
عبد الرحيم لحبيب
*مواصلة نضال المرأة لإقرار حقوقها و تعزيز ضمانات حريتها من شأنه أن يرتب مكتسبات إضافية متجددة للمجتمع برمته.
* رصيد الجبهة من الكفاءات سيفاجئ الجميع في الاستحقاقات المقبلة
أوضح الأخ المصطفى بنعلي الأمين العام لجبهة القوى الديمقراطية، أن الظرفية الراهنة التي يعيشها المغرب، تتجاذبه فيها جملة من الأحداث المتلاحقة،تمس في العمق حقوق وحريات المواطنين و مكتسباتهم، كلها مؤشرات، تجسد بالملموس أن المرأة حاضرة وبقوة في صلب الصراع المجتمعي، وتشكل محور ديناميته،مؤكدا أن مواصلة النضال لإقرار حقوقها و تعزيز ضمانات حريتها من شأنه أن يرتب مكتسبات إضافية متجددة للمجتمع برمته.
واعتبر الأخ بنعلي، خلال افتتاح الدورة التكوينية الثالثة للقطاع النسائي للجبهة مساء الجمعة 10يوليوز2015 بالرباط، أن أحداثا من قبيل ما عاشته انزكان مؤخرا، تعد ناقوس خطر يستدعي يقظة وحذر الجميع، مما يتهدد الحقوق والحريات المكتسبة، بالنظر إلى تنامي خطاب محافظ، يحاول الإجهاز على قضايا المرأة، والرجوع بها إلى الوراء، وافتعال نقاشات لإلهاء المجتمع عن قضاياه المصيرية، و انشغالاته الكبرى، مدرجا أبرز مثال على ذلك صدور تقرير المجلس الأعلى للتعليم،دون أن يثير نقاشا، مع ما يختزله هذا الملف من أهمية بالغة لمستقبل قطاع استراتيجي، بالمغرب.
وذكر الأمين العام بالمحطات الكبرى للنساء الجبهويات، منذ27 يوليو 1997 تاريخ تأسيس الجبهة، ونضالها إلى جانب القوى الحية وحركات النساء الديمقراطيات، مضيفا أن الوقت قد حان لتضطلع النساء المناضلات في صفوف الجبهة بدورهن الأساسي،في تأطير المجتمع والمساهمة في البناء الديمقراطي، بمواصلة النضال لصيانة المكتسبات وتحقيق المزيد من التحرر.


وبالنظر إلى سياق المرحلة وما تطرحه من تحديات الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، دعا الأخ بنعلي فعاليات القطاع النسائي والمشاركات في هذه الدورة التكوينية وكافة مناضلات الجبهة إلى تكثيف الجهود في أفق التحضير الجيد والمحكم لانعقاد مؤتمرهن الوطني، بما يقدم إضافة نوعية للمرأة المغربية في الحياة السياسية، وصيرورة المجتمع، عبر تحقيق حضور قوي للنساء في تدبير الشأن العام الوطني الجهوي والمحلي، خصوصا والقوانين الانتخابية جاءت بإضافة مهمة من حيث رفع التمثيلية النسائية في الاستحقاقات القادمة.
و عبر الأخ بنعلي عن ارتياحه لحجم الطاقات الهائلة، والكفاءات العالية، التي راكمها القطاع النسائي للجبهة، وعبر التحاقات أطر نسائية مهمة بصفوف الحزب ، و من خلال الحضور الوازن والمتنوع من مختلف مناطق وجهات المملكة، كلها مدعاة فخر واعتزاز، تستثمرها جبهة القوى الديمقراطية لتفاجئ ؟”الجميع خلال الاستحقاقات القادمة.
من جهته نوه الأخ عمر الحسني رئيس هيأة التحكيم بالحزب بالعمل الجاد والمجهود الجبار الذي يقوم به القطاع النسائي، منذ تشكيل لجنته التحضيرية، بما يبشر بآفاق واعدة تنبني على وضوح الرؤية التنظيمية داخليا وسياسيا، مثمنا دور المرأة الهام في الحياة السياسية، موضحا سياق الانفتاح الفكري والتنظيمي للقطاع النسائي ، كفضاء لاستقبال الأفكار والانفتاح على الجديد.
وعلى المستوى السياسي العام أوضح الأخ الحسني مدى المفارقة في الوضع الذي تعيشه المرأة، بين مضامين جد متقدمة لحقوق المرأة في الدستور الجديد، وما يوازيه من ميزان القوى،متأسفا للتدبير الحكومي المحافظ أمام دستور متقدم، الأمر الذي يستدعي العمل لتحقيق المناصفة الكاملة بين الرجل والمرأة، في ظل سيادة ثقافة ذكورية. مشددا على أن تقدم أي مجتمع رهين بأن تتبوأ المرأة المكانة اللائقة بها ،وداعيا الجميع للمرور إلى السرعة النهائية لانعقاد المؤتمر الوطني للنساء الجبهويات، ولإنجاح هذه المحطة الأساسية في تصور الجبهة.

يذكر أن جلسة افتتاح هذه الدورة التكوينية الثالثة للقطاع النسائي، قد ترأست أسغالها الأخت أمينة سبيل عضو الأمانة العامة وبحضور الأخت عتيقة المراني عضو الأمانة العامة.
وفي كلمتها الترحيبة بالحضور، أكدت الأخت أمينة سبيل أن المرأة شريك في الحياة العامة، باعتبار أن أي تقدم فعلي لن يتأت دون إشراك لها في كافة مناحي الحياة، وأن قضاياها مرتبطة بمسلسل الانتقال الديمقراطي، نتيجة لجهودها و نضالاتها إلى جانب الرجل في المجال السياسي الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، معتبرة اللقاء فرصة لمواصلة و استكمالا لبرنامج التكوين ودعم قدرات النساء لمشاركتهن الفاعلة في مختلف مناحي الحياة، وبعد النجاح الكبير الذي سجلته الدورتان السابقتان، بكل من الرباط16و17 ماي و فاس،29’ 30و31ماي2015
كما أعقب ذلك ورشة هامة حول المخطط الجماعي للتنمية و صياغة البرامج الانتخابية أشرف على تأطيرها وعرض مضامينها الأستاذ صلاح الدين أكريلان، باحث في الشأن المحلي، صدر له ” الميثاق الجماعي قراءة تحليلية و ” الميثاق الجماعي النظرية والتطبيق”