إيمان الونطدي : منظمة جيل الغد رافد أساسي لمبادرات الشباب المغربي وعملها يتمحور حول إعداد شباب واعد

انسجاما مع مبادئ و قناعات جبهة القوى الديمقراطية، في الاهتمام بالعنصر البشري كرأسمال لا مادي، و ثروة لا غنى عنها في أي تنمية اقتصادية و اجتماعية، لبت الجبهة دعوة المشاركة في للقاء الذي نظمته المندوبية السامية للتخطيط يوم الأربعاء2أكتوبر2015، و الذي خصص لعرض نتائج الدراسات، حول بعض جوانب الرأسمال البشري في المغرب.
و سيرا على نهج العناية بالتنشئة الاجتماعية، و ما لها من دور حاسم، في إعداد أجيال الغد، تضطلع جبهة القوى الديمقراطية بهذا الدور عبر هياكلها الموازية، مجسدة في منظمة جيل الغد، التي تعتبر الرافد الحيوي و الأساسي لمبادرات الشباب المغربي، شبيبة الجبهة، وعيا منها بأن استثمار الرأسمال البشري، ينطلق من أولى مراحل التنشئة الاجتماعية للفرد.
فإذا كانت كل الأبحاث و الدراسات، التي تنجزها مختلف القطاعات، حكومية كانت أو غير حكومية، و في مختلف مجالات الحياة، داخل المجتمع، تؤكد على حقيقة واحدة، هي أن العنصر البشري هو أهم ثروة تنمي المجتمع، فجبهة القوى الديمقراطية آمنت على الدوام بهذه الحقيقة الحتمية، التي لا تزيدها الزمان إلا رسوخا و صدقية
و بهذه المناسبة، استضاف الصحافي أحمد العلمي الأخت إيمان الونطدي المنسقة الوطنية لمنظمة جيل الغد، و أجرى معها الحوار التالي
حاورها : احمد العلمي
تقديم:
أكدت الأخت إيمان الونطدي أن منظمة جيل الغد تعد رافدا أساسيا لمبادرات الشباب المغربي ، وان تأطير هذه الفئة بشكل صلب وجدي يدفع لانخراطهم في العمل الجمعوي ثم تحميل مسؤولية التعامل مع ملفات تخصهم.
وقالت المنسقة الوطنية لمنظمة جيل الغد “قطاع الطفولة” داخل جبهة القوى الديمقراطية في حوار ل”المنعطف” إن جيل الغد له مسار هام جدا راكمه منذ سنين ، وبالتالي ارتأينا كمسؤولين داخل منظمة جيل الغد بمعية باقي الأعضاء ، أن نحافظ على الموروث السابق ثم بناء مرحلة جديدة في هذا السياق ، وذلك هو ما يلح عليه الوضع الراهن. وهنا نص الحوار :
انتم على رأس منظمة جيل الغد ما هي استراتيجية العمل التي عزمهم القيام بها لهذه الفئة من الفئة من الشباب ؟
أود أن أشير في بادئ الأمر إلى كون المهام المنوطة بي اليوم داخل منظمة جيل الغد كمنظمة قوية لها تاريخها داخل المشهد التربوي بالدرجة الأولى، ثم قطاع طفولي موازي داخل جبهة القوى الديمقراطية ورافد من روافد مبادرات الشباب المغربي تحتم علينا الدخول في غمار تأطير هذه الفئة بشكل صلب وجدي يدفع لانخراطهم في العمل الجمعوي ثم تحميل مسؤولية التعامل مع ملفات تخصهم بدرجة تعطيهم الثقة وتمنحهم قوة وصلابة للدفاع عن قضاياهم.واعتقد أن التجربة يجب أن تتخطى مرحلة الاكتفاء و تتطور إلى مرحلة التطبيق بإيصالها للآخر .
فكوني مسؤولة بمنظمة جيل الغد أحاول اليوم أن استفيد من تجاربي سواء المهنية منها أو المجتمعية لتأسيس مسار يعتمد على فلسفة تربوية ثقافية ترفيهية ترقى بمستوى الفئة المستهدفة .وخلق لجن داخل المنظمة تعمل على تأطير نوادي من أجل بلورة الملكات الإبداعية و مواهب الطفل بتشجيعه على التصالح مع القراءة و تطويرها إلى الكتابة (قصص قصيرة ) ثم تفعيلها في نوادي المسرح و السينما و التشكيل .يعني الاشتغال داخل عمل متسلسل ..من هنا يكون الجواب عن التمثلات التي سنعتمدها داخل المنظمة للتوفيق بين ما هو مقرر للتدريس (الدعم) و ما هو ترفيهي تربوي بالاعتماد على أندية يؤطرها ذوو الاختصاص . و بما أن جيل الغد يهتم بفئة عمرية معينة (7/15) اعتبر أن هته المرحلة جد حساسة و تتطلب تعاملا خاصا, لد ا أرى أن من الضروري خلق مراكز للإنصات لان الطفل كونه بحاجة إلى البوح بما يواجهه من ضغوطات ، صعوبات أو تعثرات داخل الأسرة أو بالمدرسة أو مع أصدقائه.
جيل الغد رافعة أساسية لمبادرات الشباب المغربي هل هناك تنسيق في هذا الباب؟
كما قلت سابقا فمنظمة جيل الغد لا يمكن أن تعمل خارج إطارها الروحي ألا وهو مبادرات الشباب المغربي ، وبالتالي هي رافد من روافد المبادرات ، وإذا كانت مبادرة الشباب تسعى لإعداد مواطن مسؤول فجيل الغد دوره يتمحور في العمل الجاد القادر على تهيئ شباب واعد وفعال ومساهم في إبداء رأيه ، الأمر الذي نعتبره نحن في جبهة القوى الديمقراطية ، رهان وتحدي كبير في إعداد جيل له رغبة الانخراط في العمل السياسي والدفاع عن قضاياه الراهنة . وبالتالي تحمل المسؤولية داخل إطار صحيح له إلمام بما له و ما عليه …و حمل مشعل الاستمرارية كأعضاء مؤطرين داخل المنظمة بهذا نكون اعددنا شبابا غير مستهلك فقط ،و إنما استفاد من مرحلة منتدى جيل الغد ليصبح مسؤولا و قادرا على بلورة تكويناته داخل مبادرات الشباب و قد ينقل تجربته إلى مشروع عمل بتنسيق مع منظمات أخرى تهتم بنفس المجال .. وهو ما نركز عليه في استراتيجية واضحة المعالم ، حيث نرغب فري الرقى بعمل منتدى جيل الغد وليس وطنيا وإنما عربيا ودوليا ، بحكم أن قضايا الطفولة هي قضايا عالمية مشتركة خصوصا وان التحولات العالمية الكبرى والحروب المتفرقة هنا وهناك ، تعرض الطفل للقمع والقهر ، وتفرض علينا تحمل المسؤولية في هذا الإطار والدفاع عن الطفل بكل وسائلنا الذاتية و البيداغوجية.
تجربة مرحلة سيدي رحال كيف كانت و ما هي الخلاصات في ظل توجه جديد للنهوض بمجال الطفولة ؟
أود القول أن جيل الغد له مسار هام جدا راكمه منذ سنين ، وبالتالي ارتأينا كمسؤولين داخل منظمة جيل الغد بمعية باقي الأعضاء ، أن نحافظ على الموروث السابق ثم بناء مرحلة جديدة في هذا السياق ، وذلك هو ما يلح عليه الوضع الراهن. ولا أخفيكم شيئا إن مرحلة مخيم سيدي رحال كانت محطة اخذ نفس جديد للانطلاق نحو التغيير و خوض التجربة من جديد. ثم إعادة النظر فيما وجب تغييره أو تجديده.. ثم إرساء قناعاتنا داخل المؤسسة باعتبار أن الاهتمام بالطفولة ليس فترة معينة محدودة بل استمرارية و تتبع و أن المخيم ليس بداية لمرحلة ما ، ثم نهايتها عناق و حافلة تقل المستفيد إلى مدينته و يبقى المخيم مجرد ذكرى . و إنما بداية لنمط جديد لحياة طفل حيث نسعى أن نساعده على الاقتناع بذاته و تطويرها. الأمر الذي لا يترك لنا مجالا للتقاعس وإنما رهان صعب يتمثل في كيفية الاستمرارية و تثبيت قواعد وأسس البحث عن المستقبل وتطوير جيل يعي ما يقوم به. أي وبصيغة أخرى إعداد أجيال للمغرب الجديد مغرب الحداثة والديمقراطية الحقة ، وهو ما نسجله بكل اعتزاز حيث أن هذا الفكر نراهن عليه في برامجنا مع إعادة ربط العلاقة بين جل أبناء المغرب من شماله إلى صحرائه. واعتقد بان تجربة الحفاظ على موروث الماضي وإرساء نمط جديد لمنظمة جيل الغد ، لن يخرج على منظور حزبنا الذي نؤمن بمبادئه ، ونحافظ عليها.
رهانات المستقبل بالنسبة لك في هذا الإطار؟
يمكن القول ألان بان مجال الطفولة تطور بشكل كبير ، ولا اعتقد أن اجزم بان تجارب العالم قد نجحت في تأطير الطفل ، لكن يمكن القول أن الكل يشتغل ويبحث عن كل ما هو جديد وفي صالح الطفل ، والمغرب بدوره انخرط في منظومة الإصلاح الدولية ، ووقع على اتفاقيات في هذا الباب ، وبالتالي كل الذين يشتغلون في المجال مرغمون على احترام أبجديات الاستراتيجيات الدقيقة والدراسات والنظريات الصائبة. وكل هذا يحتاج إلى عمل مضني .إذن يصعب الحديث الآن على رهانات دون الاشتغال على برنامج مكثف له أبعاد و رؤى لتطوير مفهوم الاشتغال مع فئة عمرية معينة..لكن نطمح إلى تطوير تجربتنا داخل منظمة منتدى جيل الغد بالانفتاح على كل الفعاليات التي تسعى لخدمة طفل مواطن يؤمن بما يحمل من قناعات و مبادئ .