الغرب الشراردة بني احسن وهو صاحب عدة مؤلفات عن الجهة ويتوفر على برنامج تنموي يخص المنطقة وهو برنامج متكامل تتقاسمه معه جبهة القوى الديمقراطية.. طبعا لدينا برنامج إعادة الهيكلة الخاصة بالحزب بالجهة إنطلاقا من مدينة القنيطرة وفي الأيام المقبلة سيظهر هذا البرنامج.

**كلمة أخيرة

أشكر الرباط نيوز على هذه الاستضافة وأتمنى لكم كل التوفيق في مشواركم المهني.


Photo-amana3-3-1024x768.jpg


http://presswb.com/politique/%D8%AC%D8%A8%D9%87%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B3%D8%B7%D8%B1-%D8%A8%D8%B1%D9%86%D8%A7%D9%85%D8%AC-%D8%B9%D9%85.html

جبهة القوى الديمقراطية تسطر برنامج عملها للفترة المقبلة وتدعو مناضلاتها ومناضليها إلى تكثيف الجهود لربح رهان الاستحقاقات الانتخابية المقبلة
الجمعة 6 مارس 2015
سياسة
OLYMPUS DIGITAL CAMERA
عبد الرحيم لحبيب الملحق الإعلامي
بلاغ الأمانة العامة لجبهة القوى الديمقراطية على موقع بريس ويب
جبهة القوى الديمقراطية تسطر برنامج عملها للفترة المقبلة وتدعو مناضلاتها ومناضليها إلى تكثيف الجهود لربح رهان الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
– دعوة إلى المشاركة المكثفة في مسيرة 08 مارس 2015.

 OLYMPUS DIGITAL CAMERA
عقدت الأمانة العامة لجبهة القوى الديمقراطية اجتماعا لها يوم الثلاثاء 03 مارس 2015، برئاسة الأمين العام بالنيابة المصطفى بنعلي.
وفي بداية الاجتماع انكبت الأمانة العامة على مناقشة وتسطير برنامج العمل المرحلي للفترة المقبلة وجدولة المهام التنظيمية المطلوب إنجازها على ضوء التوجيهات التي أقرها المجلس الوطني في دوراته الخمس الماضية، وذلك بعد انتهاء الشطر الأول من برنامج العمل والذي توج بإحياء الذكرى الثانية لوفاة الفقيد التهامي ألخياري، تغمده الله بواسع رحمته. و وقفت الأمانة العامة عند الإشارات الدالة والعميقة للندوة الفكرية التي نظمها الحزب بهذه المناسبة في موضوع: “الوحدة الترابية ومقومات الحسم النهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية”.
وسجلت الأمانة العامة النجاح الكبير الذي حققته هذه الندوة ليس فحسب من حيث المحاور التي تطرقت لها بل أيضا من حيث الحضور الوازن للقيادات الوطنية الحزبية والنقابية والفعاليات الحقوقية والثقافية والحضور المكثف لمناضلات ومناضلي الجبهة من مختلف جهات البلاد.
وقد شددت الأمانة العامة على ضرورة انخراط مناضلات ومناضلي الجبهة في إنجاز المهام التنظيمية للمرحلة القادمة في أفق ربح رهان مختلف الاستحقاقات الانتخابية التي نحن مقبلون عليها.
ولن يتأنى ذلك إلا من خلال مواصلة عملية تجديد هياكل الحزب ترابيا وتوسيع دائرة تواجده عبر كل التراب الوطني.
واعتبارا لما تكتسيه بعض القطاعات من أهمية، لكونها مرتبطة بفئات عريضة ومؤثرة في المجتمع، فإن الأمانة العامة تؤكد على ضرورة العمل من أجل تأطير هذه القطاعات وعلى رأسها فئة الفلاحين.
ولتمكين الحزب من ملامسة دقيقة لبعض القضايا الأساسية التي تحظى باهتمام أوسع فئات الشعب المغربي، فقد تقرر أن يتم تدعيم عمل اللجان الموضوعاتية التي أحدثت سابقا وتسريع وتيرة عملها، ومن ضمنها لجنة المقاصة، لجنة السن الثالث واللجنة المكلفة بدراسة موضوع الأراضي السلالية.
ووقفت الأمانة العامة في الأخير، عند الترتيبات التي يقوم بها القطاع النسائي للجبهة للمساهمة في المسيرة المقررة يوم 08 مارس 2015، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة. وقد أكدت الأمانة العامة بهذه المناسبة على ضرورة تمكين المرأة من جميع حقوقها في كل مناحي الحياة، وخاصة الاقتصادية منها، مع إيلاء أهمية خاصة للمرأة في العالم القروي.
حرر بالرباط في 03 مارس 2015


11039572_1626643034221998_1762181892_n2.png

يستضيف هذا الركن من فضاء جريدة المنعطف أطرا و فعاليات، تتنوع أوجه اهتماماتها الفكرية، وتتعدد مجالات اختصاصاتها، في حوار شفاف وهادف، يلامس جملة من القضايا والمواضيع الملحة على الساحة الوطنية سياسية، اقتصادية، اجتماعية وتربوية، لخلق جسور تواصل مباشر مع القارئ والمتتبع. و سنركز على محاور محددة، تستأثر باهتمام عامة أبناء هذا الوطن العزيز.
ضيف اليوم، الجمعوي والحقوقي، الباحث في أراضي الجموع ،عضو اللجنة الموضوعاتية المهتمة بدراسة ملف أراضي الجموع، نرحب بالأخ محمد فاريح،
ســـــــــؤال:
تطالعنا وسائل الإعلام بين الفينة والأخرىبأخبار عن أحداث دامية، واضطرابات أمنية خطيرة تتصارع فيها قبائل، أو فخدات داخل القبيلة الواحدة، يكون أصل المشكل نزاع حول الأحقية في الانتفاع من أراضي الجموع والأراضي السلالية.كيف تقربون القارئ من طبيعة هذا الملف؟
جـــــــــواب:
يشكل ملف أراضي الجموع قنبلة موقوتة، قابلة للانفجار في أية لحظة، فلا يمر أسبوع في المغرب دون أن نسجل شكلا احتجاجيا مرتبطا بهذا الملف، وهو ملف يطرح مسألتي الهوية والإنتماء. انه معضلة عانت وتعاني منها مجتمعات عديدة، لانطوائه على عقلية تقليدية تنزع نحو تهديد الكيانات، والتمييز بين مواطني البلد الواحد.
و بالنسبة للمغرب نلاحظ أن وسائل الإعلام تطالعنا كل أسبوع، بأحداث دامية، بين أفراد جماعات وقبائل، تتناحر حول أحقية هذا الطرف أو ذاك، في تملك أو انتفاع، أو استغلال للأراضي السلالية وأراضي الجموع، فتتعالى مظاهر الاحتجاجات والتنديد، جراء سوء تدبير هذا الملف. انه ملف أصبح يستدعي التدقيق والتحليل.
و إذ في الوقت الذي فتح المغرب أوراشا كبرى لتحديث مؤسساته، ودمقرطة حياته العامة، وتطوير نموذجه التنموي، نسجل هذا التراجع، في تدبير ملف أراضي الجموع، باعتماد أسلوب تقليدي، يعيد إحياء ما هو قبلي، ينبني على نزوع عرقي، يحكمه منطق العرف. و على هذا الأساس، لا بد من انخراط الجميع، دولة ومنتخبين، وباحثين مهتمين، وذوي الحقوق أنفسهم، في إيجاد الحلول الملائمة، لهذا الإشكال البنيوي المتشعب، ولنجعله المنطلق نحو تنمية حقيقية للبلاد.
ســـــــــؤال:
عقدت اللجنة الموضوعاتية المهتمة بدراسة ملف أراضي الجموع،مؤخرا اجتماعا تدارست فيه سبل معالجة القضايا والإشكالات التي يطرحها، هل لك أن تلخص أهم مستجد جاء في هذا اللقاء؟
جـــــــــواب:
يأتي انعقاد لقاء اللجنة الموضوعاتية المهتمة بدراسة ملف أراضي الجموع اليوم، للتحضير ليوم دراسي، نحرص من خلاله، على إشراك كل الأطراف المعنية و المتدخلة في هذا الملف، لوضع الآليات، وطرح التصورات الكفيلة بمعالجة الإشكالات التي يطرحها، وبتناول يستحضر كل أبعاده القانونية، الاقتصادية والاجتماعية و الثقافية والحقوقية. وقد انكبت اللجنة على اقتراح وتهيئ أرضية للعمل المستقبلي.
وجبهة القوى كانت دائما منخرطة، في تعاملها مع مثل هذه الملفات، وتوليها كامل الاهتمام والعناية، انطلاقا من دورها الفاعل في الحقل السياسي الوطني، ومن تمثلها العميق للمبادئ الأساسية في خدمة الوطن والمواطن، وانشغالها الدائم بمصالح البلاد العليا، في استمرار الإستقرار الضامن الأساس للتنمية والتطور.
فالمغرب اليوم مدعو لإدماج كل شرائحه الاجتماعية، وتعزيز تماسك نسيجه المجتمعي، لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية المطروحة على البلاد، وكذا العمل على مواكبة المستجدات، على المستويات القانونية والحقوقية،التي يعيشها المغرب خاصة مع دستور 2011 الذي أقر المساواة ، وتكافؤ الفرص، بين كافة أبناء الوطن بصفتهم مواطنين لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات اتجاه بلادهم.
ســـــــــؤال:
الجمعوي الحقوقي والباحث محمد فاريح، وبحكم اهتمامك بالموضوع، ما هو أصل الإشكال في الملف؟ وما التحدي الذي يطرحه في المستقبل؟
جـــــــــواب:
أصل الإشكال في ملف أراضي الجموع، أنه ذو بعد قبلي، عرقي تمييزي، تتحكم فيه أبعاد العرف، علما بأن الأعراف والتقاليد، تتعدد وتختلف، داخل مكونات القبيلة الواحدة، ثم بين القبائل والمناطق، وعلى امتداد جهات البلاد.منطق العرف زكته القوى الاستعمارية، خدمة لمصالحها، وكرست الميز والتفرقة بين المغاربة(نموذج الظهير البربري)وللأسف فالدولة، وبعد رحيل قوى الاستعمار، تعاملت مع الملف بمقاربة أمنية، وجعلت من الوعاء العقاري الخاص بأراضي الجموع سبيل للإغتناء غير المشروع من دون سياسة عقارية محددة و واضحة. الأمر الذي أصبح يستدعي إعمال مقاربة ذات أبعاد حقوقية واقتصادية واجتماعية و ثقافية. ينضاف إلى ذلك أن مسألة المشاريع المعتمدة في مجال التنمية وإعداد التراب، لم تستطع إحداث تغير اجتماعي، وفي كافة المجالات وبالخصوص البعد الثقافي، مما يعيق تحقيق تنمية شاملة وعميقة وحقيقية، يتم فيه الانتقال إلى وضع اجتماعي ثقافي أفضل، وذلك ببلوغ التغيير مستوى الذهنيات والعقليات. ولا يفوتني أن أشير هنا،إلىما تطرحه الظرفية الراهنة من ضرورة تغيير العقلية التي يدبر بها هذا الملف، خاصة في العالم القروي، وعلى رأسها مؤسستي الوصاية ونائب أراضي الجموع وظهير 1919 في جانب التشريع.
أجرى الحوار وأعده:
عبد الرحيم بنشريف



حزب جبهة القوى الديمقراطية


حزب جبهة القوى الديمقراطية يرحب بكم ويوجه لكم الدعوة للانضمام إليه ، حيث تجتمع الخبرة والحماس، وحيث يمكن لكم أن تكونوا جزءًا من تاريخ نضال لبناء الحزب الكبير




الإشتراك


اشترك في النشرة لتلقي جميع الأخبار من حزب جبهة القوى الديمقراطية