التساقطات الثلجية الكثيفة تسببت في عزل قرى بأكملها بجهة بني ملال-خنيفرة
سعيد صديق
تسببت التساقطات الثلجية الكثيفة التي عرفتها عدد من المناطق الجبلية التابعة لجهة بني ملال خنيفرة في قطع عدد من المقاطع الطرقية وعزل قرى بأكملها عن العالم الخارجي بالجهة.
ولعل استمرار موجة البرد القارس والتساقطات الثلجية الكثيفة بمنطقة الأطلس المتوسط (أقاليم بني ملال وأزيلال وخنيفرة)، التي لم تشهد مثل هذا الطقس مند أزيد من عقدين، سيسبب معاناة حقيقية لساكنة مجموعة من القرى والدواوير في حالة استمرار هذا الوضع.
وقد حولت هذه الثلوج المنطقة الجبلية ككل إلى قرى معزولة ومحاصرة يستحيل الوصول إليها أو مغادرتها، بعد تساقط كثيف للثلوج والتي فاق ارتفاعها 80 سنتيمترا بالمرتفعات، و 40 سنتيمترا بالسفح، حيث أدت هذه التساقطات الثلجية الكثيفة إلى قطع عدد من المحاور الطرقية ومن بينها الطريق الجهوية رقم 317 الرابطة بين بني ملال- واملشيل على مستوى المقطع الطرقي (القصيبة- تيزي نسلي)، وكذلكالطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين بني ملال وخنيفرة على مستوى جماعة مريرت، والطريق الجهوية 304 على مستوى اغرغر .
كما أدت هذه التساقطات الثلجية إلى قطع الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بني ملال وفاس على مستوى الجماعة الترابية واومانة، مما استدعى نصب حاجز على مستوى سد الشهيد الحنصالي، وإعلان الطريق الجهوية رقم 317 الرابطة بين املشيل والقصيبة مقطوعة في وجه حركة السير.
وقد جندت السلطات الجهوية والإقليمية مختلف تدخلاتها لفك العزلة عن هذه المناطق المحاصرة والتدخل لفتح عدد من المسالك القروية.
ومن جهة أخرى، حاصرت الثلوج ساكنة عدد من المناطق الجبلية “أغبالة وبوتفردة وتيزي نسلي” (إقليم بني ملال)، ومناطق أيت امحمد وزاوية أحنصال وأيت أمديس، وكدا مناطق جبلية أخرى ذات مسالك الوعرة، وصلت درجات الحرارة بها إلى أدنى مستوياتها بكل من آيت بوكماز وأنركي (إقليم أزيلال)، كما تسببت التساقطات الثلجية كذلك في عزل مجموعة من الدواوير التابعة للجماعة الترابية ناوور، بعد أن بلغت التساقطات الثلجية أزيد من 90 سنتمتر، فيما تعد دواوير وقرى افسفاس ومغاست وبويوسف مناطق معزولة بالكامل.
ونتيجة هذه الوضعية ونظرا لصعوبة ولوج الساكنة المحلية والتلاميذ الى الخدمات والمرافق الاساسية، كانت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بازيلال قد دعت في مذكرة صدرت (الأحد)، مدراء المؤسسات التعليمية إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات الاحتياطية لمواجهة موجات البرد والتساقطات المطرية والثلجية، من خلال اللجوء إلى التوقف الاضطراري للدراسة في المناطق التي تعرف تساقط الثلوج وتراكمها وفق المسطرة المعمول بها.
كما دعت إلى توفير التدفئة داخل الحجرات الدراسية والنوادي الداخليات، والأغطية الكافية لفائدة التلاميذ الداخليين، و تحصين المراقد، و توفير التموين الكافي للمطاعم، كما دعت المديرين إلى القيام بحملة تحسيسية في أوساط التلاميذ والأطر التربوية لتفادي الاختناق بسبب غاز أكسيد الكربون.
وتظل ساكنة مجموعة من المناطق الجبلية عاجزة عن التنقل لقضاء أغراضهم الادارية وحاجياتهم اليومية وخاصة التزود بأعلاف المواشي ، حيث تسببت قوة التساقطات الثلجية في نفوق العديد من رؤوس الماعز والأغنام.
كما أصبح من الصعب ، في الظروف الراهنة، نقل المرضى إلى المراكز الصحية والمستشفيات بسبب انقطاع الطرق والمسالك القروية، الى جانب معاناة الساكنة المحلية في الحصول على حطب التدفئة الذي ارتفع سعره بشكل صاروخي.
وتتخوف الساكنة المحاصرة بفعل التساقطات الثلجية من نفاذ المواد الأساسية للتغذية، في حال استمرار تسا.قط الثلوج، ومخزون الدقيق كمادة أساسية لمئات الأسر بهذه المناطق الجبلية الوعرة، وهو ما يستدعي التدخل العاجل لإنقاذ ساكنة هذه المناطق وخاصة الأطفال الصغار، ناهيك عن الرحل الذين لا زالو عالقين وسط الجبال ولا يعرف مصيرهم.
Source: almounaataf