نحن نهتم..

المنتدى الوطني للرياضة فضاءٌ سنوي للحوار والتفكير الجماعي حول واقع السياسة الرياضية بالمغرب، وسبل إصلاحها بما يخدم التنمية والتماسك المجتمعي والعدالة المجالية.

في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها المجتمع المغربي، وما تطرحه من تحديات على مستوى إدماج الرياضة ضمن السياسات العمومية كأداة للتنمية والتماسك المجتمعي، برزت الحاجة إلى خلق فضاء دائم للتفكير الجماعي والحوار البنّاء حول واقع السياسة الرياضية وآفاق إصلاحها. من هذا المنطلق، تأتي مبادرة حزب جبهة القوى الديمقراطية إلى إحداث المنتدى الوطني للرياضة، باعتباره إطارًا سنويًا مؤسساتيًا منفتحًا على كل الفاعلين والمتدخلين في الحقل الرياضي، من مسؤولين وخبراء وممارسين ومجتمع مدني، من أجل بلورة تصورات متقدمة تسهم في النهوض بالرياضة المغربية وجعلها في صلب المشروع المجتمعي الديمقراطي المتضامن.
يطمح المنتدى إلى ملامسة عمق الاختلالات التي تعيق تطور الرياضة الوطنية، كما عرّتها بوضوح الرسائل الملكية السامية التي وجّهت انتقادات صريحة للمسؤولين عن الشأن الرياضي، بسبب مظاهر التسيب والارتجال وغياب الشفافية والحكامة، بالإضافة إلى ضعف النتائج وتراجع الرياضة المدرسية والجامعية، وتدهور البنيات التحتية في كثير من المناطق. ويسعى المنتدى إلى تجاوز منطق المحاسبة الظرفية، نحو تفكير استراتيجي شامل، يربط الرياضة بمسارات التنمية البشرية، ويؤكد على ضرورتها في بناء مجتمع صحي، متماسك، متكافئ الفرص.
إن المنتدى، في نسخته الأولى التي تُنظَّم في شهر أبريل تزامنًا مع تخليد اليوم العالمي للرياضة في خدمة التنمية والسلام، لا يقتصر على التشخيص والمساءلة، بل يهدف إلى اقتراح بدائل وتصورات عملية قابلة للتنزيل، من خلال الانفتاح على التجارب المقارنة، وتوظيف المعطيات الرقمية، واستثمار إمكانات الذكاء الاصطناعي، مع استحضار واقع الجهات ومساهمة الجماعات الترابية في تعميم الممارسة الرياضية وإدماج الشباب. وسيكون هذا المنتدى مناسبة لبلورة أرضية تأسيسية لإحداث مختبر وطني للسياسات العمومية في المجال الرياضي، يتولى مهمة تتبع المؤشرات، وتقييم السياسات، وتقديم توصيات عملية تستند إلى المعطيات الدقيقة والمعالجة العلمية.
إن إطلاق هذا المنتدى يشكّل خطوة نوعية في اتجاه إعادة الاعتبار للرياضة باعتبارها حقًا من حقوق المواطنة، ومجالًا من مجالات الاستثمار الوطني في الإنسان، وفرصة لتجديد العلاقة بين الدولة والمجتمع في مجال حساس، تتقاطع فيه الأبعاد التربوية والثقافية والاقتصادية، وترتبط به رهانات الهوية والمكانة الإقليمية والدولية. وهو أيضًا دعوة مفتوحة لكل الغيورين على هذا الوطن، للانخراط في نقاش جاد ومسؤول حول حاضر الرياضة المغربية ومستقبلها، بعيدًا عن الشعارات الجوفاء والقرارات الفوقية التي لم تعد تقنع أحدًا.
إن حزب جبهة القوى الديمقراطية، بإطلاقه المنتدى الوطني للرياضة، يجدد التزامه الراسخ بالدفاع عن قضايا الشباب، والنهوض بالمجالات المهمشة، وإقرار العدالة المجالية والقطاعية، واضعًا الرياضة في قلب انشغالاته المجتمعية، ومدافعًا عن مقاربة جديدة تضع الإنسان أولًا، وتُخرج الرياضة من دائرة العبث والتدبير العشوائي، إلى فضاء المهنية، والنزاهة، والإبداع، والعمل الجماعي.