17d4820a-ad47-4428-822d-25090c2e6997.jpg

عبد الرحيم لحبيب

نبه الأخ المصطفى بنعلي الأمين العام لجبهة القوى الديمقراطية الى خطورة خطاب التيئيس الرامي إلى إضعاف المشاركة في الانتخابات المقبلة. وقال في لقاء إذاعي أن الحديث عن فقدان الثقة، خصوصا في أوساط الشباب، يؤطره توجه ممنهج  يهدف الى تبخيس وزرع الشك في العمل السياسي و في جديته لاعتبارات انتخابوية صرفة تحاول الحفاظ على الأغلبية الحالية.

و أوضح الأخ بنعلي خلال استضافته، ببرنامج نخب صاعدة، على أمواج الإذاعة الوطنية، على أن التوجه الذي يتحدث على أزمة الثقة لدى المغاربة، يسقط عمليا في خدمة الأجندة السياسية التي تهدف إلى تحييد دور الشباب التواق إلى التغيير. مؤكدا على حضور ووعي الشباب المغربي وتطلعه الى العدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد، بدليل قيادته لكل المعارك والحركات الاحتجاجية التي تدافع على المطالب والقضايا العادلة للشعب المغربي.

و أضاف الأخ بنعلي أن الممارسة أظهرت على امتداد خمس سنوات تراجع جميع مكتسبات الشعب المغربي سياسيا اقتصاديا اجتماعيا وثقافيا وحقوقيا، لذلك كان طبيعيا أن يتشكل هذا الخطاب ألتيئيسي، الذي يستهدف الفئات التي تحمل الأمل في المستقبل، كما كان طبيعيا، يضيف الأمين العام، استهداف قتل الأمل لدى الشباب للالتفاف على تقديم الحساب أمام المغاربة.   

كما ابرز أن الثقة والتغيير يتأتيان من الاطمئنان على المستقبل، وأن العمل السياسي الجاد في هذه المرحلة، يتمثل في إعادة الثقة للمغاربة، من خلال تقديم برامج عملية وواقعية قابلة للتطبيق، ومن خلال توفير آليات الاشتغال الديمقراطي، مشيرا إلى واجب الأحزاب السياسية وقنوات الوساطة والتمثيل الموجودة في المجتمع لتأهيل نفسها لتكون في مستوى المهام الدستورية الموكولة إليها.

وأشار  الأخ بنعلي أن الخطاب المقصود الذي يهمش الأحزاب والنقابات والجمعيات، ويحاول الخلط بين أدوارها، هو خطاب لخلق نوع من الضبابية، بهدف الاستفراد بعموم الشباب المغربي. كما نبه الى أن الحكومة والأغلبية التي أفرزتها أول انتخابات في ظل دستور2011، حاولت الاستحواذ على شعارات رفعها الشارع المغربي، بما هي امتداد لنضال وتضحيات الأحزاب الوطنية الديمقراطية وكل القوى الحية في المجتمع المغربي.

 و ذكر الأخ المصطفى بنعلي بأن جبهة القوى الديمقراطية تعتبر استحقاق سابع أكتوبر محطة هامة ترهن مستقبل المغرب، وهي محطة لإعطاء انطلاقة جديدة غير متعثرة نحو تطبيق الدستور وتأويله تأويلا ديمقراطيا، معتبرا بأن مدخل التغيير يكمن في المشاركة الواسعة، لأن الديمقراطية تعني أولا وقبل كل شيء المشاركة الواسعة في الانتخابات، ومشيرا إلى أن جبهة القوى الديمقراطية اختارت حلفاءها في هذه المعركة انطلاقا من اصطفافها إلى جانب أنصار الحداثة والديمقراطية.


balagh.jpg

عقدت الأمانة العامة لجبهة القوى الديمقراطية اجتماعا لها، يوم الثلاثاء 26 يوليوز 2016، برئاسة الأمين العام للحزب الأخ المصطفى بنعلي.

في البداية وقفت الأمانة العامة لجبهة القوى الديمقراطية عند مجريات ونتائج القمة السابعة والعشرين لجامعة الدول العربية، والتي تعتبر، في تقدير الأمانة العامة لجبهة القوى الديمقراطية، الأضعف في تاريخ القمم العربية.

حيث سجلت الأمانة العامة الحضور الباهت لقادة الدول العربية، وانخفاض مستويات وفود وتمثيليات الدول المشاركة، و اختصار القمة في يوم واحد بعد أن كانت مبرمجة على مدار يومين، وصدور توصيات عامة غير قادرة على إرساء خارطة طريق من أجل التصدي لكل التهديدات والمخاطر التي تواجه الأمن القومي العربي، والعمل على خلق بيئة خالية من التطرف، وإرساء قيم التضامن والتكافل بين الدول العربية، وحل خلافاتها.

غير أن الأمانة العامة لجبهة القوى الديمقراطية وهي تجدد إشادتها بالمستوى الرفيع للعلاقات الأخوية بين الشعبين المغربي والموريتاني، وتجدد التزامها بالعمل الأخوي المشترك مع كل الأحزاب والقوى الموريتانية وفقا لما أرسته معها على مدار سنوات، تدين كل المناورات التي حاولت تصريف مواقف عدائية ضد المغرب عبر هذه القمة، وتعتبر أن الاصطفاف المغرض إلى جانب أعداء الوحدة الترابية للمملكة، عمل استفزازي غير مقبول، و أن تغذية نعرات الانفصال هي أحد المشاكل الكبرى التي تقف في وجه الوحدة والتعاون العربيين.

بعد ذلك انتقلت الأمانة العامة لدراسة حيثيات تمرير عدد من القوانين في ظروف تشريعية غير مسؤولة، حيث تم التصويت على نصوص من الأهمية بمكان من طرف عدد محدود من البرلمانيين. وهي النصوص التي كان يفترض أن تتم إقامة حوار مجتمعي بشأنها، إعمالا للمقاربة التشاركية المنصوص عليها في الدستور، واستحضارا لأثرها الكبير على المجتمع.

وتسجل الأمانة العامة لجبهة القوى الديمقراطية إقرار مجلس النواب لمشروعي القانونين التنظيميين اللذين يقضيان بتتميم وتغيير القانونين التنظيميين المتعلقين بمجلس النواب و الأحزاب السياسية، وذلك في إطار الاستعداد لانتخاب أعضاء مجلس النواب، المقرر إجراؤه يوم 7 أكتوبر المقبل، وترحب الأمانة العامة بالمضامين الجديدة في هذين النصين، وتدعو جميع الفرقاء إلى تدارك فيما تبقى من المسطرة التشريعية باقي المطالب التي تقدمت بها جبهة القوى الديمقراطية، وفي مقدمتها ضمان التمثيلية السياسية لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج.

وتطالب الأمانة العامة في نفس اتجاه تقوية ضمانات تكافؤ الفرص بين الأحزاب السياسية، وفقا لما تم العمل به بشأن إعادة النظر في طريقة توزيع الدعم العمومي المخصص لمساهمة الدولة في تمويل الحملات الانتخابية، بالعمل على ضمان الولوج المنصف للأحزاب السياسية لوسائل الاتصال السمعي البصري العمومية، باعتباره أحد الركائز الأساسية للممارسة الديمقراطية. كما تطالب إلى جانب ذلك بمراجعة صيغ هذا الولوج عبر فتح نقاشات سياسية بين الأحزاب السياسية، عوض الوصلات والخطابات التقليدية، بما يساهم في تحبيب السياسة للمواطنين، وفي تأطير النقاشات العمومية، وتقويم انحرافات بعض الفاعليين السياسيين في تسخير الوسائل المادية واللوجستية المتوفرة لتحريف هذه النقاشات، وتوجيهها نحو قضايا هامشية، لا تخدم مصالح الشعب المغربي، وطموحه نحو بناء الديمقراطية، وتجلياتها المرتبطة باقتران المحاسبة بالمسؤولية.

 بعد ذلك تدارست الأمانة العامة نتائج ومقررات أشغال الدورة الثامنة للمجلس الوطني لجبهة القوى الديمقراطية، التي انعقدت يوم الأحد 17 يوليوز 2016، بالرباط، تحت شعار” التزام متجدد من أجل بناء النموذج المغربي التنموي الديمقراطي المستدام”، حيث عبرت الأمانة العامة عن ارتياحها لنتائج هذه الدورة وللأجواء التي مرت فيها، وصادقت على برنامج تفعيل هذه المقررات، خصوصا فيما يرتبط بربح رهانات الاستحقاقات المقبلة.

وحرر بالرباط بتاريخ 26 يوليوز 2016.


IMG_5430-1024x683.jpg

عبد الرحيم لحبيب
أكد الأخ المصطفى بنعلي أن جبهة القوى الديمقراطية تهيئ الاستحقاق التشريعي  لسابع أكتوبر القادم بعزم وأمل للإسهام كحزب وطني تقدمي ديمقراطي حداثي في إنجاح مشروع النموذج المغربي التنموي الديمقراطي المستدام، طبقا لرؤية سياسية بعيدة المدى تنأى عن الانفعال ألمناسباتي و الانتخابي.
وأضاف الأمين العام الأخ بنعلي، بمناسبة عرضه للتقرير السياسي العام، باسم الأمانة العامة للجبهة، في دورة مجلسها الوطني الثامنة، المنعقدة يوم الأحد17يوليوز 2016 تحت شعار” التزام متجدد من أجل بناء النموذج المغربي التنموي الديمقراطي المستدام”،  أن الجبهة تهيئ للاستحقاق الانتخابي، بمنطق الإسهام الفاعل، في بناء روابط الثقة وبما يشكله الحدث من محطة أساس ،وكرهان كبير للبلاد بالنظر للسياقات الوطنية الإقليمية والدولية ،التي تستوجب  خروج المغرب من هذه الانتخابات معززا بالرقي في تجربته الديمقراطية الذي فتح آفاقها دستور 2011 وتجاوز تجربة الولاية الحكومية الحالية التي عطلت المسلسل الديمقراطي وجعلته يراوح مكانه بل وساهم الأداء الحكومي في التراجع حتى عن مكتسبات ما قبل هذا الدستور.
????????????????????????????????????
كما أشار الأخ بنعلي أن مساهمة الجبهة في المحطة الانتخابية القادمة يمر عبر تحفيز المناخ الديمقراطي السليم المشجع على الحوار بين الفرقاء وعلى التنافس الحر والنزيه لتحقيق انتخابات شفافة تعزز التجربة الديمقراطية وتؤهل مسارها عبر احداث القطيعة مع التمثيلية العددية والانتقال بالمغرب إلى التمثيلية السياسية، لتوطيد البناء المؤسساتي المحفز على تجديد النخب، والانخراط الواعي للمواطن في الحياة العامة.
كل ذلك يضيف الأخ بنعلي بما يساهم في تكريس قيم العمل والمواطنة وأسس الحكامة الجيدة والعدالة الاجتماعية والتضامن ألمجالي بين مختلف شرائح المجتمع وأجياله، مؤكدا أن التقدم الديمقراطي الذي تنشده الجبهة من خلال محطة الانتخابات هو ملاءمة مجريات الحياة السياسية الوطنية مع مضامين الدستور التقدمي نصا وروحا، ووضع الممارسة السياسية بصفة نهائية على سكة الممارسة الديمقراطية.
و انتقد الأخ بنعلي، الممارسة الحكومية على امتداد خمس سنوات و طيلة  عمر ولايتها التشريعية، كاملة غير منقوصة، تلكأت خلالها و ناورت للمماطلة في تنزيل مضامين الدستور، ، و تعطيل مؤسسات الدولة و المجتمع، على حد سواء، داعيا قوى الديمقراطية و الحداثة الى جعل مطلب تنزيل الدستور، ضمن أولوياتها اليومية، خصوصا في ظل التحولات الإقليمية و الدولية البالغة التعقيد المتسمة باستمرار الأزمات و تنامي الإرهاب، في مقابل تصاعد دور  و تأثير المجتمعات المدنية، على السياسات العمومية.
IMG_5419
و بخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة ، جدد الأخ بنعلي التأكيد على أنها تظل ضمن أولويات عمل الجبهة، و في إطار تصورها الدائم بما هي ترابط عضوي بين معركتي البناء الديمقراطي و ترسيخ السيادة الوطنية، مشيرا إلى طي المغرب لمرحلة المهادنة مع خصوم الوحدة الترابية للمملكة، و انتقاله إلى العمل الحازم في الدفاع عن المصالح الوطنية العليا، مذكرا بالمبادرات الملكية الرامية إلى حشد تحالفات إقليمية و دولية، و فرز حلفائه من خصومه، و من يحاول استغلال النزاع المفتعل لمآرب لا علاقة لها لا بالقانون الدولي و لا بإقرار السلم و الأمن
كما أفصح الأخ بنعلي بهذه المناسبة، و في هذا الصدد، عن  بالمبادرة الهامة و المتفردة، التي تعد لها شبيبة الجبهة، و المتمثلة في الإعداد لتنظيم ندوة تفتح النقاش مع شرائح واسعة من الشعب الجزائري حول النزاع المفتعل حول قضيتنا الوطنية، بما يبرز أن لا عداوة بين الشعبين الجزائري و المغربي، و أن المشكل في أصله نابع من معاداة النظام الجزائري، و معاكسته لمصالح المملكة .
عقدان من الزمن في حياة حزب سياسي و على قصرها، تحفل بكثير من العطاءات الفكرية و النضالية ، لحزب تقدمي ديمقراطي حداثي ممثل لإيديولوجيا و فكر سياسي تنويري مجدد شعاره الأساسي تصور جديد لمغرب جديد، شعار لازال ماثلا الى اليوم هدفا مركزيا و حاجة حيوية لفعل سياسي من جيل جديد.
و خلص الأخ بنعلي الى الحاجة في الظرفية الراهنة لتحقيق تطلعات المغاربة، في ثاني استحقاق برلماني في ظل دستور 2011، و عرض للملامح الكبرى البرنامج الانتخابي الذي تتقدم به جبهة القوى الديمقراطية للإجابة على مختلف القضايا و الانشغالات المجتمعية، و بالنظر الى حجم التحديات المطروحة على المغرب في سياق المحيط الوطني الإقليمي و الدولي.
 يذكر أن الدورة التي ترأس أشغالها الأخ عمر الحسني رئيس لجنة التحكيم، سجلت حضورا لافتا و متميزا لأعضاء المجلس الوطني عبر كافة ربوع المملكة، و بحضور أعضاء الأمانة العامة ، و أطر و فعاليات الحزب، و كانت مناسبة في بداية انطلاق أشغال هذه التظاهرة لتكريم القطاع النسائي، على جهوده النضالية، و عمله اليومي و المستمر، حيث تمت الإشادة و التنويه بحضور أصغر رئيستي جماعة في تاريخ المغرب الأختين اكرام بوعبيبد و رقية أمنصور.

و شهد اللقاء نقاش عميق و مستفيض، عبر عن المستوى الرفيع للوعي المتنور و المسؤولية التي يضطلع بها مناضلات و مناضلي الجبهة، و مدى انفتاح أفكارهم و آرائهم على واقع ما يعيشه المواطن المغربي من أوضاع بمختلف مناطق و جهات المملكة، و طبيعة التحديات المطروحة لتلبية انتظاراتهم، كما تدارس الحضور كافة الجحوانب المرتبطة بتجاوز اكراهات تحقيق مشاركة وازنة و فاعلة في الاستحقاق التشريعي القادم.

و في ختام هذا اللقاء صادق المجلس بالإجماع على مضامين التقرير السياسي للدورة، و عبر الجميع عن الاستعداد الدائم لمزيد من التعبئة و النضال من أجل رفع تحديات المرحلة القادمة.


DSC_0467-1024x680.jpg

عبد الرحيم لحبيب
تشكل أشغال المجلس الوطني، لجبهة القوى الديمقراطية، محطات حاسمة، يقف من خلالها الحزب، بكل مكوناته، على واقع و مستقبل الحياة السياسية و المجتمعية للبلاد، و ترتسم على ضوء أشغالها، بتقاريرها و ناقشاتها و ما يصدر عنها من قرارات و توصيات و بيانات، معالم مستقبل  برنامج  العمل السياسي و النضالي للجبهة، بما هي آليات لممارسة الديمقراطية الداخلية، تعزز و تجدد  مسار و استمرارية الحزب،  و تغذيه بالجرعات  الضرورية لاستجماع  أنفاسه، و تحريك ديناميته، ومواصلة  الخطى، من أجل تحقيق مشروعه المجتمعي المنشود.
و قد شكلت أشغال المجلس الوطني للجبهة، على الدوام، مصدرا لاتخاذ قرارات هامة ، و بلورة مواقف جد متقدمة، باعتبارها فضاءات خصبة، للمطارحة و النقاش الموضوعيين و الدراسة و التحليل الجديين، لكل الملفات و القضايا الكبرى و المصيرية، التي ترهن واقع و مستقبل المواطن المغربي، داخل مجتمعه، و في ارتباط بمحيطه الإقليمي و الدولي، و بما هي مجال لتقديم الأفكار و المقترحات، و عرض البدائل و الحلول الممكنة، لما يشغل بال الوطن، بكل  أبنائه وفئاته و شرائحه، على حد سواء.
كما تتميز أشغال المجلس الوطني، بكونها الإطار الأنسب، لتقييم أداء الحزب، و استحضار تراكماته الفكرية و النضالية، عبر تشريح مكامن الخصاص و القوة، في تخطيط برامجه، و تصريف أنشطته، و في القيام بما تستدعيه أولويات العمل، على جميع المستويات، بهدف تكثيف الجهود، و حشد التعبئة، في أوساط مناضلات و مناضلي الجبهة  لمواصلة النضال، من أجل البناء التشاركي لمجتمع الحداثة و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية.
 و تؤكد أشغال المجلس أهميتها، في تلمس مظاهر التشبث بمبادئ الحزب، و برصيده النضالي الثمين، و بشكل خاص ارتكاز تصوره الدائم، على المرافقة الحثيثة، بين السعي لإنجاز مهام مشروعه المجتمعي، تلبية لانتظارات المواطن لتحسين ظروف حياته، و تطلعاته الى الحرية و  الكرامة و المساواة ، و بين الدفاع عن ثوابت الأمة المغربية، و ضمن أولوياتها  قضية الوحدة الترابية للوطن.
كما أن أشغال المجلس الوطني، هي متنفس لتجديد المرجعيات الفكرية، و تحيين التصورات و الرؤى و المنطلقات، و رصد درجات تواجد الجبهة، في المشهد السياسي و الحزبي الوطني، و مدى النجاح، في تحقيق مشروع حزب اليسار الكبير، في إطار مساعيه للعمل التشاركي، مع قوى الديمقراطية و الحداثة، و هي أيضا، لحظة لقياس  مكانة الجبهة داخل المجتمع، و في أوساط مختلف شرائحه، ليكون تقرير كل مرحلة بعينها، التعبير الأمثل على نوعية الخطاب السياسي، الذي ينتجه الحزب، في تفاعل مع خصوصيات، سياق و مستجدات الساعة.
و تتسم طبيعة أشغال دورات المجلس، بالتكثيف الرمزي، و غنى و تنوع الحمولات التاريخية لأبعاد و دلالات  الشعارات و المواعد، التي يتم اختيارها، و انتقاؤها بعناية لانعقادها، و بخضوع بنية هذه التقارير لمنهجية، و بناء نسقي لعناصرها، تضع في الاعتبار، تحولات المناخ الدولي و الإقليمي، و تداعياتهما على الأوضاع السياسية، الاقتصادية و الاجتماعية بالمغرب، ثم تطرح، في المقام الأول، قضية الوحدة الترابية للمملكة، ضمن أولويات و ثوابت الأمة المغربية، تتدارس و تناقش أدق التفاصيل المستجدة في ملفها، و  تعبر عن مواقف و قرارات الجبهة بشأنها.
و تعمق هذه الأشغال نقاشاتها و تحاليلها، بعد ذلك، حول الوضع العام الذي تعيشه البلاد، سياسيا و على الصعيد الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي، و من منظور، يضع المصلحة الوطنية فوق أي نقاش سياسي، أو مزايدات، أو أية اعتبارات أخرى، في محاولة للإجابة و المساهمة، في اقتراح الحلول الممكنة، للمعضلات و التحديات المطروحة،  بموضوعية و تجرد، و وفق ما تمليه مبادئ و توجهات الجبهة، بما هي حزب  ديمقراطي حداثي. و بما يجعل من القرير وثيقة مرجعية للتاريخ و الفكر و النضال.    

 إن مجرد استحضار لأبعاد و دلالات الشعارات، التي انتظمت تحتها دورات المجلس الوطني للجبهة، بحمولاتها التاريخية و الرمزية، يوضح جليا مدى عمق و تكثيف المبادئ و المنطلقات الفكرية، التي تتأسس عليها رؤى التجديد والاستمرارية، شعارات تختزل و تؤرخ لواقع المرحلة التي أنتجتها سياسيا، اقتصاديا، و اجتماعيا، و بما يتجاوب و نبض المجتمع المغربي. 

*وهكذا كان شعار الدورة الثانية المنعقدة يوم10فبراير2013:

“استنهاض العمل السياسي للتعبئة من أجل تحصين الاقتصاد الوطني و تلبية المطالب الاجتماعية”.

حيث أبرزت أشغال الدورة، أن المواطن لم يلمس أي تغيير، في المشهدين السياسي و المجتمعي، في ظل غياب نقاش عمومي، حول تطبيق الدستور، و تأويله ديمقراطيا، و أن العديد من المؤسسات و الهيآت، لازالت تشتغل وفق الدستور القديم، الأمر الذي يحتم على الجبهة، الدعوة الى تنزيل مضامين الدستور الجديد، لاستنهاض العمل السياسي، مدخلا أساسيا لتعبئة المجتمع، من أجل تحصين الاقتصاد الوطني، و تلبية الحاجات و الأولويات الاجتماعية.

*و اتخذت الدورة الثالثة  للمجلس  المنعقدة في 3نونبر2013 شعارا لها:

” التزام متجدد لمواصلة البناء التشاركي لمجتمع الحداثة والديمقراطية”.

 تأكيدا على أن الاختيارات الحكومية كلها، تسير في اتجاه  تفويت الموعد مع التاريخ، في تحصين المكتسبات وتعزيزها بالإصلاحات الكبرى، وعدم الانتباه الى أولوية الحاجة الملحة، لإخضاع البلاد لمرحلة العهد الدستوري بعمقه و روحه و فلسفته، و من منطلق أن مشروع قانون مالية2014، يختزل وضعا اقتصاديا و اجتماعيا، ممعنا في الهجوم، على الطبقة المتوسطة و الفقيرة.

*فيما كان شعار الدورة الرابعة المنعقدة يوم 15يونيو2014:

” تفعيل الدستور مدخل للتحفيز على إنتاج الثروة و ضمان العدالة في توزيعها”.

و نبهت الجبهة في هذه الدورة، الى تدني الخطاب و الممارسة السياسية، مما يعزز موقف أعداء الديمقراطية، المتربصين بعمل الأحزاب السياسية و الجمعيات و عموم العمل المنظم، الجاد و المسؤول، داعية الى  تفعيل الدستور، و إعمال مبدأ المساواة، بين الجميع في الحقوق و الواجبات، و تكريس مبدأ تكافؤ الفرص، و رفض ثقافة الريع و مواليها، و حماية المال العالم، و التوزيع العادل للثروة، و نهج سياسة إدماجية، في مختلف المجالات.

*و في الدورة الخامسة قررت الجبهة انعقادها يوم11يناير2015 تحت شعار:

” وحدة عضوية بين قضايا الوحدة الوطنية و البناء الديمقراطي”.

و انعقاد الدورة في هذا التاريخ بالذات، هو طريقة تحتفل بها الجبهة، بذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، بما تختزله من تضحيات و نضال، للانعتاق من نير الحماية، استحضارا منها للبطولات و التضحيات الجسام، التي خاضها أبناء الوطن، بروح وطنية عالية، و عزيمة قوية و صادقة، بعدالة قضية تحرير الوطن، و حفاظا على الذاكرة الوطنية، و الإرث النضالي الوطني، و المضي قدما بثبات، من اجل استكمال الوحدة الترابية للمملكة، و بناء مغرب الحداثة و المواطنة، مع تجديد التأكيد على الترابط العضوي بين معركتي البناء الديمقراطي والدود عن السيادة الوطنية.

كما رصدت الدورة للتحولات الدولية والإقليمية ،البالغة الدقة، و ثقلها على الوضع العام بالبلاد، و ذكرت بالانتصار الكبير للمملكة، باحتضانها للدورة الثانية، للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان بمراكش، كاعتراف دولي بالإنجازات، التي حققها المغرب، في مجال حقوق الإنسان.

كما شددت الدورة على أن 2015سنة الحسم، ونهاية الخيانة والريع، في النزاع المفتعل حول أقاليمنا الجنوبية، خاصة وبلادنا على مشارف إجراء أول سلسلة انتخابات، في ظل دستور فاتح يوليوز، تستدعي من الجبهة التعامل معها بمنطق الإسهام الفاعل، في بناء روابط الثقة.

*الدورة السادسة للمجلس الوطني التي انعقدت يوم26يوليوز2015 كان شعارها:

“خدمة المواطنين من خدمة الوطن.

حيث انعقدت هذه الدورة، تزامنا مع تخليد الذكرى الثامنة عشرة لتأسيس الجبهة، و في خضم  خوض الاستحقاقات الانتخابية للجماعات الترابية، مما جعلها تخصص جزءا مهما، من أشغالها للوقوف، على استعدادات الحزب، لربح رهانات هذا التحدي الانتخابي، و للدلالة على أن برنامج الانتخابي للجبهة، لهذه المرحلة أنبنى على محاور تصب كلها، في اتجاه ترسيخ، أن ثقافة خدمة الوطن تمر بالضرورة عبر خدمة المواطن، و طرح بديل واقعي لتدبير عقلاني للشأن العام المحلي، يجسد عمق اللا مركزية و يكرس إدارة القرب، بناء على قواعد الديمقراطية المحلية، الرامية إلى الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين.

الدورة سجلت تطلع الجبهة، لأن تكون 2015 نقطة التحول، لتكون الجماعة مصدرا للتنميـــــــة، وقطعا مع سوء التسيير والتدبير الجماعي، و منطلقا ﻹعادة زرع الثقة لدى المغاربة، في المؤسسات، و أكدت  على أن اختيار شعار برنامجها الوطني “ف بلادنا كاين معا من”هو تكثيف واختيار عملي، تستشرف من خلالـــه اﻵفاق الواعدة للحزب، وتترجم صدقية، أن الجبهة حزب تنظيم لا حزب عدد؛ و أنها أكبر من أن تكون ممثلة، بما هي عليــــه، وبالنظر إلى  حضورها في المجتمع.

*أما الدورة السابعة التي انعقدت يوم17يناير2016 فاختير شعارا لها:

“توفير شروط ممارسة التعددية السياسية ضمانة لصلابة الوحدة الوطنية”.

 شكلت المذكرة المطلبية، التي وجهتها الجبهة الى الأحزاب المغربية، بشأن القوانين الانتخابية للتشريعيات المقبلة، مبادرة غير مسبوقة، و بديلا عمليا للفراغ، الذي يخيم على المشهد السياسي الوطني، بما تضمنته من محاور، من شأنها توفير شروط إنجاح الاستحقاق التشريعي القادم، فجاءت الدعوة إلى حوار وطني شامل، حول هذه الاستحقاقات، من اجل التوافق حول المنظومة الانتخابية، و درءا لسياسة الإقصاء و التهميش، و ضمانا لمشاركة كل الحساسيات الموجودة في المجتمع، في استحقاق أكتوبر 2016 ، و حتى لا تستمر السياسة في تأكيد مقولة أن من له رأي لا تمثيلية له، و من له تمثيلية لا رأي له.

و من أجل تحقيق هذا المطلب أكدت مذكرة الجبهة، على ضرورة استحضار، خصوصيات مكونات الهوية المغربية، في أي مشروع مجتمعي، و رفع الحيف الإعلامي، المضروب على عدد من الحساسيات الجادة، ثم الدعوة لأن تتعزز تمثيلية النساء، و الشباب، و أن  تتحقق التمثيلية، لأفراد الجالية المغربية بالخارج، في المؤسسة التشريعية.

و اليوم 17يوليوز2016تنعقد الدورة الثامنة تحت شعار:

” التزام متجدد من أجل النموذج المغربي التنموي الديمقراطي المستدام”

و يتزامن انعقادها، على بعد أيام، من حلول الذكرى التاسعة عشرة، لتأسيس الجبهة (27 يوليوز1997)، استحضرا  لتراكمات رصيدها السياسي الهام، و تجربتها النضالية، على امتداد قرابة عقدين من الزمن.

كما أنها محطة هامة، في رسم مستقبل الجبهة، بالنظر الى المدة، التي تفصل المغاربة عن موعد اقتراع الانتخابات التشريعية لسابع أكتوبر المقبل، و التي لا تتعدى المائة يوم، تستدعي من كل فعاليات الحزب، تكثيف استغلالها، لوضع آخر اللمسات، حول الاستعداد الجماعي و التشاركي، للتحضير الجيد و المسؤول، لكل ما يرتبط بهذا الاستحقاق التشريعي المقبل، و حتى تكون الانتخابات المقبلة، محطة فارقة، ونقطة تحول، في مسار جبهة القوى الديمقراطية، لتحتل المكانة التي تليق بها، كهيأة سياسية جادة، في المشهد السياسي و داخل المجتمع.

إن تسارع الأحداث و تطوراتها، المرتبطة بالقضايا الكبرى، التي تشغل بال المواطنين، على الساحة السياسية الوطنية ، الإقليمية و الدولية، في الفترة الفاصلة بين هذه الدورة  و التي سبقتها، يضع على عاتق مناضلات و مناضلي الجبهة، و من موقعها، كحزب جاد و مسؤول، تجنيد كافة الطاقات، وإطلاق العمل التعبوي الشامل، على المستويين الترابي والقطاعي، وتوظيف كل الوسائل المتاحة، لربح رهانات و تحديات المرحلة القادمة.

و عموما فدورات المجلس الوطني للجبهة، و تقاريرها، عبرت باستمرار، و طيلة الولاية التشريعية، للحكومة الحالية، منذ مجيئها، و الى اليوم ، عن الدعوة الصريحة و الواضحة، لتنزيل مضامين الدستور الجديد، و تأويله تأويلا ديمقراطيا، في مقابل التلكؤ و المناورة، التي نهجتها الحكومة، لتعطيل مؤسسات الدولة و المجتمع، على حد سواء، الى الحد، الذي حول الموضوع، الى مطلب و واجهة للنضال، أصبح معها مطلوب من قوى الديمقراطية و الحداثة وضعها ضمن أولوياتها اليومية.

لذلك فرهان المرحلة القادمة، و بشكل خاص، محطة الاستحقاق التشريعي لأكتوبر المقبل، يكمن في مدى وعي الدولة و المجتمع، بضرورة القطع مع ممارسات، تسبح ضد التيار، و مدى توفر إرادة جماعية، لتجاوز و استدراك هفوات التجربة الأولى، لحكومة أخلفت الموعد مع التاريخ، و خانت الوعد الذي قطعته على نفسها مع الشعب، و أفرغت الدستور من محتواه الديمقراطي، الحداثي.

رهان المرحلة اليوم ادن هو في مدى، تمكين المغرب، من الدخول الى مرحلة الزمن الدستوري، بما يحقق مصداقية و مشروعية المؤسسات، و يضمن المشاركة و التمثيلية الواسعة، لكل شرائح و حساسيات المجتمع، و وضع دقات و نبض المجتمع على سكة الدستور، من أجل إقلاع حقيقي، و انطلاقة أكيدة لمستقبل واعد يشارك في صنعه المغاربة كل المغاربة، مستقبل يتجدد فيه الالتزام من أجل النموذج المغربي التنموي الديمقراطي المستدام.

  
 



حزب جبهة القوى الديمقراطية


حزب جبهة القوى الديمقراطية يرحب بكم ويوجه لكم الدعوة للانضمام إليه ، حيث تجتمع الخبرة والحماس، وحيث يمكن لكم أن تكونوا جزءًا من تاريخ نضال لبناء الحزب الكبير




الإشتراك


اشترك في النشرة لتلقي جميع الأخبار من حزب جبهة القوى الديمقراطية