الأخ مصطفى بنعلي: نعمة الاستقرار التي يعيشها المغرب لا يمكن لأحد أن يمن بها علينا.

شتنبر 13, 2013
asila.jpg

جعل الأخ المصطفى بنعلي النائب الأول للأمين العام لجبهة القوى الديمقراطية من مفهوم الوطن والحاجة إلى الروح الوطنية خيطا ناظما في الإجابة على أسئلة الشباب الجبهوي في اللقاء التواصلي الذي نظمته مبادرات الشباب المغربي يوم 9 شتنبر 2013 على هامش جامعتها الصيفية بأصيلا. وأكد الأخ  بنعلي على أن أولوية الوطن وهمومه هي المدخل الوحيد لقياس مدى صدق المطالب التي ترفع بشأن إصلاح أوضاع البلاد وتطويرها، وذلك في زمن العولمة وهيمنة الشركات المتعددة الجنسية، واعتبارا لتفاعلات السياق العربي والإسلامي الذي كشف عن ظهور فكر عابر للأوطان، عبر في غير مناسبة عن ولائه للجماعة عوض الولاء للوطن.

وشدد الأخ النائب الأول للأمين العام على أن الإيمان بالوطن وبالانتماء إليه سابق عن المطالبة بالإصلاح، وأن الروح الوطنية الصادقة والشعور بالإنتماء إلى الوطن، تعني أولا وقبل كل شيء، الالتزام العميق بقضاياه ومصالحه العليا. وأكد الأخ بنعلي بأن مفاهيم الوطن والمواطنة والوطنية ترتبط بمعادلات صحيحة للحقوق والواجبات، وبأن الإيمان بقضايا الوطن لا يعني الانغلاق ولا ينفي الانفتاح على ما يجري في الجوار، لكنه لا يعني كذلك حالة  الاغتراب النفسي التي يعانيها بعض الشباب المغربي، الذي ارتبط بما يجري في رابعة العدوية أكثر مما يجري في باب سبتة أو تارجيست أو في غيرهما.

ولتوضيح الترابط بين مواقف عدد من تنظيمات الإسلام السياسي بعدد من البلدان العربية والإسلامية بجماعة الإخوان المسلمين استعرض الأخ بنعلي شريط الأحداث بكل من ليبيا ومالي وسوريا وتونس ومصر، معتبرا بأن المواقف التي تم التعبير عنها بشأن التطورات في هذه البلدان ارتبطت دائما بمصلحة الجماعة وليست بمصلحة الشعوب.

وتطرق الأخ النائب الأول للامين العام إلى أن الروح الوطنية الصادقة هي التي تؤطر المواقف التي تنتجها جبهة القوى الديمقراطية، وأنها مصدر تمحور تحليلات الجبهة حول قضية وحدتنا الترابية كقضية مركزية في النضال من أجل مستقبل المغرب. وانتقد في هذا السياق التعامل السلبي لبعض الجهات الحقوقية مع قضايا مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، علال الناجم و مع محاكمة بعض رموز البوليساريو بإسبانيا بتهم ارتكاب جرائم ضد الانسانية، كما تساءل عما ربحه المغرب بخصوص قضيته الوطنية في ظل التطورات التي شهدها العالم العربي والإسلامي؟

ونبه الأخ المصطفى بنعلي، في سياق تحليله للأوضاع بالمغرب، إلى التحالف الهجين الذي يستهدف المغرب في استقراره من الداخل، وذكر في هذا السياق بواقعة العفو على الإسباني مغتصب الأطفال، معتبرا بأن نعمة الاستقرار التي يعيشها المغرب لا يمكن لأحد أن يمن بها علينا، لأنها نتيجة نضالات الشعب المغربي وقواه الحية، ونتيجة لتلاحم الشعب والعرش، في ظل التقاليد المتفردة للدولة المغربية الممتدة على مدار قرون، وفي ظل الشرعية التاريخية والمجتمعية والديمقراطية للمؤسسة الملكية، التي تشكل حجر الزاوية في ضمان استدامة هذا الاستقرار.

وفي سياق مرتبط، تحدث الأخ بنعلي عن هموم مغرب اليوم والانشغالات الحقيقة التي يجب أن يهتم بها المغاربة في الوقت الراهن، حيث تطرق إلى مخلفات هدر الزمن السياسي في النقاشات السياسوية العقيمة، وتحدث عن التأخير الحاصل في مباشرة أوراش الإصلاح وخصوصا ورش تطبيق الدستور بقضاياه الأساسية المرتبطة بتطبيق الجهوية وترسيم الأمازيغية والمناصفة..كما تحدث عن تبعات تأخر إصلاح صندوق المقاصة وصناديق التقاعد ومحاربة الرشوة وإصلاح القضاء ومحاربة البطالة وتحصين القدرة الشرائية للمواطنين.

وانتقد الأخ بنعلي البطء الكبير الذي عرفته مفاوضات ترميم الأغلبية الحكومية منذ خروج حزب الاستقلال إلى المعارضة. وتساءل عمن سيتحمل تبعات الدخول السياسي والاجتماعي  المتفجر، خصوصا بعد لجوء الحكومة إلى تطبيق نظام المقايسة على أثمان الكازوال والفيول. والتبعات الوخيمة التي ستكون لذلك على الأوضاع الاجتماعية للفئات الواسعة من الشعب المغربي وعلى النشاط الاقتصادي الوطني.

وفي موضوع مرتبط تحدث الأخ بنعلي عن تدهور مؤشرات التنافسية في المغرب، وفقا للإفادات التقرير الأخير. وهو التقرير الذي جاء ليؤكد تدهور المؤشرات الماكروإقتصادية المتعلقة بمعدل النمو المتواضع، وبمستوى العجز والتضخم والمديونية بشقيها الخارجي والداخلي، وبتدهور الميزان التجاري والحساب الجاري واحتياطي المغرب من العملة الصعبة. وطالب في هذا السياق باتخاذ تدابير استعجالية لاستدامة المالية العمومية من خلال إصلاح النظام الجبائي والقانون التنظيمي للمالية ونظام المحاسبة الوطنية.

كما تساءل الأخ بنعلي عن أوضاع الفئات الاجتماعية التي وعدت الحكومة بإصلاح أوضاعها، وخص بالذكر المطلقات والأرامل وحاملي الشهادات المعطلين. وتحدث عن معاناة المواطنين بفعل تدهور قدرتهم الشرائية إثر الزيادات المتكررة في الأسعار. كما تحدث عن مشاكل التعليم الذي أشرف على الانهيار، وعن أوضاع الجامعة المغربية وتدهور حال المدرسة العمومية، وعن أوضاع الرياضة الوطنية والإعلام العمومي والنقاش العمومي والعزوف السياسي…

جذير بالتذكير بأن مداخلة الأخ بنعلي، التي تحدث فيها عن جبهة القوى الديمقراطية بعد رحيل الفقيد التهامي الخياري وعن مشاريعها المستقبلية ولقاءتها التشاورية مع الأحزاب السياسية والهيئات النقابية وبعض المؤسسات الدستورية، كانت في سياق رده على سيل من الأسئلة التي فاقت 50 سؤالا، تقدم بها شباب يمثل مختلف اقاليم المملكة، يشارك ضمن فعاليات الجامعة الصيفية، التي تنظمها مبادرات الشباب المغربي باًصيلا ما بين 5 و13 شتنبر الجاري. وهي الجامعة التي تتضمن عدة أوراش تكوينية في مجال حقوق الإنسان، والعمل الجمعوي، والإسعافات الأولية، وفن التصوير والرقص والتشكيل…


حزب جبهة القوى الديمقراطية


حزب جبهة القوى الديمقراطية يرحب بكم ويوجه لكم الدعوة للانضمام إليه ، حيث تجتمع الخبرة والحماس، وحيث يمكن لكم أن تكونوا جزءًا من تاريخ نضال لبناء الحزب الكبير




الإشتراك


اشترك في النشرة لتلقي جميع الأخبار من حزب جبهة القوى الديمقراطية