باحثان يؤكدان أن بداية الإنسان الحديث تعود إلى 300 ألف سنة
كشفت نتائج الدراسة، التي تم تعميمها خلال الندوة، التي نظمت بالمعهد العلمي بجامعة محمد الخامس بالرباط، يوم 19 أكتوبر 2017، حول موضوع : “اكتشاف أقدم بقايا لفصيلة الإنسان العاقل (الهومو سابينز) بالمغرب”، والتي قادها كل من الباحثان “جان-جاك هوبلان”، من معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية بلايبزيغ – ألمانيا، و”عبد الواحد بن نصر”، من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط – المغرب، أن بداية تاريخ الإنسان الحديث تعود إلى 300 ألف سنة، وليس 100 ألف سنة كما كان يعتقد من قبل.
بحيث قال الباحث جان-جاك هوبلان خلال هذا اللقاء، “أن الباحثين كانوا مقتنعين عموما بأن هناك منطقة محدودة ظهرت فيها فصيلة الإنسان بشكل سريع وحاد”، موضحا “أن اكتشاف جبل ‘إيغود’ يظهر أن أقدم المستحثات توجد في منطقة المغرب العربي، وهذا ما سيغير بشكل جذري في الأبحاث المتعلقة بتطور الإنسان، كما أن النتائج المحصل عليها ستدفع بنا إلى التفكير في إعادة النظر في المراجع والمتعلقة بالموضوع”.
من جهته، قال الباحث عبد الواحد بن نصر، “أن نتائج هذا الاكتشاف أهميته تكمن في تطوير البحث الأركيولوجي بالمغرب بل وربما في تنمية المنطقة بأكملها، كما أن هذا اللقاء الهدف منه تقديم نتائج هذا الاكتشاف للعموم، بعد أن كانت متاحة فقط للمجتمع العلمي”.
من جانبه، أكد رئيس جامعة محمد الخامس، الأستاذ سعيد أمزازي، بهذه المناسبة، “أن الاكتشاف الذي قام به الباحثان على بعد 400 كم جنوب الرباطـ، جعل من المغرب مهدا للبشرية. وأن هذه النتائج تظل نسبية بالنظر إلى ما يمكن أن يسفر عنه البحث عن أصول المستحثات المكتشفة”.
وأكد السيد أمزازي، أن هذه المعطيات تزكي الفرضيات الأولى التي تجعل من إفريقيا أصل الإنسان الحديث، مشيرا إلى أن اكتشاف مستحثات ‘أموسابيانس’ بجبل إيغود، والذي ساهم في إعادة كتابة تاريخ البشرية، يبين أن ‘أموسابيانس’ سلك طريق الصحراء، الذي كان يتكون من سهول خضراء توفر شروط التنقل.
كما أكد السيد أمزازي، أن هذا اللقاء يهدف إلى تقديم الإطار الأوسع والأهم لتطور فصيلة الإنسان بالقارة الإفريقية وخارجها، كذالك إلى إطلاع العموم على أهمية موقع جبل إيغود (الواقع في منتصف مدينتي مراكش وآسفي، بالضبط بإقليم اليوسوفية)، قائلا ” أنه لدينا اليوم ما يكفي من النماذج التي ستمكن من الكشف عن أسرار هذه المنطقة من العالم و توضيح بعض المعطيات المتعلقة برحلة الإنسان الحديث “.
نظم هذه الندوة، التي كانت مفتوحة للعموم، كل من جامعة محمد الخامس بالرباط، وسفارة فرنسا بالمغرب- مصلحة التعاون والنشاط الثقافي والمعهد الفرنسي بالمغرب، بحضور أزيد من 300 مشارك يمثلون شخصيات مغربية ودولية، وباحثين وطلبة.
Source: almounaataf