الأخ المصطفى بنعلي: لدينا الثقة في أن يعرف العالم من يتاجر بمعاناة المحتجزين.

في لقاء بالمقر المركزي لجبهة القوى الديمقراطية
حمادة مولود: ليس للبوليساريو شرعية الحديث باسم المحتجزين والجزائر هي المستفيد من النزاع.
عبدالنبي مصلوحي
استقبل الأخ المصطفى بنعلي، رفقة الأخت بشرى الخياري، صباح يوم الخميس 22 ماي 2014، بالمقر المركزي لجبهة القوى الديمقراطية، الأمين العام لجمعية أبناء الساقية الحمراء وواد الذهب والناطق الرسمي باسمها، السيد حمادة مولود سيدي أحمد، الذي كان مرفوقا بسيدي سويلم جامع العضو بنفس الجمعية.
وقد شكل اللقاء فرصة أطلع فيها وفد الجمعية قيادة جبهة القوى الديمقراطية على تجربة جمعية أبناء الساقية الحمراء وواد الذهب، التي خرجت من رحم معاناة مخيمات احتجاز الصحراويين في تيندوف، من أجل النضال لفضح الواقع المأساوي في هذه المخيمات، وما يعيشه محتجزوها من مآسي وظلم إنساني، في غياب أدنى الحقوق وشروط الكرامة الانسانية، ودور الجزائر والبوليساريو في المتاجرة بهذا الوضع المأساوي.
وأوضح السيد حمادة مولود سيدي أحمد، بأن هذا اللقاء يندرج ضمن سلسلة من اللقاءات التواصلية لإيصال صوت معاناة مخيمات الاحتجاز، وهو أول لقاء مع حزب سياسي. وقال السيد حمادة بأن ” هدف جمعيته هو النضال من أجل تحقيق أسباب العيش الكريم لكافة الصحراويين، وهو الأمر الذي لن يتأتى إلا عبر الاشتغال على دعم مقترح الحكم الذاتي، بحكم ما ينطوي عليه من شروط تحقيق الكرامة الإنسانية والحفاظ على هوية وحقوق الصحراوين”.
وأوضح الأمين العام لجمعية الساقية الحمراء وواد الذهب التي تم تأسيسها بموريتانيا، أن زيارته رفقة ثلاثة من أعضاء الجمعية للمغرب، جاءت بدافع فتح نقاش عمومي مع ساسة المغرب وفعاليات المجتمع المدني والحقوقي حول ملف الصحراء المغربية المستعصي على الحل منذ أربعة عقود، وبدافع بعث رسالة الى قادة البوليساريو، تروم الدعوة الى الكف عن ممارسات النصب والاحتيال على المحتجزين في تيندوف، الذين يعيشون حياة القرون الوسطى، محملا المجتمع الدولي مسؤولية هذا الواقع الذي يتنافى مع كل القيم الكونية المتصلة بحقوق الإنسان.
وأكد السيد حمادة على عدم شرعية البوليساريو في الحديث باسم المحتجزين، و دعا المنتظم الدولي الى ضرورة إدراك أهداف الجزائر من خلال تحريكها للبوليساريو، مشيرا الى أنها أهداف توسعية، لها صلة بأطماع قادة الجزائر في المنطقة، كما طالب نفس المجتمع الدولي بالتضامن مع شباب المخيمات الثائر من أجل التغيير، والمقتنع بالحكم الذاتي كمشروع يمكِّن المواطنين الصحراويين من المشاركة الفعلية في المساهمة في مشاريع التنمية بالاقاليم الجنوبية.
وشدد السيد حمادة على ضرورة خلق قنوات للتواصل ودعم النقاش العمومي داخل المخيمات حول مقترح الحكم الذاتي، وأكد السيد حمادة بأن القضية اليوم أصبحت قضية الشعب المغربي برمَّتِه، وأن جولة جمعيته اليوم داخل ربوع الوطن، هي من أجل إيصال صوت الصحراويين المغاربة المظلومين في تيندوف الى الشعب المغربي في الوطن، والى الرأي العام الدولي، مشيرا الى أنها رسالة جديدة للدفاع عن القضية الوطنية.
كما لم يفت الفاعل الجمعوي الصحراوي الذي لم يدخل إلى المغرب منذ أن خرج منه وعمره عشرة شهور، أن يتطرق إلى النموذج التنموي بالأقاليم الصحراوية وإلى المجهود الواضح في بنيات التنمية بهذه الاقاليم، في مقابل ذلك شرح أسباب عدم وصول المساعدات الإنسانية الى المحتجزين، مؤكدا أن هناك لوبيات تحول دون وصولها الى مستحقيها، مع إشارته الى أن الجزائر تُعد المستفيد الأكبر من هذا الدعم، حيث يؤدى عنه بالعملة الصعبة في الجمارك قبل أن يتحول الى وجهات أخرى.
وفي ما يخص موضوع حقوق الإنسان في الصحراء المغربية وبعموم التراب الوطني، أوضح الأمين العام لجمعية أبناء الساقية الحمراء وواد الذهب، أن المغرب قطع أشواطا كبيرة في بناء دولة الحق والقانون، مؤكدا أن هناك صحراويون كُثُر يشاركون في السياسة الوطنية، و أضاف أن المغرب تمكَّن من تثبيت الأمن في الأقاليم الجنوبية، كما في باقي التراب الوطني، بخلاف الجزائر، التي يرى أنها تعُمُّها الفوضى واللا أمن وانعدام الثقة.
وختم السيد حمادة مولود سيدي أحمد تدخله في هذا اللقاء بالتعبيرعن رغبة وإصرار جمعيته في الذهاب الى المحافل الدولية لشرح واقع حقوق الإنسان في مخيمات تيندوف، والتعبير عن رأي الصحراويين المحتجزين في المخيمات، الذين يطمحون الى عودة جماعية الى الوطن.
وفي معرض تفاعله مع هذا العرض، عبر الأخ المصطفى بنعلي، عن تقاسم جبهة القوى الديمقراطية في تحليلها لتطورات قضية وحدتنا الترابية لمجمل الأفكار التي تم التعبير عنها. وسجل الأخ بنعلي المواقف التي سبق وعبرت عنها جبهة القوى الديمقراطية بخصوص تردي الأوضاع الانسانية بمخيمات تيندوف.
وأكد الأخ بنعلي التعامل الانتقائي للمجتمع الدولي مع واقع حقوق الإنسان في قضية وحدتنا الترابية، وشدد على أن هذا التعامل بات غير مقبول في وقت انكشفت فيه كل مؤمرات خصوم وحدتنا الترابية، وبات واضحا بأن هناك من يتاجر في الوضع الإنساني المأساوي بمخيمات الاحتجاز بتيندوف.
وعبر الأخ بنعلي بأن لجبهة القوى الديموقراطية الثقة في أن العالم بات يعرف من يتاجر بمعاناة المحتجزين، كما عبر عن استعداد الحزب للعمل مع كل الشركاء بغية فتح نقاش وطني حول الوضع الحقوقي للمحتجزين، الذين يتم حرمانه من أبسط الحقوق وشروط العيش الكريم.
واستعرض الأخ بنعلي المقاربة الحقوقية والتنموية بالأقاليم الجنوبية، وتحدث الأخ بنعلي عن الأشواط الكبيرة التي تم قطعها في مجال إدماج النخب الجديدة في الدفع بمسار التنيمة بهذه الأقاليم.
وتحدثت الأخت بشرى الخياري عن الحيز التي تحتله قضية الصحراء المغربية في وثائق وتحاليل الحزب، مؤكدة أن موضوع النزاع حول الصحراء المغربية بات يهم كل الشعب المغربي، سواء في المغرب أو في مخيمات تيندوف.
وقالت الأخت الخياري في سياق النقاش الذي دار مع قيادة الجمعية المذكورة، أن انتخابات الجزائر الأخيرة التي تم إشراك عدد من المحتجزين الصحراويين فيها، يجب أن تشكل مدخلا لفتح حوار جدي حول الحكم الذاتي، كحل سياسي كفيل بإنهاء معاناة المحتجزين.
يُشَار الى أن أعضاء الجمعية قدموا الى المغرب يوم العاشر من فبراير الماضي للمشاركة بمراكش في ندوة حول حقوق الانسان يتيندوف، ومنها انطلقوا في رحلة عبر ربوع الوطن لاكتشاف وطنهم المغرب والوقوف على واقعه الحقيقي كما ينطق بنفسه، وليس كما تصوره البوليسايو ومخابرات الجزائر للمحتجزين في تيندوف، الى جانب عقد لقاءات تواصلية مع عدد من الفعاليات الجمعوية و الحقوقية ومع شيوخ القبائل الصحراوية للنقاش والتباحث حول آفاق حل النزاع.