شهد قصر طراشن بالرباط، اليوم الأربعاء 5 فبراير 2025، حدثًا ثقافيًا بارزًا تمثل في حفل توقيع كتاب “محمد السادس.. ملك ذو رؤية” (Mohammed VI: Un Roi Visionnaire)، للكاتب والباحث المغربي رشيد الياقوتي. وقد حضر هذا الحفل شخصيات سياسية، فنية، وثقافية وإعلامية وازنة، كان من بينهم الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية الأخ المصطفى بنعلي، الذي شارك في الحدث رفقة أعضاء من المكتب السياسي للحزب.

الكتاب، الذي صدر باللغة الفرنسية، يقدم قراءة متعمقة في فكر ورؤية جلالة الملك محمد السادس، مسلطًا الضوء على مساره القيادي منذ اعتلائه العرش عام 1999، ومبرزا الإصلاحات الكبرى التي قادها جلالته، من التقدم الاقتصادي والاجتماعي إلى التحولات الثقافية والدبلوماسية التي عززت مكانة المغرب على الصعيدين الإقليمي والدولي. كما يتناول المؤلف رؤية الملك في تعزيز التنمية المستدامة، تحسين حقوق الإنسان، ودعم التعليم والصحة، بالإضافة إلى دوره المحوري في القضايا الإفريقية والدولية.

وفي كلمة بالمناسبة، أوضح رشيد الياقوتي، وهو رئيس لجنة الثقافة بحزب جبهة القوى الديمقراطية، أن هذا العمل يمثل “مرجعًا لكل من يهتم بفهم العمق الاستراتيجي والإنساني لرؤية جلالة الملك محمد السادس، ويعكس تطلعات المغرب نحو مستقبل مشرق”. كما كشف الكاتب عن برنامج موسع لحفلات توقيع وندوات حول مختلف محاور الكتاب، بالتنسيق مع مؤسسات وهيئات من المجتمع المدني، ستُعقد في عدة مدن مغربية كبرى.

حفل التوقيع، الذي عُقد في أجواء من النقاش الفكري العميق، شكّل فرصة لتبادل وجهات النظر حول المسار التنموي للمغرب تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، وأبرز أهمية هذا الكتاب كإضافة نوعية للمكتبة المغربية، تسلط الضوء على التحولات الكبرى التي شهدها المغرب في العهد الجديد. وذلك ما أبرزته تدخلات الحضور وفي مقدمتها تدخل السيدة أمينة بنخضرة المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، التي خصت الكتاب بقراءة عامة لأهم مضامينه ومحاوره.

استقبل الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية الدكتور المصطفى بنعلي، اليوم الأحد 26 يناير 2025 بالمقر المركزي للحزب بالرباط، لجنة من الأطر النقابية في لقاء خصص للاستماع إلى رؤيتها حول تنفيذ ملتمس المؤتمر الوطني السادس بشأن تجديد العمل النقابي.

وشهد اللقاء عرض ورقة عمل أشرف على إعدادها عضو المكتب السياسي للحزب الأخ محمد العبدلاوي، حملت تصورًا متجددًا حول العمل النقابي بالمغرب. حيث أكدت الورقة على الحاجة الملحة إلى تبني ممارسات نقابية مبتكرة تواكب التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي يشهدها المغرب، وتبعث دينامية جديدة في الدفاع عن حقوق العمال، خصوصًا الفئات الهشة كالعاملين في القطاع الفلاحي وباقي القطاعات غير المهيكلة، من فئات النساء والشباب.

كما تطرقت الورقة إلى أجندة تحديث الهياكل النقابية واعتماد الرقمنة كأداة تواصلية وتنظيمية، فضلاً عن تطوير شراكات حقيقية مع مختلف الفاعلين لجعل الاطار النقابي الجديد قادر على المساهمة في النضال لتحقيق العدالة الاجتماعية وتعزيز الحوار الاجتماعي كوسيلة لتحقيق التوازن بين حقوق العمال ومتطلبات الاقتصاد الوطني.

بهذه المناسبة قدم الأمين العام للحزب عرضا مختزلا عن منظور الحزب للعمل النقابي، المبني على احترام الحرية النقابية لأعضائه وعلى الشراكة والحوار في علاقته بالنقابات الديمقراطية والجماهيرية، مبرزا بأن الحزب عرف عدة مراحل منذ تأسيسه في التعاطي مع المسألة النقابية، انطلاقا من اعتباره صديقا للطبقة العاملة.

وأوضح الأخ الأمين العام بأن هذا اللقاء يأتي في إطار حرص الحزب على ترسيخ دور النقابات كرافعة أساسية للدفاع عن الفئات المهضومة الحقوق وللعمل من أجل قضايا العمال والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب.

عبر الأخ الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية الدكتور المصطفى بنعلي عن شكره للجامعة الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم بالمغرب على الدعوة التي وجهها له مسؤولو الجامعة لحضور فعاليات الدورة الخامسة لمجلسها الوطني، التي انعقدت اليوم السبت 25 يناير 2025 بالمركب الثقافي أحمد بوكماخ بطنجة.

وبمناسبة مساهمته في تكريم مناضلات ومناضلي الجامعة عبر الأخ الأمين العام للحزب على أن ” انتخابات تفرز فوز مناضلي الأحزاب السياسية سيكون مناسبة لرد الجميل للمقاهي على احتضانها لجزء هام من العمل السياسي بإخراج تشريعات في مستوى تطلعات المقاهي والمطاعم بأدوارها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية…”

في أمسية أدبية استثنائية، وفي إطار الدينامية الثقافية التي يشهدها حزب جبهة القوى الديمقراطية، استضافت رئاسة لجنة الثقافة بالمجلس الوطني للحزب الأديبة الدكتورة لطيفة المسكيني، ضمن برنامج “مسارات أدبية” الأربعاء 30 اكتوبر 2024، لتسليط الضوء على مراحل مشوارها الأدبي وأهم المحطات التي ساهمت في بناء رؤيتها الخاصة للعالم.

لطيفة المسكيني، التي عُرفت بفرادة تجربتها الإبداعية وبجرأتها في معالجة مواضيع معرفية وثقافية حساسة، تناولت خلال اللقاء أبرز التحديات التي واجهتها كشاعرة وأديبة، وكيف انعكس تأثير البيئة الثقافية والاجتماعية المغربية التي ترعرعت فيها على مسارها الأدبي. كما تحدثت عن أبرز الملامح الفكرية والفلسفية والعرفانية لتجربتها الشعرية، وعن تجليات انفتاحها على الثقافة العربية والثقافات الإنسانية العالمية في أعمالها الأدبية سواء ما كان في الشعر أو تحقيق المخطوط أو الترجمة.

تميز اللقاء بنقاش حيوي حول قضايا الشعر والفكر المعاصر و العرفان الصوفي، حيث تطرقت المسكيني إلى هموم المثقف العربي في ظل التحولات العالمية السريعة. وتحدثت عن أهمية الأدب عموما وعن الشعر بشكل خاص، كوسيلة للتعبير عن الهوية الثقافية، ودوره في مواجهة التحديات الفكرية التي تفرضها العولمة. لم تخلُ الجلسة من مناقشة عميقة حول إشكالية الكتابة والجنسانية، ومصطلح الكتابة النسائية، الذي ترى فيه إجحافا بحق المنجز الأدبي الذي تكتبه المرأة، وقوفا على قضايا الواقع واللغة وعلاقتها بالذات المبدعة من منظور المفرد والجمعي.

أثار اللقاء، الذي أداره باقتدار كبير رئيس لجنة الثقافة الشاعر رشيد الياقوتي، تفاعل الحاضرين، الذين شاركوا بأسئلة وأفكار أغنت النقاش وأضفت عليه أبعادًا جديدة، ليشكل هذا الحدث نافذةً مميزة على عالم لطيفة المسكيني الأدبي والفكري.

في هذه الأمسية الفكرية الباذخة و قف الحضور النوعي والمتنوع عند كيف كانت لطيفة المسكيني تتشكل على مهل كقصيدة في ديوان الحياة. منذ سنوات دراستها في جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، كانت لطيفة تستمد قواها من النقد الحديث والمعاصر، غارسة قدميها في تربة ثقافية أصيلة، ومكللةً بشهادة الدكتوراه في عام 2005، وهي تحمل رؤيتها الناقدة لآداب اللغة العربية في وحدة فريدة من نوعها.

وبمهارة بارعة، تتنقل المسكيني بين لغات العالم، تتحدث العربية كما تتحدث الفرنسية، تهمس بالإنجليزية، وتتناغم بالبرتغالية، بل وحتى العبرية، لتكون حلقة وصل بين عوالم متباينة. وقد أسفرت هذه الرحلة اللغوية عن إصدارات شعرية شكّلت محطات مضيئة، بدءًا من “السِّفر المنسي” في 2003، مروراً ب”قزحيات الصمت”2006 و”حناجرها عمياء”2007، وصولاً إلى “فتنة غياب”2012، و”طروس” 2020،كانت هذه المجاميع الشعرية قصائد تتغلغل في الصمت وتستحثّ ما تخفيه الروح والفكرة من ضوء وظلال.

بين دفتي الكتب التراثية القديمة والمخطوطات الصوفية النفيسة، انكبت لطيفة على تحقيق كتابات ذات طابع روحي وأدبي عميق، لتحقق في العام 2019 مؤلف الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي “بُلغة الغواص في الأكوان إلى معدن الإخلاص في معرفة الإنسان”، وتخط مقالتها حول مفهوم الولاية من منظور ابن عربي في المؤلف الجماعي “ابن عربي في مقام الشاوية”2021. وفي أحدث الترجمات الأدبية، ترجمت عن الفرنسية للشاعرة اليونانية ميليتا توكا- كاراشاليو ثلاث مجاميع شعرية لتمنحها صوتًا عربيًا أصيلًا، دافعةً بالشعر إلى عوالم جديدة لم يكن ليبلغها لولاها.

وحين استمع الحاضرون إلى نصوصها، استمعت هي بدورها إلى أصداء حصدت من خلالها جوائز مهمة، من جائزة فاس الشعرية عام 1993، إلى “جائزة الديوان الأول” عن مجموعتها الأولى “السِّفر المنسي” 2003، ومن ثم “جائزة المغرب للكتاب” – صنف الشعر عن مجموعتها الشعرية الثالثة “حناجرها عمياء” 2008.