ضيف المنعطف: الأستاذ المأمون اسلمو

أبريل 9, 2015
mamoun-isalmou-1024x576.jpg

ضيف المنعطف
الأستاذ المأمون اسلمو
*موسم سيدي عبد الرحمان الركاز عنوان امتداد عضوي، وتمازج روحي،
للمجتمع المغربي.
* العمق التاريخي والإنساني، الدائم، بين المغرب وصحرائه، دليل على عدالة قضية وحدتنا الترابية

أعد الحوار وأجراه: عبد الرحيم لحبيب
يستضيف هذا الركن من فضاء جريدة المنعطف أطرا و فعاليات، تتنوع أوجه اهتماماتها الفكرية، وتتعدد مجالات اختصاصاتها، في حوار شفاف وهادف، يلامس جملة من القضايا والمواضيع الملحة على الساحة الوطنية سياسية، اقتصادية، اجتماعية وتربوية، لخلق جسور تواصل مباشر مع القارئ والمتتبع. و سنركز على محاور محددة، تستأثر باهتمام عامة أبناء هذا الوطن العزيز.
ضيف اليوم باحث في التاريخ وصحافي، نرحب بالأستاذ المأمون اسلمو، ومن خلال هذه الاستضافة، نحلق بالقارئ في عوالم تاريخ وجغرافيا المجتمع، بطقوسه وتضاريسه، وبعبق السياسة والدبلوماسية.
ذكرى الولي الصالح سيدي عبد الرحمان الركاز عنوان امتداد عضوي، وتمازج روحي، لنسيج المجتمع المغربي.
ســـــــــؤال:
المواسم الدينية وأعراف المجتمع المغربي العريقة في التاريخ، تجسدها عموما طقوس، تحيي ذكرى الأولياء الصالحين، أصحاب الكرامات الربانية، في هذا السياق، سيحيي حفدة الولي الصالح سيدي عبد الرحمان الركاز، بتارميلات بجماعة والماس بالخميسات، ذكرى هذا الولي الصالح طيلة أيام الجمعة10 والسبت11 والأحد12 أبريل الجاري. للذاكرة وللتاريخ كيف تقربون جمهور القراء من أصول هذا الموسم؟
جـــــــواب:
كما جاء في عنوان هذا الحوار، فالغاية من إحياء ذكرى الولي الصالح سيدي عبد الرحمان الركاز، هي أن تتضح الرؤيا لدى الجميع، أن لا فرق بين المغاربة، عبر ربوع المملكة، وأن نسيج المجتمع المغربي، يشكل امتدادا وتمازجا عضويا وروحيا قل نظيره. ثم إن الموسم هو تعريف بأصول الفاتحين المغاربة، الذين شاركوا في نشر دين الإسلام ، من مراكش إلى حدود نهر السينغال.
و الولي سيدي عبد الرحمان الركاز ، وهو جد قبيلة “تركز” (عوينة الهنا) بآسا الزاك بالصحراء المغربية، كان ضمن الأولياء الأربعة، الذين رافقوا أبا بكر بن عامر اللمثوني، وشارك مشاركة فعالة، في نشر الإسلام بموريتانيا، ومحاربة الكفر، وعنه تفرعت قبيلة تركز، وكان إلى جانبه عبد اللهي مجلس (قبيلة مدلش) وسيدي محمد الكنتي (جد قبيلة كنتة)، وعبد اللهي جد قبيلة ادازينبو. وهؤلاء الأولياء الأربعة ينحدرون من ذرية عقبة بن نافع الفهري، وهبه الله كل واحد منهم كرامة من كراماته، خدمة للجنود وجيش الإسلام. وتميز الولي الصالح سيدي عبد الرحمان الركاز بكرامة اكتشاف مصادر الماء، في فيافي الصحراء، حيث الماء الحياة.
ســـــــــؤال:
الأستاذ المأمون اسلمو ترى تم التفكير في إحياء هذا الموسم؟ وبالتالي الحفاظ على هذا الارتباط التاريخي العضوي والروحي للمغاربة ؟
جــــــــواب:
مؤسس الموسم هو مولاي احمد يوشعار، الذي كان المغفور له جلالة الملك محمد الخامس، قد عينه على عين لالة حية والماس سنة1934. ومنذ ذلك التاريخ، ظل حفدة الولي سيدي عبد الرحمان الركاز، يحرصون على إحياء هذا التقليد، في شهر أبريل من كل سنة، تخليدا لذكراه، وتيمنا بكرامته. فالموسم جعلت منه القبيلة مناسبة روحية، لصلة الرحم، و قراءة القرآن، واستحضار السيرة النبوية الشريفة، بالأذكار و الأمداح، وتعداد مناقب الأولياء والصالحين، وبالترحم على الروحين الطاهرتين، للملكين العظيمين، محمد الخامس محرر المغرب من بطش الاستعمار، والحسن الثاني باني المغرب الحديث، ومبدع المسيرة الخضراء، وبالدعاء لأمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بالنصر والتمكين، ودوام العز والسؤدد، و أن يحفظه في ولي عهده، صاحب السمو الملكي، الأمير مولاي الحسن وأن يشد أزره بشقيقه الأمير الجليل مولاي رشيد ، وبباقي الأسرة العلوية الشريفة.
موسم الولي سيدي عبد الرحمان الركاز، مناسبة دينية، تختزل أبعاد علاقات الرباط الروحي، القوي والمتين لأعلام المغرب، التي جابت منذ القدم، شرق المملكة بغربها، شمالها بجنوبها، الممتد إلى حدود نهر السينغال. فالموسم محطة تاريخية هامة ترسخ لدى الأجيال الحاضرة والمقبلة، ثقافة البعد الحضاري، الضارب في عمق التاريخ العريق للمغرب، كما أنه ذكرى، تنظم خلالها مسابقات في فن التبوريدة والرماية. انه موسم ديني ثقافي تاريخي اجتماعي وفني بامتياز.
ســـــــــؤال:
الأحد الماضي 5أبريل، أحيى حفدة سيدي عبد الرحمان موسمه، بسيدي يحيى زعير، وكانت تظاهرة كبرى. وابتداء من الجمعة المقبل10 أبريل وطيلة السبت والأحد 11و12 سيقام موسم هذا الولي بترميلات، بجماعة والماس، ما سر هذا الامتداد الجغرافي؟ وما الذي يميز تخليد ذكرى هذه السنة؟
جـــــــواب:
أذكر في هذا السياق، أن حفدة الولي سيدي عبد الرحمان الركاز موزعون في عدة مناطق بالمملكة، هم متواجدون أيضا في منطقة الجبيل، بحوز مراكش، و بكلميم باب الصحراء، وبعوينة ” تركز”(عوينة الهنا) بإقليم آسا الزاك، وبباقي مناطق المغرب، شأن كل المغاربة، كما أن لهم امتداد كبير، و كثافة بشرية، بالشقيقة موريتانيا.
والحقيقة أن الفضل في الحفاظ على استمرارية إحياء ذكرى هذا الولي الصالح، تعود لأبناء المرحوم مولاي أحمد حمي يوشعار، وبخاصة الحاج محمد، والحاجة مباركة.
وأما عن ميزة موسم هذه السنة، نسجل الحضور القوي، والمشاركة المكثفة، لمجموعة من أبناء الأقاليم الجنوبية، ذكورا وإناثا، أطفالا وشبابا وشيوخا، كلهم حاضرون للتبرك بكرامة الولي سيدي عبد الرحمان الركاز، ولصلة الرحم مع الأهل والأقارب وساكنة باقي المناطق بالمغرب. فهذا الامتداد، وهذه الأصول والروابط التاريخية والعائلية، هي الدلالات القوية، والرموز الثابتة لوحدة المملكة شرقا وغربا شمالا وجنوبا، وهي الجواب الدامغ، على هذا الارتباط، الضارب في العمق التاريخي والإنساني، الدائم والموصول، بين المغرب وصحرائه، والصحراء ومغربها، عليه تندحر كل مزاعم وأطروحات أعداء وحدتنا الترابية.

ســـــــــؤال:
الأستاذ المأمون اسلمو بصفتكم رئيس لجنة الجالية المغربية بالخارج، عضو المجلس الوطني لجبهة القوى الديمقراطية،في جملة مركزة ما هو نشاطكم على صعيد الدبلوماسية الموازية للحزب؟ وكيف ترون المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة؟
جـــــــــواب:
نولي كامل الأهمية لتأطير جاليتنا بالخارج، وقد أرسينا قواعد اتصال وتواصل، في عمق إفريقيا وأوروبا، والأشغال تسير وفق البرنامج، الذي وضعته الأمانة العامة لجبهة القوى الديمقراطية، لهذا الغرض.
أما عن الاستحقاقات المقبلة، فالجبهة حرصت، منذ انطلاق عملية التسجيل، وإعادة التسجيل، في اللوائح الانتخابية على الدعوة للمشاركة الواسعة، في هذه العملية، ضمانا للمشاركة المكثفة، لكل شرائح المجتمع المغربي في الاستحقاقات المقبلة، حتى يتمكن الجميع من التعبير عن اختياراته، والمساهمة في إفراز نخب جديدة، بمؤسسات حقيقية، قادرة على رفع تحديات المستقبل ، وبناء مغرب الحريات والمساواة، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية


حزب جبهة القوى الديمقراطية


حزب جبهة القوى الديمقراطية يرحب بكم ويوجه لكم الدعوة للانضمام إليه ، حيث تجتمع الخبرة والحماس، وحيث يمكن لكم أن تكونوا جزءًا من تاريخ نضال لبناء الحزب الكبير




الإشتراك


اشترك في النشرة لتلقي جميع الأخبار من حزب جبهة القوى الديمقراطية