روبوطاج بالصور يوثق لحظات من حفل توقيع كتاب أنور مالك حول كتاب: “البوليساريو وإيران”.
دجنبر 9, 2025

شهدت العاصمة الرباط مساء اليوم الثلاثاء أجواء فكرية رفيعة بمناسبة حفل توقيع كتاب الباحث الجزائري أنور مالك: «البوليساريو وإيران: أسرار الإرهاب من طهران إلى تندوف»، الذي نظمه حزب جبهة القوى الديمقراطية في إطار سلسلته الفكرية حول علاقات المغرب مع جيرانه. وقد عرفت القاعة حضوراً نوعياً لشخصيات سياسية وأكاديمية ودبلوماسية، مما أضفى على اللقاء طابعاً من الجدية والعمق والنقاش المسؤول.
افتتح الأمين العام للحزب، الدكتور المصطفى بنعلي، بكلمة ترحيبية أبرز فيها أهمية المقاربة الهادئة والرصينة لتحولات المنطقة المغاربية، مؤكداً أن الحزب يواصل عبر هذه الندوات دوره كقوة اقتراحية تسهم في توسيع مدارك الفهم الاستراتيجي لقضايا الأمن الإقليمي.
أما المؤلف، أنور مالك، فقد قدم عرضاً مكثفاً حول خلفيات تأليف الكتاب، موضحاً منهجيته البحثية والوثائق التي اعتمد عليها، وكاشفاً جزءاً من تشابكات العلاقة بين إيران والبوليساريو كما تتجلى في سياقات الإرهاب العابر للحدود.
وجاءت المداخلات لتشكل لوحة فكرية متكاملة، أثرت النقاش وأضافت إليه أبعاداً علمية وسياسية مهمة. فقد قدّم الأستاذ الشرقاوي الروداني قراءة استراتيجية معمقة أبرز فيها أهمية البحث العلمي والأكاديمي في تفكيك الظواهر الأمنية الجديدة بالمنطقة، مؤكداً أن أي مقاربة مسؤولة ينبغي أن تنطلق من معطيات صلبة وتحليل ممنهج.
من جهته، أدلى الشيخ محمد الفيزازي بكلمة لامست البعد القيمي والفكري للموضوع، متحدثاً عن مخاطر التطرف واستغلال الدين في تغذية الصراعات، ومشدداً على ضرورة بناء خطاب ديني رشيد يحصّن الشباب من شبكات الاستقطاب.
كما قدم سفير جمهورية جزر القمر كلمة مميزة أكد فيها دعم بلاده للوحدة الترابية للمملكة، مبرزاً أهمية التعاون الإفريقي والمغاربي في مواجهة التحديات المشتركة.
وأضاف البشير الدخيل من جانبه رؤية من داخل التجربة الصحراوية، مستحضراً السياق التاريخي والسياسي للنزاع، ومؤكداً الحاجة إلى مقاربة إنسانية وتنموية شاملة.
في حين قدم المفكر والأديب حسن أوريد مداخلة جمعت بين العمق السياسي والبعد الثقافي، مسلطاً الضوء على دور المعرفة في تفكيك السرديات الإيديولوجية، وعلى ضرورة قراءة التحولات الجيوسياسية بعيون نقدية بعيدة عن التبسيط.
وقد ساهمت بقية المداخلات من أكاديميين وفاعلين سياسيين في إثراء النقاش، ما جعل اللقاء منصة فكرية متوازنة جمعت بين التحليل الأكاديمي والشهادات الميدانية والرؤى الدبلوماسية. واختتم الحفل بمناقشة مفتوحة عكست تفاعلاً كبيراً من الحضور، مما أكد نجاح الموعد وقيمته العلمية والسياسية.


