11039572_1626643034221998_1762181892_n2.png

يستضيف هذا الركن من فضاء جريدة المنعطف أطرا و فعاليات، تتنوع أوجه اهتماماتها الفكرية، وتتعدد مجالات اختصاصاتها، في حوار شفاف وهادف، يلامس جملة من القضايا والمواضيع الملحة على الساحة الوطنية سياسية، اقتصادية، اجتماعية وتربوية، لخلق جسور تواصل مباشر مع القارئ والمتتبع. و سنركز على محاور محددة، تستأثر باهتمام عامة أبناء هذا الوطن العزيز.
ضيف اليوم، الجمعوي والحقوقي، الباحث في أراضي الجموع ،عضو اللجنة الموضوعاتية المهتمة بدراسة ملف أراضي الجموع، نرحب بالأخ محمد فاريح،
ســـــــــؤال:
تطالعنا وسائل الإعلام بين الفينة والأخرىبأخبار عن أحداث دامية، واضطرابات أمنية خطيرة تتصارع فيها قبائل، أو فخدات داخل القبيلة الواحدة، يكون أصل المشكل نزاع حول الأحقية في الانتفاع من أراضي الجموع والأراضي السلالية.كيف تقربون القارئ من طبيعة هذا الملف؟
جـــــــــواب:
يشكل ملف أراضي الجموع قنبلة موقوتة، قابلة للانفجار في أية لحظة، فلا يمر أسبوع في المغرب دون أن نسجل شكلا احتجاجيا مرتبطا بهذا الملف، وهو ملف يطرح مسألتي الهوية والإنتماء. انه معضلة عانت وتعاني منها مجتمعات عديدة، لانطوائه على عقلية تقليدية تنزع نحو تهديد الكيانات، والتمييز بين مواطني البلد الواحد.
و بالنسبة للمغرب نلاحظ أن وسائل الإعلام تطالعنا كل أسبوع، بأحداث دامية، بين أفراد جماعات وقبائل، تتناحر حول أحقية هذا الطرف أو ذاك، في تملك أو انتفاع، أو استغلال للأراضي السلالية وأراضي الجموع، فتتعالى مظاهر الاحتجاجات والتنديد، جراء سوء تدبير هذا الملف. انه ملف أصبح يستدعي التدقيق والتحليل.
و إذ في الوقت الذي فتح المغرب أوراشا كبرى لتحديث مؤسساته، ودمقرطة حياته العامة، وتطوير نموذجه التنموي، نسجل هذا التراجع، في تدبير ملف أراضي الجموع، باعتماد أسلوب تقليدي، يعيد إحياء ما هو قبلي، ينبني على نزوع عرقي، يحكمه منطق العرف. و على هذا الأساس، لا بد من انخراط الجميع، دولة ومنتخبين، وباحثين مهتمين، وذوي الحقوق أنفسهم، في إيجاد الحلول الملائمة، لهذا الإشكال البنيوي المتشعب، ولنجعله المنطلق نحو تنمية حقيقية للبلاد.
ســـــــــؤال:
عقدت اللجنة الموضوعاتية المهتمة بدراسة ملف أراضي الجموع،مؤخرا اجتماعا تدارست فيه سبل معالجة القضايا والإشكالات التي يطرحها، هل لك أن تلخص أهم مستجد جاء في هذا اللقاء؟
جـــــــــواب:
يأتي انعقاد لقاء اللجنة الموضوعاتية المهتمة بدراسة ملف أراضي الجموع اليوم، للتحضير ليوم دراسي، نحرص من خلاله، على إشراك كل الأطراف المعنية و المتدخلة في هذا الملف، لوضع الآليات، وطرح التصورات الكفيلة بمعالجة الإشكالات التي يطرحها، وبتناول يستحضر كل أبعاده القانونية، الاقتصادية والاجتماعية و الثقافية والحقوقية. وقد انكبت اللجنة على اقتراح وتهيئ أرضية للعمل المستقبلي.
وجبهة القوى كانت دائما منخرطة، في تعاملها مع مثل هذه الملفات، وتوليها كامل الاهتمام والعناية، انطلاقا من دورها الفاعل في الحقل السياسي الوطني، ومن تمثلها العميق للمبادئ الأساسية في خدمة الوطن والمواطن، وانشغالها الدائم بمصالح البلاد العليا، في استمرار الإستقرار الضامن الأساس للتنمية والتطور.
فالمغرب اليوم مدعو لإدماج كل شرائحه الاجتماعية، وتعزيز تماسك نسيجه المجتمعي، لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية المطروحة على البلاد، وكذا العمل على مواكبة المستجدات، على المستويات القانونية والحقوقية،التي يعيشها المغرب خاصة مع دستور 2011 الذي أقر المساواة ، وتكافؤ الفرص، بين كافة أبناء الوطن بصفتهم مواطنين لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات اتجاه بلادهم.
ســـــــــؤال:
الجمعوي الحقوقي والباحث محمد فاريح، وبحكم اهتمامك بالموضوع، ما هو أصل الإشكال في الملف؟ وما التحدي الذي يطرحه في المستقبل؟
جـــــــــواب:
أصل الإشكال في ملف أراضي الجموع، أنه ذو بعد قبلي، عرقي تمييزي، تتحكم فيه أبعاد العرف، علما بأن الأعراف والتقاليد، تتعدد وتختلف، داخل مكونات القبيلة الواحدة، ثم بين القبائل والمناطق، وعلى امتداد جهات البلاد.منطق العرف زكته القوى الاستعمارية، خدمة لمصالحها، وكرست الميز والتفرقة بين المغاربة(نموذج الظهير البربري)وللأسف فالدولة، وبعد رحيل قوى الاستعمار، تعاملت مع الملف بمقاربة أمنية، وجعلت من الوعاء العقاري الخاص بأراضي الجموع سبيل للإغتناء غير المشروع من دون سياسة عقارية محددة و واضحة. الأمر الذي أصبح يستدعي إعمال مقاربة ذات أبعاد حقوقية واقتصادية واجتماعية و ثقافية. ينضاف إلى ذلك أن مسألة المشاريع المعتمدة في مجال التنمية وإعداد التراب، لم تستطع إحداث تغير اجتماعي، وفي كافة المجالات وبالخصوص البعد الثقافي، مما يعيق تحقيق تنمية شاملة وعميقة وحقيقية، يتم فيه الانتقال إلى وضع اجتماعي ثقافي أفضل، وذلك ببلوغ التغيير مستوى الذهنيات والعقليات. ولا يفوتني أن أشير هنا،إلىما تطرحه الظرفية الراهنة من ضرورة تغيير العقلية التي يدبر بها هذا الملف، خاصة في العالم القروي، وعلى رأسها مؤسستي الوصاية ونائب أراضي الجموع وظهير 1919 في جانب التشريع.
أجرى الحوار وأعده:
عبد الرحيم بنشريف


1907340_917017308316157_874087758231661553_n.jpg

ضيف المنعطف
ـ خلق جسور تواصل حقيقية وجدية مع أبناء الجالية، للتشاور حول آفاق مستقبلهم في ارتباط بالقضايا المصيرية والتحديات التي تخص وطنهم الأم.
ـ نحضر لفتح فروع جديدة للجبة بكل من اسبانيا فرنسا هولندا و ايطاليا.
يستضيف هذا الركن من فضاء جريدة المنعطف أطرا و فعاليات، تتنوع أوجــه اهتماماتها الفـــــكرية، وتتعدد مجــــــالات اختصاصاتها، في حوار شفاف وهادف، يلامس جملة من القضايا والمواضيع الملحة على الساحة الوطنية سياسية، اقتصادية، اجتماعيــــــة وتربوية، لخلق جسور تواصل مباشر مع القارئ والمتتبع. و سنركز على محاور محددة، تستأثر باهتمام عامة أبناء هذا الوطن العزيز.
ضيف اليوم قادم من عوالم مهنة القطاع السمعي البصري وجه تلفزيوني مألوف لدى المشاهد المغربي، منذ أواخر الثمانينات من القرن الماضي، رئيس مكتب جبهة القوى الديمقراطية ببروكسيل، يتعلق الأمر بالزميل مصطفى الأبيض
ســـــــؤال:
في إطار إعادة تجديد هيكلة التنظيمات القطاعية والترابية لجبهة القوى الديمقراطية، شهدت العاصمة الأوروبية بروكسل ميلاد مكتب للجبهة، كيف جاءت فكرة هذا الخلق؟ وما هو السياق الذي تحقق فيه هذا الإنجاز؟
جـــــــواب:
فكرة توسيع دائرة اهتمامات جبهة القوى الديمقراطية لتنفتح على انشغالات الجالية المغربية المقيمة بالخارج، كانت محط مشاورات ودراسات بين مكونات الحزب، إلى أن استقر الرأي لدى الجميع على أهمية هذه الخطوة، فاتضح أنه آن الأوان لخلق فروع للجبهة، بعواصم عدد من الدول عبر العالم، لما ستلعبه من أدوار هامة ومتنوعة، خدمة لقضايا جاليتنا بالخارج، فكانت البداية من بروكسيل العاصمة الأوروبية، بالنظر إلى احتضانها لمقري الاتحاد والبرلمان الأوروبيين، فضلا عن كونها تستقطب كثافة سكانية تصل إلى حوالي450 ألف مغربي، ويبلغ عدد المغاربة المقيمين ببروكسيل إلى ما يتجاوز 15 في المائة من ساكنة هذه المدينة، وهي أرقام مهمة كما وكيفا، وتستدعي تواجد فرع للجبهة هناك للتفاعل مع أبناء الجالية، للاقتراب أكثر من انشغالاتهم، وإشراكهم في كل القضايا الوطنية الكبرى، وليساهموا في بناء مغرب المستقبل، مغرب لكل المغاربة. لقد كانت هناك سلسلة لقاءات متواصلة دامت لما يزيد عن السنة، زارت خلالها بعثة من أطر جبهة القوى الديمقراطية العاصمة الأوروبية، والتقت بعدد من الفاعلين على الساحة ببروكسيل، فتقرر أن يكون مطلع السنة الجارية موعدا لانطلاق عمل الفرع.
لقد احتضنت بروكسيل مجموعة من اللقاءات مع فاعلين سياسيين واقتصاديين، على رأسهم السيد فؤاد أحيضار رئيس برلمان بروكسيل، وبعض أعضاء بلديتها، ومع مجموعة من الكفاءات المغربية العاملة بالاتحاد الأوروبي، فضلا عن عملية تعبئة أبناء الجالية، من أجل الانخراط ضمن صفوف الجبهة. ومعلوم أن 80 في المائة من المنخرطين هم شباب، من الجيل الثاني والثالث، ولهم ارتباط وثيق بالوطن، و راكموا تجارب وأفكار، يمكن استثمارها في تفعيل مجموعة من المجالات سياسية، اقتصادية واجتماعية.
ســـــــؤال:
خلق تمثيليات وفروع لحزب سياسي في بلدان المهجر ليس بالأمر الهين، بالنظر إلى ما يتطلبه من تكاليف، ومن تواجد مستمر، وحضور مكثف، ومواكبة لصيقة بانشغالات أبناء الجالية، كيف كان تفاعل الأوساط البلجيكية، ببروكسيل تحديدا، مع هذا الإنجاز؟
جـــــــواب:
تفاعلت الأوساط البلجيكية بشكل ايجابي، وتستطلع مدى جدية و مصداقية هذا العمل، خصوصا في هذه الفترة التي كثر فيها القيل والقال حول تمثيلية الجالية، وما ينتظرها من المشاركة المرتقبة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة. وفي هذا الصدد نظم فرع الجبهة ندوة هامة ببروكسيل يوم 20 دجنبر من السنة الماضية حول موضوع:
“الأوراش الكبرى بالمغرب: أية مساهمة للمغاربة المقيمين بالخارج؟”
وتميزت الندوة بحضور ومساهمة شخصيات وازنة و معروفة في الأوساط البلجيكية، في مجالات السياسة والاقتصاد، والعمل الاجتماعي والثقافي من أصول مغربية، أغنوا النقاش بأفكارهم واقتراحاتهم، وكانت فرصة قدم من خلالها المصطفى بنعلي الأمين العام بالنيابة للجبهة نظرة عامة حول الأوراش الكبرى بالمغرب، وانتظارا ته من أبنائه بالمهجر.
واليوم نحن في إطار الاستفادة من هذه التجربة الأولى، ونحضر لخلق فروع جديدة بكل من اسبانيا فرنسا هولندا و ايطاليا. والغاية الكبرى هي خلق جسور تواصل حقيقية وجدية مع أبناء الجالية، للتشاور حول آفاق مستقبلهم في ارتباط بالقضايا المصيرية والتحديات التي تخص وطنهم الأم.
وقد اتضح بالملموس أن الجالية ببلجيكا على استعداد للمساهمة في بناء المغرب العصري، مغرب دولة الحق والقانون، وهم لا يشترطون سوى الجدية والمصداقية في العمل التنظيمي.
ســـــــؤال:
ما هي في اعتقادكم الأولويات التي تطرح نفسها على برنامج مكتب الجبهة بالعاصمة الأوروبية بروكسيل؟
جـــــــواب:
انطلق برنامج العمل بالتواصل مع مجموعة GROUPE SOCIO-DEMOCRATE بالبرلمان الأوروبي لخلق أنشطة داخل المؤسسة الأوروبية، للتعريف بالتطورات التي يعرفها المجتمع المغربي على أكثر من صعيد سياسيا، اقتصاديا واجتماعيا وتعتبر مجموعة( كروب سوسيوـ ديمقراط) ثاني تجمع كمي بالبرلمان الأوروبي، ونحن بصدد دراسة مشاريع عقد اتفاقيات تشمل مجموعة من المجالات، كتنظيم ندوات علمية، وتبادل الزيارات، وتنظيم دورات تكوينية في مجال الحريات وحقوق الإنسان.
كما يشتغل مكتب الجبهة ببروكسيل على استطلاع انتظارات الجالية المغربية من الاستحقاقات القادمة، من أجل الشروع في تعبئتهم للمشاركة الواسعة والفعالة في الانتخابات القادمة.فالجبهة بمواقفها الواضحة تؤمن بأن هذه الفئة من أبناء الجالية تتعدى 10 في المائة من المغاربة، لهم حقوق و واجبات، يكفلها الدستور، عليهم ممارستها كاملة، وبمواطنة تامة
مكتب فرع جبهة القوى الديمقراطية ببروكسيل يعمل حاليا على خلق جمعية للصداقة المغربية البلجيكية، الهدف منها تكوين لوبي يدعم مشاريع التنمية البشرية والاقتصادية بالمغرب ، فضلا عن الدفاع عن القضايا الكبرى للمغرب.
ســـــــؤال:
ما هي الإضافة النوعية التي تتيحها تجربة التواجد الحزبي ببلدان المهجر،والتي لها وقع هام على صقل وتعميق حمولة الفكرية ؟
جـــــــواب:
شاركت بصفتي صحفيا، وممثل لجبهة القوى الديمقراطية، ورئيس لمكتب الجبهة ببروكسيل في فعاليات اللجنة العلمية، التي تسهر على التنظيم السنوي للمنتدى العالمي للديمقراطية يومي17 و 18 من شهر يناير الجاري. وقد تم اختيار موضوع الندوة حول: الديمقراطية والسلم العالمي.وجاء اللقاء بعد الأحداث الدامية التي عاشتها فرنسا اثر الهجوم على مقر جريدة شارلي أيبدو. وتم الاتفاق على يكون يوم 27 فبراير موعدا للإعلان الرسمي عن موضوع دورة 2015 والذي سيتمحور في مجمله حول دعم الديمقراطية وحماية الحريات الفردية. كما سأقوم بتقديم لائحة لشخصيات مغرية تعمل في الحقلين السياسي والحقوقي، للمشاركة في المنتدى في دورته الثالثة الذي ستستضيف فعالياته مدينة ستراسبورغ من 18 إلى 20 نونبر من هذه السنة، بمساهمة أزيد من ألف مشارك من مختلف بقاع العالم.
و في خضم الأحداث التي تعيشها الساحة الدولية، اقترحت جبهة القوى الديمقراطية تصور ا واضحا ومتكاملا حول موضوع:” الحدود بين الحرية والديمقراطية”
عبد الرحيم لحبيب


iman-wanta.jpeg

ضيف المنعطف
ـ وضع المرأة بالعالم القروي ما لازال يعكس صور القهر والإذلال والتهميش والاستعباد
ـ قطاع التربية و التعليم يشتغل بأساليب وآليات عقيمة ومتجاوزة، والأسرة والعمل الجمعوي
هما البديل لتنشئة الأجيال القادمة.
يستضيف هذا الركن من فضاء جريدة المنعطف أطرا و فعاليات، تتنوع أوجــه اهتماماتها الفـــــكرية، وتتعدد مجــــــالات اختصاصاتها، في حوار شفاف وهادف، يلامس جملة من القضايا والمواضيع الملحة على الساحة الوطنية سياسيــــــــة، اقتصادية، اجتماعيــــــة وتربوية، لخلق جسور تواصل مباشر مع القارئ والمتتبع. و سنركز على محاور محددة، تستأثر باهتمام عامة أبناء هذا الوطن العزيز
ضيف اليوم قادمة من عوالم قطاع التربية والتعليم، تراكمت تجربة ثلاثين سنة كأستاذة اللغة الفرنسية، شاعرة ومهتمة بعالم المسرح والسينما، عضوة بمؤسسة عيون لحقوق الإنسان،عضوة في للجنة التحضيرية للقطاع النسائي، منسقة وطنية لمنظمة منتدى جيل الغد، عضوة بالأمانة الإقليمية لجبهة القوى الديمقراطية لجهة الرباط، إنها الأخت إيمان الونطدي.
ســـــــــؤال:
نستضيفك الأخت إيمان الونطدي في البداية بالنظر إلى تعدد اهتماماتك الشخصية، ونريدك أن تقربي القارئ والمتتبع من واقع المرأة المغربية اليوم؟
جـــــــواب:
وضع المرأة المغربية حاليا لازال يحتاج إلى مزيد العمل الجاد و النضال المتواصل، بحكم أن جملة من المطالب والحقوق، الكفيلة بالنهوض بمكانتها داخل المجتمع لم تتحقق بعد. إذا كانت المرأة في الوسط الحضري تعاني من مظاهر التهميش فان صور القهر والإذلال، بل و هضم الحقوق و الاستعباد، تعكس واقع بنات ونساء الأوساط القروية بالأرياف و المداشر.
ألاحظ مؤخرا أن هناك استفاقة وعي لدى النساء المغربيات، نحو إبراز دورهن في الحياة العامة ، و الاندماج الكلي في القضايا الكبرى للمغرب، سياسيا اقتصاديا واجتماعيا. و الفرصة اليوم متاحة أمام المرأة لتطوير أدائها، والرفع من مكانتها الاعتبارية، بالإصرار على المشاركة الفعلية إلى جانب الرجل، في تدبير وصنع القرار.
ومن تجربتي الشخصية، وبحكم أنني ابنة رجل تعليم ومثقف، اعتبر أن الأسرة هي النواة الحقيقية لنشر وعي وثقافة تواجد المرأة داخل المجتمع، الأسرة هي المصدر الذي يرسم معالم حضورها، تطورها وتفاعلها مع واقعها ومستقبلها. لذا يجب أن ينصب العمل التوعوي التحسيسي على الأسرة كمكون أساسي ضمن بنية المجتمع، لضمان تنشئة محصنة وايجابية للمرأة بدءا من طفولتها ومراهقتها وشبابها إلى أن تصبح امرأة كاملة النضج والوعي بمحيطها العام. و يكفي أن يتواجد على صعيد كل حي سكني، أشخاص يقومون بإيصال رسائل، وتبليغ مضامين، تساهم في توعية وتنوير أبناء الحي ذكورا وإناثا، لنضمن بعضا من تكوين مجتمع متنور، قادر على البناء والعطاء.
ســـــــؤال:
بالرجوع إلى قطاع التربية والتكوين، و كأستاذة لمادة اللغة الفرنسية وممارسة مهنية لمدة ثلاثين سنة، وهي تجربة في قطاع هام واستراتيجي في المجتمع، ما هو تقييمك لهذا القطاع؟
جـــــواب:
سأقيم مقارنة بين تجربتي الخاصة كتلميذة، وما أعيشه اليوم، الفرق شاسع وكبير. لقد كان تعطشنا وقتئذ إلى المطالعة والمعرفة هو حافزنا في التربية والتكوين وتحصيل المعلومة، كنا ننخرط في أنشطة نوادي السينما والمكتبات والرياضة، في حين أن روح المطالعة اليوم غابت ولم يعد لها أي دور. ثم إن تطور الوسائل التكنولوجية الحديثة حولت اهتمام طفولة وشباب اليوم، وأصبح المعلم والأستاذ يشعران بالإحباط، أمام الوسائل المتجاوزة التي تعتمد في العملية التعليمية، بل لقد استحال التواصل والتفاعل بين الأستاذ وتلميذه، بالنظر إلى التباين الصارخ بين ما يعاش داخل و خارج أسوار المؤسسة التعليمية، على الرغم من الدورات التكوينية الغير المفعلة. ناهيك عن افتقار المدرسة المغربية لبعدها الإنساني، الذي تجسده الأنشطة الموازية التي من شأنها مخاطبة نفسية وسيكولوجية الطفل، وتحريك عواطفه وانفعالاته، ويتساوى في ذلك التعليم بشقيه العمومي والخصوصي. فأي مردودية ترجى من نظام تعليمي عقيم لا يلتفت إلى ملكات ومواهب المتعلمين. فباستثناء بعض الأنشطة المحدودة لبعض الأندية التربوية، تبقى السينما والمسرح والتربية على المواطنة والبيئة مجرد وثائق على مكتب المؤسسة. ثم إن عامل الوقت يشكل إكراها حقيقيا أمام الأستاذ للمساهمة في تجاوز هذا الوضع. فالمدرس على استعداد لتفعيل العمل الجمعوي، ولو على حساب وقته الخاص، ثم أن خفض المدة الزمنية للمواد المدرسة، وتوفير التأثيث والإمكانات اللازمة للعمل الجمعوي ستساعد على خلق ظروف ملائمة لهذا الغرض، فالعمل الجمعوي المتشبع بحس المصلحة الجماعية والبعد التطوعي ونكران الذات هو البديل لحل هذه المعضلة، بديل يفتح المجال أمام جيل الغد للمشاركة في المخيمات، والأمسيات الفنية والترفيهية، وخلق فضاءات ليكتشف الطفل ذاته الكامنة في ملكاته ومواهبه، وإخراجه من عنف الروتين والرتابة، و ضغط الشحن بالمعلومة. على المجتمع المدني أن يلعب دوره التوجيهي ، لحماية طفولتنا من مظاهر الانزلاق، التي تتهدد مسارها، بالنظر إلى التطور المتسارع للوسائل الترفيهية، التي تعرضها المنتجات التكنولوجية مع سوء استعمالها.
ســـــــؤال:
أنتهز فرصة استضافتك للحديث عن تلازم العمل الجمعوي بالعمل السياسي،ومن موقعك كامرأة تشتغلين على هاتين الواجهتين، كيف تراوحين بينهما؟
جــــــواب:
العمل السياسي اليوم يستوجب التشبع بالثقافة الجمعوية، فالتأطير السياسي للمجتمع يستدعي التوفر على رصيد فعلي، وممارسة حقيقية للعمل التطوعي، والتعود على الحس الجماعي المواطن، والغوص في أدق تفاصيل الواقع المعاش. و كوني امرأة فاعلة أرى أن الوعي بما يدور حول واقع النساء عموما يتيح لهن التمييز بين ما يحقق المصلحة العامة ، وما يتهدد المرأة من مخاطر وتحديات، بل إن وضع المرأة الفاعلة والمتفاعلة داخل مجتمعها يجلها تقترح الحلول والبدائل للمشاكل التي تعترض مسارها ككيان بأبعاده الإنسانية(مربية، أم ، زوجة، بنت، أخت…).
ســـــــؤال:
كونك فاعلة على صعيد أكثر من قطاع داخل جبهة القوى الديمقراطية،كيف تقربين القارئ من توجه الجبهة في تعاطيها مع القضايا والتحديات المطروحة بهذه القطاعات؟ وفي ظل الاستعداد للاستحقاقات الانتخابية المقبلة؟
جــــــواب:
نحن في جبهة القوى الديمقراطية نؤمن بمبدأ المناصفة بين الرجل والمرأة، و نثمن قدرات المرأة الفاعلة، والحمد لله فالقطاع النسائي يضم أسماء وازنة، من مختلف المجالات والتخصصات، حققن ذواتهن داخل المجتمع، ونطمح إلى توسيع دائرة الانفتاح على كل الفعاليات النسائية ونرحب بها، من العمل ألتشاركي، غايتنا في ذلك إعادة الثقة للمرأة في ممارسة العمل السياسي والجمعوي الجاد والمسؤول، عبر تنظيم مؤتمرات ولقاءات تواصلية وندوات، تجوب ربوع المملكة، لطرح القضايا والمطالب الملحة الكفيلة بالرقي بأوضاع المرأة المغربية، والعمل على إيصال صوت النساء الجبهويات داخل وخارج الوطن .ونحن في جبهة القوى الديمقراطية نشتغل من منطلق أن كل التنظيمات الموازية داخل الحزب تتقاطع عند مبدأ إعداد وتهييئ المواطن الناضج بدءا من الاهتمام بالطفولة في منظمة منتدى جيل الغد، مرورا عبر فئة الطلبة والشباب في مبادرات الشباب المغربي والرابطة المغربية للطلبة الديمقراطيين، والقطاع النسائي، وباقي القطاعات الموازية للجبهة.
وبخصوص الانتخابات المقبلة، أتمنى ألا يتم التعامل مع القضايا المؤرقة للمغرب العميق كورقة انتخابية للمزايدة والسمسرة، نظرا للأوضاع الخطيرة التي تعيشها الفئات الفقيرة والمهشمة، إذ يجب الاهتمام و تركيز العمل التوعوي والتحسيسي في هذه الأوساط لجعل الساكنة بها ترى في الآخر إنسانا متعاطفا وأخا وصديقا، وليس عدوا طبقيا.
عبد الرحيم لحبيب

(صدر بجريدة المنعطف يوم 28 يناير 2015 )


amina-sabil-1024x687.jpg

يناير 22, 2015 الرئيسيةرأي

ضيف المنعطف
يستضيف هذا الركن من فضاء جريدة المنعطف أطرا و فعاليات، متنوعة الاهتمامات الفكرية، متعددة الاختصاصات، في حوار شفاف وهادف، يلامس جملة من القضايا والمواضيع الملحة على الساحة الوطنية سياسية، اقتصادية، اجتماعية وتربوية، لخلق جسور تواصل مباشر مع القارئ والمتتبع، سنركز على محاور محددة، تستأثر باهتمام عامة أبناء هذا الوطن العزيز.
ضيف المنعطف ينفتح اليوم على عوالم المرأة كعنصر فاعل داخل بنية المجتمع، الأمر يتعلق بالسيدة أمينة سبيل عضو الأمانة العامة ، منسقة اللجنة التحضيرية للقطاع النسائي لجبهة القوى الديمقراطية.
ســـــــــــــؤال:
كيف ترصدين للقارئ الوضعية الراهنة للمرأة المغربية في ظل تجاذبات المجتمع؟
جـــــــــــواب:
آمنت جبهة القوى الديمقراطية منذ تأسيسها بالدور الفعال للمرأة في المجتمع، وخاض القطاع النسائي معارك نضالية إلى جانب التنظيمات والحركات النسائية بالمغرب.فالمرأة اليوم تعاني من اكراهات كثيرة، تقف في وجه مسيرتها نحو لعب دورها كاملا داخل المجتمع المغربي، وفي ظل معطيات تتمثل في تكريس النظرة الدونية الموسومة بها.
لذا كان من الطبيعي أن تباشر المرأة معارك للدفاع عن حقوقها، والعمل على تحرير عقلية المجتمع من موروثات كثيرة، ومن أولوياتها النظرة التحقيرية المبنية على الاستهانة بقدراتها الفكرية، و كفاءاتها المهنية، وملكاتها الإبداعية. وهنا نسجل مع الأسف الشديد تراجعا كبيرا في المكتسبات التي حققتها الحركات النسائية على جميع المستويات السياسية، الاقتصادية والاجتماعية في ظل ممارسات الحكومة الحالية، خصوصا وأن المرأة المغربية كانت قد استبشرت خيرا مع صدور الدستور الجديد، والذي جاءت مضامينه لتنتصر للعديد من قضاياها المصيرية.
ســـــــــــــؤال:
وضعية المرأة بين الأمس واليوم أية مقارنة؟
جـــــــــــواب:
إن مقارنة وضع المرأة بين الأمس واليوم، يوضح بالملموس مدى التردي الذي كانت تعانيه جراء انحصار دورها في الوظائف التقليدية، التي جعلتها حبيسة أركان البيت، منغلقة على العالم الخارجي.وبفضل نضالات النساء التقدميات سرعان ما بدأ الوعي بضرورة انتزاع جملة من الحقوق التي مكنتهن من التحرر من الوضع ألكوارثي، الذي عانين من ويلاته الكثير، فاستطعن فرض وجودهن داخل المجتمع، من خلال خروجهن إلى عوالم الشغل والوظيفة، وغيرها من المهام، التي كانت حكرا على الرجل. لقد أبانت المرأة المغربية عن مؤهلات كبيرة في شتى مناحي الحياة العامة سياسية، اقتصادية، اجتماعية، ثقافية، فنية، رياضية وغيرها.
ســـــــــــــؤال:
هل لك الأخت أمينة سبيل أن تجملي للقارئ أهم الطالب الملحة للمرأة اليوم؟
جـــــــــــواب:
القطاع النسائي في جبهة القوى الديمقراطية يضع قضايا المرأة ضمن أولى اهتماماته، و يحمل طموحات حقيقية نابعة من واقع ما تعيشه، وبالتالي فان الحفاظ على المكتسبات التي تحققت لها أصبح أمرا لا تراجع عنه، بل إن القطاع النسائي مدعو اليوم للعب أدوار طلائعية من أجل أن تتمتع المرأة بحقوقها كاملة، وفرض مبدأ المناصفة والمساواة جنبا إلى جنب مع الجل لبناء مجتمع مغربي ديمقراطي و حداثي، وفق ما نص عليه دستور 2011.
جبهة القوى الديمقراطية وهي تجدد هياكلها التنظيمية تتابع باهتمام أشغال التحضير المكثفة لهيكلة القطاع النسائي من أجل رفع تحديات واستحقاقات المرحلة المقبلة. بالمناسبة فالحركات النسائية على اختلاف توجهاتها ما فتئت تندد بتراجعات مكتسباتها في ظل حكومة بنكيران، داعية إلى ضرورة تفعيل مقتضيات الدستور المتعلقة بالمرأة خاصة الفصلين 19 و146، وإعادة الثقة للمرأة في العمل السياسي الاجتماعي، وجعل قضاياها محورية في أي تنمية وطنيا وجهويا، وبلوغها مراكز القرار في ظل الجهوية الموسعة.
عبد الرحيم بنشريف



حزب جبهة القوى الديمقراطية


حزب جبهة القوى الديمقراطية يرحب بكم ويوجه لكم الدعوة للانضمام إليه ، حيث تجتمع الخبرة والحماس، وحيث يمكن لكم أن تكونوا جزءًا من تاريخ نضال لبناء الحزب الكبير




الإشتراك


اشترك في النشرة لتلقي جميع الأخبار من حزب جبهة القوى الديمقراطية