الحروب الدينية اندلعت..!

– حسن الروداني
لم يسبق أن تناغمت أصوات بالمغرب مع أصوات في المشرق الإسلامي، كما يحدث اليوم.. والأمر يتعلق بالدعوة لـ ” الجهاد” في سوريا!.
يخال لي هنا أننا نعود قرونا إلى الوراء لنعيش فترة الحروب الدينية المسيحية- المسيحية المدمرة بأوروبا خلال العصر الوسيط .. تلك الحروب التي كان ظاهرها صراع ديني، وباطنها صراع سياسي على السلطة والنفوذ..
في العالم العربي والإسلامي، منذ تمكن حركات من الإسلام السياسي، في ظل ” الربيع العربي”، من الوصول إلى السلطة في بعض البلدان العربية، بدأت تظهر معالم صراعات بين أجنحة الإسلام السياسي، لكن هذه المرة وخلافا لأوربا العصر الوسيط ، صراعات سياسية معلنة للتمكن من السلطة، باسم ” الدين” : بين الوهابيين والإخوانيين، وبين السنيين والشيعة..وهلمجرا..
فأضحت الحالة السورية حلبة ” لجهاد جهاديين ضد جهاديين” ولمقاتلة طوائف دينية لأخرى، وتدخل معلن لأجنحة الإسلام السياسي الأممية..
إقحام الدين في الصراع بسوريا ، هو الذي جنى على الشعب السوري ، أكثر من الطاغية بشار الأسد…
فبعد أن اندلعت الانتفاضات الشعبية السلمية بسوريا ، مطالبة بالديمقراطية والحرية والكرامة الإنسانية. وبعد أن بدأ التعاطف الدولي مع مطالب الشعب السوري الديمقراطية يتوسع ، وتبلورأنوية لقيادة سياسية وسط المعارضة الديمقراطية .
بعد هذا، حشرت أجنحة الإسلام السياسي أنفها في الصراع، متجهة مباشرة إلى استعمال السلاح.. فأجهض مسار الانتفاضة الديمقراطية.. وتحول الصراع إلى صراع بين “القاعدة” و “حزب الله” اللبناني والجماعات الإخوانية.. و.. و.. وبين هذه ، ضاعت مصالح الشعب السوري، الذي مازال يتعرض لمختلف أشكال التقتيل الهمجي الأعمى .. والأطراف الخارجية المتدخلة في الصراع ، تزيد من تغذية أدوات التخريب والدمار بسوريا الضحية..
فإذا تدينت السياسة.. فإن ذلك يتبعه خراب المدنية وهلاك العباد..
المنعطف 19 يونيه 2013