الأخ المصطفى بنعلي في الجلسة الختامية للجامعة الصيفية لشبيبة جبهة القوى الديمقراطية: * المواضيع التي تناولتها الجامعة الصيفية لمبادرات الشباب المغربي محاولة جادة لمخاطبة الجماهير للخروج من التفكير الروتيني

* المواضيع التي تناولتها الجامعة الصيفية لمبادرات الشباب المغربي محاولة جادة لمخاطبة الجماهير للخروج من التفكير الروتيني
* الجبهة تدخل غمار هذه الانتخابات بروح معنوية عالية، وهي تراهن على إفراز تعددية برامجية.

عبد الرحيم لحبيب /الملحق الإعلامي.
أكد الأخ المصطفى بنعلي الأمين العام لجبهة القوى الديمقراطية أن المواضيع التي تناولتها الجامعة الصيفية لمبادرات الشباب المغربي شبيبة جبهة القوى الديمقراطية، هي محاولة جادة لمخاطبة الجماهير للخروج من التفكير الروتيني،و تقريبها من عمق قضاياها الفكرية المصيرية، باعتبارها جوهر النضال السياسي الجاد، ولما ينبغي أن يكون، في هذه المرحلة، وفي ظل الوضع السياسي العام للبلاد.
و أعتبر الأخ بنعلي متحدثا إلى الطلبة والشباب خلال الجلسة الختامية للجامعة الصيفية، مساء الخميس31يوليوز2015 بالرباط أن جودة ونوعية أشغال تاسع جامعة موسمية لشبيبة الجبهة، تعتبر بحق، مساهمة قوية و مدخلا صحيحا لفهم ومعالجة الوضع السياسي العام بالبلاد، منوها بجودة اختيار شعارها، “الشغل والحرية.. أساس التنمية” باعتباره شعارا موفقا يكثف واقع المجتمع، بالنظر أن الشغل والحرية هما الدافع الحقيقي لكي يلعب الشباب دوره المحوري في الحياة العامة، بما هو طاقة و ثروة وعماد مستقبل أي تطور وتنمية اقتصادية واجتماعية و ثقافية للمجتمع،
شعار يطرح تساؤلات حقيقية حول الواقع المعيش المرتبط بأزمة حقيقية يضيف الأمين العام، جعلت المغرب رهين وضع اقتصادي يستجدي السماء، ويركن إلى ما تذره تحويلات الجالية، وتذبذب استقرار القطاع السياحي، في وقت تدعو الحاجة إلى إعمال مجهود نظري يستجيب لمستوى تطلعات المرحلة، بنضاف إلى ذلك الأداء الحكومي الذي عمق حجم المديونية الخارجية إلى مستويات غير مسبوقة في تاريخ المغرب، بتداعيات ذلك على الأوضاع الاجتماعية على الأجيال القادمة، وتهديد القرار السيادي،منددا بالاختيارات الفاشلة التي تبنتها الحكومة، في تعاملها العشوائي مع ملفات الإصلاح ، يتجلى ذلك في افتعال أزمة ملف التقاعد.
كما أن رقي مستوى المواضيع التي عالجتها، يعكس الفهم الصحيح لعمق القضايا التي تؤرق انشغالات الطلبة والشباب ، والمجتمع، عموما، و بالنظر إلى السياق العام الذي تجتازه البلاد، وخصوصية الرهانات الكبرى المطروحة على الدولة والمجتمعين السياسي و المدني، و المتمثلة في رفع تحدي الاستحقاقات الانتخابية الجماعية المقبلة.
وبحكم إقبال المغرب على تحدي انتخابي غير مسبوق، في ظل الظرفية الحالية، و لكون الانتخابات الجماعية ل2015 هي الأولى من نوعها في ظل الدستور الجديد أكد الأمين العام أن الجبهة تدخل غمار هذه الانتخابات بروح معنوية عالية، وهي تراهن على إفراز تعددية برامجية، وضمن تنافسية نزيهة وشفافة. مشيرا إلى ما بدأت تعرفه الساحة من تهافت للأحزاب لاستقطاب الناخبين، وبكل الوسائل، منبها إلى أن ما سجلته انتخابات ممثلي المأجورين من اختلالات هي مؤشر لا يبعث على الارتياح، بالنظر إلى ما تعتبره الجبهة كون الانتخابات هي المدخل الحقيقي للبناء الديمقراطي الحداثي للمجتمع، والكفيلة بإفراز مؤسسات ونخب ذات مصداقية قادرة على رفع تحديات مغرب المستقبل، وإنتاج جماعة ترابية مؤهلة وفق ما يطرحه دستور2011 قادرة على فهم وتفعيل مضامينه.
وفي معرض تحليله للوضع السياسي العام أكد الأخ بنعلي، أن السياق الظرفي الخاص الذي تجتازه البلاد يعبر عن فشل الأداء الحكومي في التعامل مع القضايا المصيرية للشعب، على كافة الواجهات، سياسيا، اقتصاديا و اجتماعيا، و يكرس لسياسة تفتقر لبرنامج تدبيري واضح، و لرؤية متبصرة، تتفاعل مع واقع ما تعانيه الطبقات المقهورة من الشعب، و تمعن في ضرب قدراتها المعيشية، و بخاصة فئات الشباب والطلبة, الذين تزداد أوضاع أسرهم الاقتصادية والاجتماعية، تأزما، وما تعرفه المؤسسات التعليمية والمعاهد الجامعية و مراكز التكوين، من تدهور على كافة المستويات.
وضع يتجاذبه قطبان، أضاف الأخ بنعلي، قطب محافظ، تحددت معالمه واستطاع رسم تصوره، وبناء منهجيته، وقطب يساري حداثي مشتت يعاني من الانقسامات، عاجز عن تحديد إطار يجمع ويركز جهود اشتغاله، ولم يستطع التغلغل إلى عمق المجتمع، ولم ينتبه إلى طبيعة البنية العشائرية المحافظة التي تسوده، مؤكدا أنه في الوقت الذي ينتظر فيه المجتمع الإسهام الفعلي للقطب اليساري في تقديم الحلول والبدائل للمشاكل و الأزمات التي يعانيها المجتمع، يزداد الوضع استفحالا في ظل تدبير حكومي فاشل، يتهدد أمن واستقرار الوطن والمواطن، مذكرا بالمحاولات الجادة التي قامت بها جبهة القوى الديمقراطية، لتكثيف الجهود و تقريب الرؤى لبناء الحزب اليساري الكبير، بحكم انتمائها للعائلة اليسارية.
و ارتباطا بالميدان التربوي، الذي يشغل بال الشباب والطلبة، و تدليلا عن عجز الحكومة في تلبية الحاجة إلى إصلاح عميق وجدري للمنظومة التربوية في بعدها الشمولي، انتقد الأمين العام الأداء الحكومي المتدبدب، وسعيه لافتعال قضايا هامشية تلهي المواطن والمجتمع بنقاشات هامشية، لإخفاء الفشل عبر تبني خطاب أخلاقوي عقيم، في الوقت الذي صدر فيه تقرير المجلس الأعلى لإصلاح منظومة التعليم لم يثر و لم تخلق النقاش المطلوب رغم أهميته كرهان لمستقبل المغرب، بالقدر الذي أثير حول قضايا مفتعلة وتافهة.
و أضاف أنه وإذا كان هناك من شيء تعتز به جبهة القوى الديمقراطية و تفتخر، هو شبيبتها المناضلة، بنضجها و وعيها المتقدم، الذي راكمته رصيدا نضاليا جبهويا، عز نظيره، في تنظيمات حزبية سياسية، توفر لديها من الإمكانيات المادية، ما لم يتوفر لمبادرات الشباب المغربي، نضج و وعي عبرت عنه، في ملتقاها الوطني الرابع، وضمن فعاليات جامعتها الصيفية المنظمة تحت شعار : “الشغل والحرية..أساس التنمية”.
نضج الوعي لدى شبيبة الحزب ثمنه الأمين العام بحسن اختيارها في طرح مواضيع تختزل حساسية مجتمعية كبيرة، من حجم الأمازيغية والهوية الوطنية، و تناولها بحس وطني ينتصر لقيم الغنى والتنوع و الوحدة والتجانس، بعيدا عن والانزلاقات التي تقع فيها بعض الأطراف من داخل جسم الحركة المدافعة عن الأمازيغية، والتي تضر بالقضية أكثر مما تفيدها.
و في موضوع الصحافة المواطنة، وفي ظرفية دقيقة، نبه الأخ بنعلي إلى وجود صحافة تحاول التشويش على أمن و استقرار البلاد، تبث أخبارا كاذبة و وقائع مغلوطة، تسعى لزعزعة الاستقرار الذي تنعم به بلادنا، وباعتباره الضمانة الداعمة لأي مشروع مجتمعي ينشد التنمية، مشيدا بالدور الكبير الذي تضطلع به مختلف الأجهزة الأمنية، و داعيا إلى تأهيل أوضاعها المادية والاجتماعية.
وختم الأخ بنعلي بطمأنة الشباب والطلبة الجبهويين أن الجبهة بخير وتعيش أفضل أحوالها، مؤمنة بمستقبل واعد دافعها في ذلك عملها الجاد المبني على شعار خدمة المواطنين من خدمة الوطن، وبتأكيد شعار برنامجها الانتخابي :” ف بلادنا كاين مع من” دليلا على إيمان الجبهة بأن في الوطن يوجد من نشتغل معه ونتلاحم معه، ونمارس معه طقس الديمقراطية والبناء الحداثي التنموي، وأن الجبهة تؤمن بأن بناء المستقبل ينطلق من بناء الذات و التفاني في العمل.
وفي مداخلات القيادات الشبابية للجبهة تم التأكيد على مواصلة الجهود والتعبئة الشاملة، والنضال في صفوف جبهة القوى الديمقراطية لإسماع هذه الفئات بما يخدم قضاياها وملفاتها والمساهمة في الحياة العامة.