
إن جبهة القوى الديمقراطية وهي تتابع زيارة، قداسة البابا فرانسيس الأول، للمغرب، بلد التسامح والتعايش، على امتداد الأزمنة والعقود، تعبر عن ترحيبها بمقدمه، بما يتناغم والقناعات الراسخة، لدى الحزب، من منطلق ان وحدة الأمة المغربية بتعدد وغنى مكونات وروافد هويتها، شكلت على الدوام أساس التعايش والتساكن في إطار من التسامح والانفتاح على الآخر، يعززان تماسك لحمة المجتمع المغربي.
وجبهة القوى الديمقراطية، وهي تجدد تأكيدها على مبدأ احترام التعدد والاختلاف، في ظل الوحدة الوطنية، والذي أصل الانصهار التدريجي للقيم الإنسانية التقدمية والكونية، تعتبر زيارة البابا للمملكة، لحظة تاريخية متميزة، تأتي في سياق دولي عام، يستدعي الوقوف في وجه انتشار الفكر النكوصي، الداعي لرفض الأخر، والممعن في توظيف الدين والمعتقد لتأجيج الصراع والكراهية وتكريس العنف بمختلف أشكاله وزرع العداوات بين الأمم والشعوب.
أن جبهة القوى الديمقراطية، وهي تستحضر النتائج الإيجابية لهذه الزيارة، تسجل بعدها الرمزي، المترجم للتراكم التاريخي، الذي يجعل من المغرب والمغاربة، أمة متشبعة عبر تاريخها الضارب في القدم، بقيم التسامح والعيش المشترك بين الديانات السماوية، بما يجعل المغرب وحاضرة الفاتكان يتقاسمان التقائية التوجهات فيما يتعلق بحوار الأديان والقضايا الكونية الكبرى للإنسانية.
كما تستثمر جبهة القوى الديمقراطية الاستقبال الكبير الذي خص به المغاربة ملكا وشعبا قداسة بابا الفاتيكان، كأرقى نموذج لتجذر ومتانة الأواصر بين سماحة الإسلام واعتداله ووسطيته وتعاليم المسيحية الداعية إلى الأخوة وقيم المحبة والسلام، في درب تعزيز هذه القيم المشتركة، وتقريب وجهات النظر، من أجل مستقبل للإنسانية، مبني على القيم والوشائج المشتركة بين المسيحية والإسلام.
وجبهة القوى الديمقراطية، ومن منطلق وعيها بمسؤولياتها السياسية، تغتنم هذه الفرصة التاريخية، للفت أنظار القوى الحية المحبة للسلام، إلى مخاطر التطرف والإرهاب بكل اشكاله وأيا كانت خلفياته، وتدعو إلى خوض معركة فكرية شاملة، في بعدها الإنساني، للتأطير والتنوير وإشاعة القيم والمبادئ الكونية لحقوق الإنسان ومرجعيات الحداثة والتقدمية، الكفيلة بتدشين حوار بين الثقافات والأديان قوامه التساكن والتعايش، وقبول الآخر.
وحرر بالرباط يوم الأحد 31 مارس 2019.