من تنظيم القطاع النسائي لجبهة القوى الديمقراطية
ورشة” المرأة والمشاركة المواطنة في إدارة الشأن العام “
-ذ. مصطفى منار: رغم مقتضيات المناصفة في الدستور.. الحكومة تتعامل سلبيا مع قضايا المرأة -ذة. عتيقة لمراني: الجبهة تعمل من خلال تكوين المرأة على إفراز نخب نسائية قادرة على تدبير الشأن العام - دة . فاطمة الزهراء شعبة: الورشة تشكل مدخلا لتعبئة وتحفيز الشباب على المشاركة في الاستحقاقات المقبلة
شكل موضوع المرأة والمشاركة المواطنة في إدارة الشأن العام محور الورشة التكوينية التي نظمها القطاع النسائي لجبهة القوى الديمقراطية يوم السبت 16 ماي 2015، بمعهد الشباب والرياضة بالمعمورة، لفائدة نساء ومناضلات الجبهة من مختلف جهات المملكة. خلال هذه الورشة التي تندرج ضمن سلسلة دورات تكوينية تهدف إلى تأطير وتأهيل المرأة للمساهمة في تسيير الشأن العام محليا، جهويا ووطنيا أوضح الأخ مصطفى منار الأستاذ الجامعي المتخصص في القانون الدستوري عضو الأمانة العامة الذي أشرف على هذه الورشة أن المرأة ساهمت إلى جانب الرجل في المحطات النضالية من خلال الحركة الوطنية وعبر قانون 1960 الذي أعطى الحق للمرأة والرجل للمشاركة في الانتخابات، مبرزا أن دستور 2011 أقر بمبدأ المناصفة بينهما في تولي المناصب العليا ومواقع القرار مسجلا التعامل السلبي للحكومة الحالية مع ملفات وقضايا المرأة وتغييب دورها في المجتمع، بل والتراجع الخطير عن الحقوق والمكتسبات التي راكمتها عبر نضالاتها. الأمر الذي جعل الحركات النسائية يضيف الأخ منار، تنتفض ضد السياسة التحقيرية التي تنهجها الحكومة في وجه المطالب المشروعة للمرأة، وتطالب بتنزيل مضامين الدستور الجديد الذي أعطاها مكانة متقدمة تضمن صيانة كرامتها وتحفظ حقوقها ومكتسباتها مما يترجم عجز وتردد هذه الحكومة في التعامل الإيجابي والمسؤول مع قضايا المرأة وتطلعاتها.
وبخصوص إشراك المرأة في الحياة السياسية وتدبير الشأن العام أفاد الأخ منار أن الظرفية الراهنة، وفي أفق التهييء للانتخابات المقبلة، تستوجب اعتماد المقاربة التشاركية، التي تنبني على التوافق وإشراك كل الفاعلين في اتخاذ القرار. خاصة التحدي الكبير الذي ينتظر المغرب ،في خوض تجربة الجهوية المتقدمة في الاستحقاقات القادمة. مذكرا في هذا الصدد بأن الحكومة تقدمت بأجندة انتخابية، لم تحترمها وتراجعت عنها بشكل انفرادي تحكمي رغم ما كان لديها من الوقت الكافي لعرض القوانين التنظيمية للانتخابات، متأسفا لتدني مستوى الخطاب السياسي. الأمر الذي ولد مشهدا سياسيا يساهم في إذكاء روح العزوف عن الممارسة السياسية في أوساط المجتمع المغربي.
وأسهب الأخ منار في شرح مستجدات القوانين الانتخابية ومركزا على المبادئ الأساسية المرتبطة بالجهة بإيجابياتها ونواقصها كالتدبير الحر والتدرج من الجهوية المتقدمة الى الجهوية الموسعة والتنصيص على صدارة الجهة ومبدأ التعاون والتضامن بين الجهات ومراقبة المشروعية، وعلاقة سلطة الوصاية ورئيس الجهة وحدود صلاحياتهما، وتقديم العرائض. وشدد الأخ منار على أن أهم مكسب في مستجدات هذه القوانين يتجسد في منع الترحال السياسي الذي عانت منه جبهة القوى الديمقراطية الكثير وكان خطرا يتهدد البلاد. واختتم الأخ منار بدعوة نساء الجبهة الى التعبئة الشاملة والتجند للمشاركة الواسعة والتحفيز المستمر لخوض غمار الاستحقاقات الانتخابية المقبلة والمساهمة في إنجاحها خاصة يضيف أن هناك إرادة ملكية تتطلع إلى تحقيق انتخابات نزيهة وشفافة، مؤكدا أن الفائز الأكبر هو الديمقراطية، إذ كلما اتسعت دائرة المشاركة في الانتخابات كلما يأهل المجتمع نحو تحقيق البناء الديمقراطي الحداثي.
يشار أن كل المداخلات أبانت عن نضج فكري ووعي سياسي لدى المشاركات في هذه الدورة التكوينية،الأمر الذي أفرز نقاشا معمقا وجديا عكس التفاعل الإيجابي في طرح جملة من الإشكالات التي تعترض سبيل المرأة في تأكيد دورها الفاعل داخل المجتمع ومواجهة السلوكات التحقيرية والنظرة التبخيسية، حيث تم التشديد على ترسيخ مزيد من ثقة المرأة في نفسها واخذها زمام المبادرة، وأن تقف المرأة في وجه كل من ينظر إليها كورقة انتخابية.
وحول أشغال هذه الدورة صرحت الأخت فاطمة الزهراء شعبة عضو الأمانة العامة أن الدورة تدخل في إطار سلسلة الدورات التكوينية التي ينظمها القطاع النسائي لجبهة القوى القوى الديمقراطية لفائدة النساء المنتخبات. والموضوع الأساسي اليوم انصب على القوانين الإنتخابية الجديدة للإلمام بالآليات والميكانيزمات المرتبطة بها إضافة إلى أنها تشكل مدخلا للتعبئة والتشجيع والتحفيز لدى المرأة والشباب للمشاركة في الاستحقاقات المقبلة. وخصص اليوم الثاني من هذه الدورة التكوينية لموضوع التواصل مع الجمهور للتهيئ والتأهيل للحملات الانتخابية. و كان تأطير الورشة من قبل الأخ المصطفى منار في مستوى تطلعات النساء المشاركات وحقق تجاوبا كبيرا بمداخلة شيقة وشاملة وتجلى ذلك من خلال التعبير التلقائي للمشاركات عن الرغبة في المزيد من هذه الدورات في المستقبل.
من جهتها قالت الأخت عتيقة المراني عضو الأمانة العامة أن جبهة القوى الديمقراطية من الأحزاب العتيدة فيما يخص الحداثة والتقدمية يتجلى ذلك من خلال تكريسها الوقت الكافي والأهمية التي توليها لتكوين المرأة وتأهيلها لتلعب دورها الكامل في المجتمع وبالتالي تبوؤها المكانة التي تستحقها. ولتحقيق ذلك فالتكوين والتكوين المستمر هو سلاحها. وفي هذا الاطار تنهج الجبهة اسلوب هذه الدورات التكوينية تهم المواضيع الراهنة المرتبطة بالاستحقاقات المقبلة. اليوم انصب الاهتمام حول موضوع الجهوية باعتباره موضوع الساعة. والانطباع السائد خلال هذه الورشة أن النساء الجبهويات كلهن حماس وقدرة على العطاء، فهن في حاجة إلى جرعة دعم وتأطير وهذه هي مهمة الاحزاب والتنظيمات السياسية. ونحن في جبهة القوى الديمقراطية نعمل في الإطار الذي يحقق افراز نخب نسائية قادرة على تدبير الشأن العام. وحول سؤال عن استغلال المرأة في الاستحقاقات الانتخابية أكدت الأخت عتيقة أن هذه الظاهرة يعاني منها المجتمع منذ زمان، وقد لاحظتم أن الاستاذ منار أشار في عرضه إلى بعض المواد والفصول الرادعة والزجرية كعقوبات على مثل هذه السلوكات، ولكن يجب على المجتمع أن يكون مشاركا كمواطن واع يحارب سلوكات السمسرة والبيع والشراء في الذمم. تجذر الإشارة إلى أن اليوم الثاني من هذه الدورة التكوينية خصص لموضوع التواصل مع الجماهير لادارة الحملات الانتخابية أطرها الأخ مصطفى الابيض و همت مختلف أشكال وآليات التواصل والتفاعل والتحسيس بأهمية المشاركة في الانتخابات كحق دستوري لكل مواطن.
عبد الرحيم لحبيب
صور العربي الرطل