بكل مسؤولية الربيع العربي.." الذي أزهر أشواكا.."

عمر الحسني
حيث فئات الشعب التونسي الذكرى الثانية ل” ثورة الياسمين ”
التي أطاحت بحكم زين العابدين بنعلي، وأطلقت شرارة ما سمي بالربيع العربي..
لكن إذا كانت مختلف فئات الشعب التونسي قد توحدت في الانتفاضة ضد زين العابدين، فإنها انقسمت بشكل واضح حول المغزى والمراد بإحياء الذكرى الثانية للانتفاضة… لقد تم إحياؤها بمواجهة في الرؤى حول رسم معالم تونس الجديدة، بين حزب النهضة الإسلاموي وأنصاره ،و بين القوى السياسية والمجتمعية الأخرى التي تعتبر أن الإسلامويين يتجهون بتونس إلى استبدال استبداد باستبداد آخر أكثر ظلامية..
لقد كانت السنتان المواليتان ل”ثورة الياسمين” كافية لإفراز اصطفاف القوى السياسية والمجتمعية بشأن بناء مصير تونس.
فمن جهة أنبنى تحالف سياسي بين القوى الإسلاموية وضمنها الأشد تطرفا والأشد رجعية، يقوده حزب النهضة الذي اكتسب نفوذا كبيرا وسط المجتمع بحكم توظيفه للمشاعر الدينية لأغراض سياسية ، ولكن أيضا بحكم استفادته من التضييق الذي عاناه من حكم زين العابدين لعقود. ويراهن على تغنيه بالديمقراطية وباحترامه بالتعددية علنيا، والعمل سرا، ومع أشد التيارات تطرفا من أجل إقرار “الشريعة”، بما تحمله هذه العبارة من مضامين في مفهوم التيارات السياسية –الدينية الأشد غلوا في التطرف.
ومن جهة أخرى، ترفض التيارات الديمقراطية الحداثية السياسية والمجتمعية، استبدال استبدادية حكم زين العابدين، باستبدادية جديدة ذات لبوس ديني تحاول تصفية كل المكاسب في مجال الحريات الفردية والجماعية وفي مجالات حقوق الإنسان. وتحاول هذه التيارات لم شمل شتاتها ورص صفوفها لمواجهة أي محاولة ارتداد إلى الخلف.. والمفارقة، أن هذه التيارات الأخيرة هي التي كانت وراء إشعال فتيل “ثورة الياسمين”، وهي من صاغت شعاراتها.
والحال أن الوضع لا يختلف كثيرا في مصر، برغم تعقيداتها.. ربيع يزهر أشواكا..