خطوة لابد منها
عبدالنبي مصلوحي
بعد إعلان الراحل، الحسن الثاني “الوطن غفور رحيم”، عاد إلى أرض الوطن كثير ممن غرر بهم في ظروف حرب باردة قدر للمغرب أن يكون فيها جارا لأحد الأنظمة المغاربية التي كانت وقتها تدور في فلك المعسكر الشرقي، يوجد بينهم أطر وقيادات كبيرة كانت في البوليساريو، ثلة منهم اشتغلوا في القارة الإفريقية ولهم علاقات جيدة مع الكثير من النخب والهيئات السياسية التي يوجد بعضها اليوم في سدة الحكم أو قريب منها بكثير من بلدان القارة…هؤلاء بعد استعادة المغرب لكرسيه في الاتحاد الإفريقي يمكن التفكير لهم في أدوار معينة بشكل يُمَكن من استغلال علاقاتهم القديمة لفائدة قضية الوحدة الترابية،لأن هؤلاء القادة السابقين في البوليساريو من أمثال عمر الحضرمي ونور الدين بلالي وغيرهما على اطلاع واسع بالأدغال السياسية في القارة السمراء، الأمر الذي يجعل منهم مخاطبين جيدين للأفارقة بالنسبة لهذا الملف الذي مازال الكثير من الساسة الأفارقة لا يفهمونه بالشكل الذي يساعدهم على اتخاذ مواقف جيدة ونزيهة تخدم الطرح المغربي.
أن الدفع بالقادة القدامى في البوليساريو ممن عادوا إلى أرض الوطن إلى معمعة النقاش والإقناع بخصوص ملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية سيساعد المغرب على فتح اختراقات جديدة ومفيدة.
هذا الأمر تلتقي حوله كثير من الفعاليات والمتابعين لملف النزاع ، كثير منهم أضحوا بعد عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي وإحداث وزارة خاصة بالشأن الإفريقي يطالبون هذه الوزارة بالانفتاح على القادة السابقين في البوليساريو وإعطائهم الفرصة للمشاركة في لقاءات مع الجبهة الانفصالية، مؤكدين أنه بإمكانهم تحقيق نتائج أفضل بحكم معرفتهم بتفاصيل الملف.
وهي كذلك خطوة قادرة على بعثرة أوراق خصوم وحدتنا الترابية في كثير من الدول الإفريقية التي تمكن النظام الجزائري التأثير في مواقفها بحكم عدم معرفتها الدقيقة لتفاصيل الملف.
أيضا من الأمور التي يجب أن ينتبه إليها المغرب في الظروف الراهنة، هو ضرورة وضع حد للعب الجزائري خلف الستار وتحكم الجزائر غير المعلن في قرار جبهة البوليساريو، لقد حان الوقت ليطالب المغرب بأن تكون طرفا إلى جانب البوليساريو في المنتديات، من قبيل منتدى برلين المقبل، حيث يُتوقع أن تجلس خلاله أطراف النزاع حول طاولة مفاوضات مباشرة.. ملتقى لن يكون فيه للبوليساريو أي رأي أو قرار دون العودة إلى الجزائر التي لم يعد خافيا أنها المحرك الرئيسي لهذا الملف عن الجانب الآخر، أما البوليساريو فهي مجرد دمية اختارت أن تلعب هذا الدور خدمة للنظام الجزائري الذي يسعى إلى التشويش على المغرب عبر وضع هذه الحصى التي هي البوليساريو في حذائه، لهذا حان الوقت للمطالبة بان تكشف الجزائر عن وجهها وتعلن نفسها طرفا رئيسيا في النزاع بدل الاختفاء وراء دمية لا روح فيها غير ما يُنفخ فيها من أفواه جنرالات، هم في الأصل يتامى الحرب الباردة.
Source: almounaataf