
بسم الله الرحمان الرحيم؛
ضيوفنا الكرام من قادة وممثلي الأحزاب السياسية والمنظمات النقابية والجمعوية؛
السادة الوزراء والمنتخبون؛
السادة ممثلي السلك الدبلوماسي؛
نساء ورجال الإعلام؛
السيدات والسادة أقارب وأفراد عائلة الفقيد؛
أخواتي إخواني مناضلات ومناضلي جبهة القوى الديمقراطية؛
أيها الحضور الكرام؛
أدركت المنية السي التهامي وهو يفكر في قضية الوحدة الترابية.
نعم، لقد أدركت المنية السي التهامي وهو يفكر في قضية الوحدة الترابية، ففي آخر مرور له بالمقر المركزي لجبهة القوى الديمقراطية، طرح السي التهامي، ضمن أجندة الجبهة بعد مؤتمرها الوطني الرابع، ضرورة استحضار الجهود التي يتعين القيام بها فكريا وسياسيا ونضاليا من أجل استثمار عناصر الاستثناء المغربي في ضمان النصر النهائي لقضية وحدتنا الترابية، وتعضيد الوعي والاخلاص للقيم الوطنية، في النهوض بمهام جبهة القوى الديمقراطية الوطنية، وجعل قضية الوحدة الترابية القضية المركزية التي تعلو فوق أي اعتبار.
لذلك كان طبيعيا أن تكون صيغة الوفاء للفقيد، في الذكرى الثانية لرحيله، هذه الندوة الفكرية، التي تحاول استجماع مقومات الحسم النهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. وكان طبيعيا لهذا اللقاء الفكري الغني، أن ينكب على قضية الصحراء المغربية، في ظل ما تعرفه من تطورات إيجابية، ليشيد بملحمة العرش والشعب المتجددة، وللاعتزاز بما تحقق من انتصارات، ولاستلهام معاني النضالات والجهود الواجب بذلها، وما تحمله من دروس ومعاني في النزاع حول الصحراء المغربية في منشأه ومساره وراهنه ومستقبله الحتمي لصالح السيادة الوطنية التي لا تفاوض بشأنها.
إننا نعتبر في الأمانة العامة لجبهة القوى الديمقراطية هذا اللقاء الفكري عربون عرفان واعتزاز بالمسار النضالي للسي التهامي، وبرصيده وإسهامه الفكري والسياسي والنضالي، في الذوذ عن الوحدة الوطنية والترابية، حتى غدت صورالسي التهامي غنية في وحدتها منبعا للوطنية والوفاء للقيم، فهو السياسي والإقتصادي والمناضل والمثقف والثوري والوزير والمدير…وهو الأمين العام وكل عنوان هو دليل على صعوبة إخضاعه للتصنيف، خصوصا عندما يرتبط الأمر باصطفافه في الدفاع عن القضية الوطنية الأولى، التي ستظل في طليعة اهتمامنا، لأنها قضية مصيرية تحظى بإجماع وطني راسخ، إجماع لن نكل في الدعوة إلى تعضيده بشتى الصيغ.
أيها الحضور الكرام؛
ينبغي التأكيد بهذه المناسبة، إن كان الأمر يحتاج إلى تأكيد، على تجند كافة مناضلات ومناضلي جبهة القوى الديمقراطية وراء قائد الأمة وضامن وحدتها وسيادتها جلالة الملك محمد السادس للدفاع عن قضية الوحدة الترابية والقضايا الوطنية العليا،. وندعو كافة قوى المجتمع إلى استحضار واستلهام روح المسيرة الخضراء المظفرة، بما حققته من بلورة للإجماع الوطني حول قضية الوحدة الترابية، وتحويله إلى قوة ضاربة دكت معاقل الاستعمار الفرنكفوي الفاشستي بأقاليمنا الصحراوية الجنوبية وأعادتها إلى حظيرة وطنها الأم.
فكذلك كانت رؤية الفقيد التهامي الخياري للموضوع.
ونجدد التأكيد بهذه المناسبة كذلك، على أن النزاع حول الصحراء المغربية في منشأه ومساره وراهنه، هو من اختلاق حكام الجزائر في تواطؤ مكشوف مع الاستعمار الاسباني، وأن الطرف الوحيد في معاكسة المغرب بشأن قضية وحدته الترابية، هم حكام الجزائر.
فكذلك كانت رؤية الفقيد التهامي الخياري للموضوع.
ونؤكد أن لجوء حكام الجزائر إلى استعمال ورقة حقوق الإنسان لمحاولة النيل من صورة المغرب، والتشويش على جهود المنتظم الدولي للوصول إلى حل سياسي عادل ودائم للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، يعكس بما لا يدع مجالا للشك أن العداء متأصل لدى حكام الجزائر للمغرب ولقضاياه الوطنية المصيرية، وإصرارهم على إجهاض جهود الأمم المتحدة لإنهاء النزاع.
فكذلك كانت رؤية الفقيد التهامي الخياري للموضوع.
نؤك إن لجؤحكام الجزائر للمناورة بحقوق الإنسان يعبر عن محاولة تحويل أنظار الرأي العام العالمي عن الأوضاع المأساوية للصحراويين المحتجزين في تندوف، وما يقترف فيها من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وتحريف الأنظار عن الأوضاع السياسية الداخلية للجزائر، التي تتفاعل فيها تطلعات وطموحات الشعب الجزائري الشقيق إلى الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، والاستفادة من إيرادات الغاز والبترول في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وكذلك كانت رؤية الفقيد التهامي الخياري للموضوع.
نجدد التأكيد على أن مقترح الحكم الذاتي بالأقاليم الصحراوية الجنوبية المغربية، هوأقصى تنازل يقدمه المغرب، وهو الإطار الوحيد أمام مجلس الأمن لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. وأن لا حل ممكنا للنزاع دون توجيه المنتظم الدولي جهوده في التفاوض إلى الجزائر، الطرف الوحيد في النزاع مع المغرب في قضية الصحراء، وهو طرف باعتباره يعتدى بشكل سافر على وحدة المغرب، وعلى جزء من ترابه.
وكذلك كانت رؤية الفقيد التهامي الخياري للموضوع.
وأخيرا، فإننا نناشد المنتظم الدولي، وكل القوى المحبة للسلام عبر العالم لإنهاء النزاع الذي افتعلته الجزائر وتصر على استدامته ضد المغرب، مغذية بذلك التوتر بمجموع منطقة شمال إفريقيا والساحل، وموفرة التربة الخصبة لانتشار وتوسع نشاط التنظيمات الإرهابية التي تهدد الأمن والاستقرار والسلم بمجموع المنطقة. ونتمسك بأواصر الأخوة العميقة التي تجمع الشعبين الشقيقين المغربي والجزائري، ومجموع الشعوب المغاربية، ونتشبث بمشروع بناء الوحدة المغاربية التي تضمن استقرارها وإزدهارها.
وكذلك كانت رؤية الفقيد التهامي الخياري للموضوع ولذلك كان سباقا في استلهام البعد الإفريقي في علاقات المغرب بجيرانه، عبر ترحاله المكوكي إلى موريتانيا ودول الجوار.
أيها الحضور الكرام؛
لقد كان الفقيد رحمه الله رجلا وحدويا، وإننا لنستحضر بهذه المناسبة على لسان جلالة الملك في برقية تعزيته في وفاة الفقيد، ما كان يتميز به “من خصال إنسانية حميدة، وحنكة سياسية عالية، وغيرة وطنية صادقة، ومن تفان ونكران ذات بمختلف المناصب السامية التي تقلدها، الحكومية منها أو السياسية والحزبية أو الأكاديمية. إذ كان، رحمه الله مثالا للوفاء المكين للعرش العلوي المجيد، ووطنيا غيورا على وحدة المغرب وسيادته، ومصالحه العليا”.
فرحمه الله رحمة واسعة، وجازاه على ما قدم لبلاده، واسكنه في جنات الخلد مع الصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.