في كلمة الأخ المصطفى بنعلي خلال تظاهرة المنظمة الديمقراطية للشغل بمناسبة فاتح ماي: الاختيارات المغرقة في الليبرالية المتوحشة تجهز على مكتسبات الشعب المغربي. الوضع في المغرب اليوم يقتضي توسيع جبهة أنصار الحداثة والديمقراطية بحجم الأزمة التي يعيشها الشعب المغربي.

عبد الرحيم لحبيب
شجب الأخ المصطفى بنعلي الأمين العام لجبهة القوى الديمقراطية، من على منصة المنظمة الديمقراطية للشغل، في تظاهراتها بمناسبة فاتح ماي، الهجمة الشرسة التي شنتها الحكومة، على مكتسبات الشعب المغربي، و التي مرت بشأنها إلى السرعة القصوى، من أجل الإجهاز على ما تبقى من هذه المكتسبات.
وقال الأخ بنعلي في كلمته بالمناسبة، “جئنا لنعبر لكم على تضامن جبهة القوى الديمقراطية مع الطبقة الشغيلة ومع سواد المغاربة المستضعف في المآسي التي يعيشها بفعل الهجمة الشرسة التي شنتها الحكومة على المكتسبات التي تحققت بفضل نضالات القوى الحية في المجتمع.”
وأضاف الأخ بنعلي أن الوضع في المغرب اليوم يقتضي جبهة واسعة، بحجم الأزمة التي يعيشها الشعب المغربي، بفعل الاختيارات المغرقة في الليبرالية المتوحشة، التي تضرب في صميم المكتسبات الاجتماعية، مجددا بالتأكيد على إيمان جبهة القوى الديمقراطية بمستقبل القوى التي تؤمن بالديمقراطية والحداثة.
وعبر الأخ الأمين العام على دواعي الافتخار بالمنظمة، من خلال استحضار تجندها إلى صف القوى الحية في الدفاع عن القضايا الوطنية الكبرى، و على رأسها قضية الوحدة الترابية للمملكة. كما ثمن عاليا العمل الذي تضطلع به المنظمة الديمقراطية للشغل، ليس فقط على مستوى ما تقوم به في الدفاع على العمال و الطبقة العاملة في الحفاظ على مكاسبها المادية و المعنوية، بل و في روح التجديد الذي تتميز به في مجال العمل النقابي، بما هي مركزية نقابية قادرة على الاستجابة لحاجات المواطن، و قادرة على فرض أفكارها في الساحة.
مضيفا، في كلمته، التي ألقاها أمام نقابيي و عمال و شغيلة المنظمة الديمقراطية للشغل، خلال التجمع الحاشد بالرباط الذي نظمته صبيحة فاتح ماي، أنه، بالرغم أن نظام الأكثر تمثيلية، نظام مجحف، لم يتح الفرصة للمنظمة لتلعب دورها في تأطير المواطنين و في تأطير النقابيين، فالمنظمة تظل نقابة وطنية مجددة، كانت دائما حاضرة، في جميع المحطات التي تستدعي تعبئة المغاربة.
الأخ بنعلي ذكر بأن فكر و قناعة جبهة القوى الديمقراطية، يؤكدان أنه و نحن في نهاية هذه الولاية الحكومية، و أيضا في سياق المحطة الحاسمة التي عاشتها قضيتنا الوطنية بالأمم المتحدة، و التحدي الكبير الذي رفعه المغرب، في وجه الأمين العام للأمم المتحدة، فالقوى الخارجية التي خرجت منتصرة من الحرب العالمية الثانية، تسعى لتشتيت الوحدة ، و ضرب المكاسب الوطنية.
كما أوضح أن هذا المسلسل الذي يتهدد المغرب انطلق منذ 2011، لما عمل على تهيء شروط فرض قوى أبانت على امتداد الخمس السنوات التي عشناها في ظل هذه الحكومة، أنها جاءت لتنفيذ تعليمات مؤسسات الائتمان الدولية، للتمهيد لضرب القوى و المكاسب الوطنية، و لتسلم مفاتيح الاقتصاد الوطني، و القرار السيادي الاجتماعي، للمنظمات الدولية، التي تعمل في المضاربة الدولية.
و كان علي لطفي الكاتب العام لنقابة “المنظمة الديمقراطية للشغل”، في كلمته خلال هذا التجمع قد انتقد، طريقة الحكومة في التعامل مع ملفات سياسية مؤكدا أن “السياسة العمومية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية والبيئية التي نهجتها الحكومة الحالية لمدة خمس سنوات، أدت إلى تدهور غير مسبوق للأوضاع، بسبب تخلي الحكومة عن دورها في تمويل الخدمات الاجتماعية وتقليصها المتواصل للاستثمارات العمومية”.
كما أشار إلى أن حكومة عبد الإله بنكيران انتهجت ليبرالية مفرطة واقتصـــاد الســوق وتحرير الأسعـــار و إلغــاء كل الخدمات الاجتماعية الداعمة للقدرة الشرائية للمواطنين . ودعا القيادي النقابي، كل العمال والعاملات إلى المشاركة المكثفة في الاستحقاقات التشريعية المقبلة، من أجل “التصويت العقابي ضد حكومة أجهزت على المكتسبات وأدخلت البلد في أزمات على جميع المستويات”، بحسب تعبيره.
و من جهته اتهم عزيز بعزوز رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس المستشارين رئيس الحكومة، بقيادته حكومة تنصب و تكذب على المغاربة، مؤكدا، أن حكومة بنكيران تعض بكل نوا جدها على السلطة، ولو دعاها الأمر إلى امتهان التزوير والتدليس. كما طالب عضو المكتب السياسي لحزب الجرار بالقيام بهبة شعبية قوية لتخليص المغاربة من هذه الحكومة.